تصدرت تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز من امتداد خطر الإرهاب إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في غضون شهر إلى شهرين، واجهات الصحف والمحطات التلفزيونية والمواقع الإخبارية العالمية، وسط اهتمام لافت بتحليل ما جاء في كلمة العاهل السعودي، وكانت الصحافة الأميركية سباقة في نقل تصريحات ملك السعودية حرفيًا، سواء بطريقة نصية أو عبر روابط فيديو.


سالم شرقي من دبي: أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الملك لم يذكر اسم داعش "تنظيم الدولة الإسلامية"، الذي ينشط في سوريا والعراق تحديدًا، ولكنه كان يتحدث عن هذا التنظيم الإرهابي ضمنيًا، وعن كل التنظيمات الإرهابية، التي تتخذ من الإسلام ستارًا لها بشكل عام.

وقالت الصحيفة إن الملك وجّه كلماته إلى الملايين في أوروبا وأميركا قائلاً: " أطلب منكم نقل هذه الرسالة إلى زعمائكم، ومفادها أنه ما يخفى عليكم الإرهاب في هذا الوقت، ولا بد من محاربة هذا الشرير بالقوة وبالعقل وبالسرعة، وإذا أهملوا أنا متأكد بعد شهر سيصلون إلى أوروبا، وبعد شهر ثانٍ إلى أميركا".

لاستخلاص عبر

وكان من اللافت في تعليقات قرّاء مواقع الصحف الأميركية تفاعلهم الواضح مع تحذيرات خادم الحرمين الشريفين، حيث أشار البعض منهم إلى أنه يتعيّن على الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يستفيد من هذه التحذيرات، وألا يتمسك بما قاله من قبل من أن الخطر على الولايات المتحدة ليس كبيرًا.

بدورها، إهتمت الصحف اللندنية بتصريحات ملك السعودية، التي جاءت على هامش اعتماده أوراق عدد من السفراء في السعودية يوم الجمعة. وعنونت صحيفة "دايلي ميل": " ملك السعودية يحذر.. الغرب الهدف القادم للإرهاب إذا لم يتحرك الجميع سريعًا لمواجهته".

واهتمت الصحيفة اللندنية بإلقاء الضوء على إرهاب داعش في سوريا والعراق، والذي يبدو أنه قد يمتد إلى لبنان، مشيرة إلى أن الجميع أصبحوا على يقين من أن هذا التنظيم يستهدف الجميع، ولا يفرّق بين سني أو شيعي أو مسيحي أو غيرهم.

قبل فوات الأوان

فيما حاولت صحيفة "الميرور" ربط تحذيرات العاهل السعودي بالشأن البريطاني تحديدًا، فعنونت: "الجهاديون قد يقومون بشن هجمات إرهابية ضد المملكة المتحدة خلال شهر.. هذا التحذير أطلقه ملك السعودية". وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنه يجب اتخاذ كل التدابير وبأقصى سرعة ممكنة من أجل منع هؤلاء "أي المسلمين الإنجليز" الذين يذهبون إلى سوريا والعراق وغيرهما من المناطق والبؤر المتوترة، ثم يعودون ليصبحوا قنابل موقوتة.

أما "وول ستريت جورنال" وعبر الموقع الإلكتروني فعنونت: "ملك السعودية يحذر من وصول يد الإرهاب إلى أوروبا وأميركا"، وفي عنوان آخر: "الملك يطالب المجتمع الدولي بالتحرك السريع والقوي".

وفي تركيا أشارت صحيفة "صباح" إلى أن السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز قامت بدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، والذي يعمل تحت مظلة الأمم المتحدة بمبلغ 100 مليون دولار، وقد حدث ذلك قبل عام تقريبًا، وبالأمس واصل الملك نهجه في مكافحة الإرهاب، مطلقًا تحذيرًا تسبب في شعور العالم بالصدمة من شدة الخطر، والذي أصبح يحاصر الجميع.

وعنونت صحيفة "صباح" التركية: "عبد الله بن عبدالعزيز... قد يقومون بقتلكم خلال شهرين"، في إشارة إلى إمكانية إمتداد سرطان الارهاب إلى أوروبا وأميركا، وأنه لن يبقى في الشرق الأوسط فحسب، مما يتطلب تكاتفًا عالميًا لمواجهة هذا الخطر الكبير.&