يبدأ ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، اليوم، زيارة هامة إلى فرنسا، يلتقي خلالها الرئيس فرانسوا هولاند، ويبحث معه ملفات عديدة تكتسب أهمية خاصة، سواء في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، أو الملفات الاقليمية.


الرياض: تكتسي زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا، والتي تبدأ اليوم، أهمية كبيرة، إذ من المقرر أن يلتقي مع الرئيس فرانسوا هولاند، وكبار المسؤولين الفرنسيين لبحث العديد من الملفات الهامة.

ويشغل الأمير سلمان منصب وزير الدفاع في السعودية، وهو ما يضفي أهمية استثنائية للقضايا العسكرية والدفاعية التي سيجري التباحث بشأنها خلال الزيارة، ولا سيما ما يتعلق بتسريع تسليم الجيش اللبناني أسلحة فرنسية، كانت المملكة قد موّلت شراءها لمواجهة الجماعات المتطرفة.

وأكدت مصادر رئاسية فرنسية أن المباحثات بين الأمير سلمان، والرئيس فرانسوا هولاند، خلال زيارة الأمير سلمان إلى باريس، ستستعرض العلاقات الثنائية، وأوضاع المنطقة، في ضوء موجة التطرف التي تجد السعودية نفسها في مواجهتها، تثبيتًا لسياسة الاعتدال والحوار بين الثقافات والأديان، التي أطلقها الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.

وقالت المصادر الرئاسية الفرنسية إن هولاند سيقيم مأدبة في قصر الإليزيه على شرف ضيفه الكبير، وإن المواضيع السياسية والاقتصادية ستكون حاضرة في مباحثات الوفدين السعودي والفرنسي.

ويلتقي الأمير سلمان في خلال زيارته، وهي الأولى للعاصمة الفرنسية، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الأربعاء، ليتباحثا في ما وصلت إليه الأمور في سوريا والعراق، مع تقدم مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية، وتهديدهم السلام في منطقة الشرق الأوسط.

إلى ذلك، ستشهد الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين، بحسب ما نقلت صحيفة "الرياض" السعودية عن برتران بزانسنو، السفير الفرنسي لدى السعودية.

وأضاف بزانسنو: "ستكون الزيارة فرصة للتباحث بين الجانبين السعودي والفرنسي في القضايا والأحداث التي تمر بها المنطقة"، لافتًا إلى أن الزيارة، التي ستستمر أربعة أيام، ستكون فرصة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين فرنسا والمملكة، التي زارها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، "التي كانت بشكل عام ناجحة ومثمرة".

وتابع: "الزيارة ستكون مناسبة للتعاون الثنائي، وتعزيز التعاون في المشاريع الكبيرة المتعلقة بالميادين العسكرية"، مشيراً إلى أن الأمير سلمان سيلقي خطاباً في ختام زيارته إلى فرنسا أمام اليونسكو، وشدد على أن التطرف والإرهاب الحاصلين في المنطقة "أمر خطر ويجب التعاون لمكافحتهما، نحن والرياض لدينا النظرة نفسها، ونعمل بشكل أكبر على توثيقها".

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد زار السعودية أواخر العام الماضي، والتقى الملك عبد الله بن عبد العزيز، وقال عقب الزيارة إنه والعاهل السعودي وضعا خريطة طريق للعلاقات السعودية - الفرنسية، وحضّ رجال الأعمال في البلدين على استثمار الإرادة السياسية والزخم الكبير لتطوير ودفع علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ونوّه هولاند بما تقوم به المملكة على صعيد الاقتصاد العالمي لكونها البلد العربي الوحيد في مجموعة العشرين التي ترسم السياسات الاقتصادية العالمية، وكذلك دورها كأكبر منتج للنفط في العالم، وجهودها في الحفاظ على أسعار عادلة للنفط تحقق مصالح الدول المنتجة والمستهلكة.

وأشار إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين البالغ ثمانية مليارات يورو، قائلاً إنه رقم كبير ونأمل في أن تشهد المبادلات التجارية نمواً أوسع، نظرًا إلى ما هنالك من فرص لتوسيع مجال المبادلات التجارية، خصوصاً أن لدى المملكة برنامجاً كبيراً لتطوير البنى التحتية يستجيب لحاجات المواطنين وللاقتصاد السعودي.

&