بعد يوم من الإعلان عن إنهيار مفاوضات تشكيل حكومته المنتظرة، أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي اليوم الاتفاق على استئنافها وعلى برنامجها السياسي، بينما أكد رئيس البرلمان أيضًا إستمرارها بين القوى الثلاث الشيعية والسنية والكردية، مؤكدًا وجود تنازلات من جميع الكتل من أجل إعلان الحكومة التي أمل الحكيم أن يكون ذلك نهاية الاسبوع الحالي.


لندن: كتب رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن المفاوضات مع كل الكتل السياسية ومع تحالف القوى العراقية (السني) مستمرة ولم تتوقف وتم التوافق ليلة امس على وثيقة الاتفاق السياسي لمنهاج الحكومة"، من دون توضيحات أخرى حول مضمون هذا المنهاج وفقرات الاتفاق التي تضمنها.

وأشار العبادي إلى استحداث موقع الكتروني باسمه قائلاً: "بداية أشكر لكم اهتمامكم ودعمكم الذي نستمد منه القوة بعد التوكل على الله لخدمة العراق وشعبه وتقديم ما يرضي الله وما يرضيكم. كما اتقدم بالشكر لكل من كرس وقته وجهده لإنشاء صفحةٍ الكترونية بإسمي لتقديم الدعم والإسناد وتحقيق النفع العام للعراقيين".

وجاء الاتفاق على استئناف مفاوضات تشكيل الحكومة اثر مباحثات اجريت مساء امس بين العبادي وقيادات التحالف الوطني الشيعي من جهة، وبين اتحاد القوى الوطنية السني من جهة أخرى، وتم الاتفاق على الاحتكام إلى الدستور ومبدأ الشراكة الوطنية في حل الخلافات حول بعض مطالب الكتل السياسية بعيدًا عن الخطابات الاعلامية والسجالات السياسية.

وعلمت "إيلاف" أن الاتفاق على استئناف المفاوضات جاء إثر موافقة التحالف الشيعي على مطالب تحالف القوى العراقية السني في ما يخص إصدار قانون العفو العام والتوازن في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والمشاركة في ادارة الملف الأمني ومعالجة قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث والانتهاء من هذا الملف خلال عام واحد ثم يحول بعدها للقضاء إضافة إلى تشكيل حرس وطني للمحافظات يكون ارتباطه عسكريًا بوزارة الدفاع واداريا بالمحافظة واقرار قانون يؤكد استقلالية القضاء .

الجبوري والحكيم وزيباري متفائلون بقرب إعلان الحكومة

ومن جانبه، أكد رئيس مجلس النواب القيادي في اتحاد القوى الوطنية سليم الجبوري اليوم خلال زيارته إلى محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد) استمرار الحوارات السياسية مع التحالف الوطني والتحالف الكردستاني لتشكيل الحكومة المقبلة. وأشار إلى أنّ هناك تنازلات مقدمة من جميع الاطراف لتشكيل الحكومة وفق المدة الدستورية المحددة لها في التاسع من الشهر المقبل.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد مع رئيس الوفد التفاوضي الكردي هوشيار زيباري، أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم تذليل العقبات التي واجهت التفاهمات بين التحالفين الشيعي والسني في مفاوضات تشكيل الحكومة. وأضاف أن اللجان التابعة للتحالفين الوطني والكردستاني& ستجتمع بعد ظهر اليوم للتوصل إلى بيان وزاري مقبول لدى كل الاطراف.

وذكر الحكيم خلال مؤتمر صحفي عقده في مكتبه مع وزير الخارجية هوشيار زيباري: "نلمس اليوم الايجابية في الحوار وستعقد اللجان المشتركة اجتماعاً مهماً بعد ظهر اليوم لحسم التفاهمات بين الطرفين& للخروج في بيان وزاري متفق عليه من الاطراف كافة".

ومن جهته، أكد زيباري أن المباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة وهناك جدية لجميع الأطراف لتذليل العقبات بشكل يلبي طموحات المشاركين في العملية السياسية. وقال إن الدعم الدولي للعراق سيزداد بتشكيل حكومة شراكة وطنية.

والليلة الماضية سارع قادة سياسيون إلى عقد اجتماعات عاجلة بهدف تجاوز الخلافات بين الكتل، والتي أدت إلى الاعلان عن انهيار مفاوضات تشكيل حيث قاد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري سلسلة اتصالات لتجاوز الخلافات واستئناف المفاوضات.

وشهد منزل الجبوري في بغداد اجتماعًا شارك فيه بالإضافة اليه العبادي وخالد العطية رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وقد أكد الجبوري رفضه لحكومة يشكلها أي طرف، في إشارة إلى التحالف الوطني الشيعي وتكون بقية الاطراف تابعة لهم،&في إشارة إلى تحالفي القوى العراقية السني والكردستاني.

وجاءت هذه الاتصالات اثر الاعلان عن انهيارات المفاوضات التي اجراها امس ممثلون عن التحالفين الشيعي والسني الذي هدد بعدم المشاركة في الحكومة الجديدة نظرًا لعدم تجاوب مفاوضي الشيعي مع مطالبه ومنها مشاركة السنة بنسبة 40 بالمائة في الدولة العراقية ومؤسساتها المدنية واﻻمنية كافة.

وكان رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي دعا الاثنين الماضي القوى السياسية إلى تقديم برامجها السياسية لتشكيل وزارته ليتم الاتفاق على البرنامج العام للحكومة الجديدة ويتم بعدها ترشيح اسماء الوزراء واشترط بان تكون الشخصيات كفوءة ونزيهة.

وكلف الرئيس العراقي فؤاد معصوم في 11 من الشهر الحالي مرشح كتلة التحالف الوطني الشيعي حيدر العبادي بتشكيل الحكومة على وفق التوقيتات الدستورية على ان تعلن الحكومة الجديدة قبل التاسع من الشهر المقبل.