مع تصعيد الانتقادات لسياسات الرئيس الأميركي في مواجهة الإرهاب، وفشله إلى الآن في تشكيل تحالف عالمي لمواجهة الإرهاب، كشف النقاب أن مئات الأميركيين باتوا أعضاء في تنظيم (داعش).

نصر المجالي: قال رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي مايك روجرز، وهو عضو جمهوري عن ولاية ميشيغان، إن هناك عدداً من المواطنين الأميركيين الذين ذهبوا لمرة واحدة إلى سوريا والعراق تدربوا وقاتلوا هناك إلى جانب المسلحين من تنظيم" الدولة الإسلامية"، ومنهم من عاد إلى الوطن بينما ذهب البعض الآخر إلى أوروبا.

وأكد روجرز أن وكالات الاستخبارات الأميركية تدرك جيدًا حجم المشكلة وتحاول جاهدة لحلها، ولكن المشكلة هي أنه لا توجد أرقام دقيقة، مع الأخذ في الاعتبار ما وضعته السلطات المختصة في الولايات المتحدة من تقديرات بخصوص وجود مواطنين أميركيين داخل هذا التنظيم الإرهابي.

وواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الاحد انتقادات من أعضاء بالكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء، بسبب سياساته الخارجية، بينما يبذل جهودًا مضنية بشأن أزمات في العراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا.

وقال تقرير لـ(رويترز) إن أعضاء جمهوريين بالكونغرس انتهزوا فرصة تصريحات أدلى بها أوباما يوم الخميس الماضي عندما قال "ليست لدينا استراتيجية بعد" لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، قائلين بأن ذلك ينم عن تردد.

انتقادات

وكان ديمقراطيون بارزون وجهوا، الاحد، انتقاداتهم لسياسات أوباما الخارجية ووبخوه بسبب "تحفظه الزائد" بشأن الملف السوري، وحثوه على أن يضاعف جهوده لمساعدة أوكرانيا على مقاومة تقدم الروس.
وتجسد تصريحات اعضاء الكونغرس قلقًا متزايدًا من تهديدات محتملة للامن الداخلي تتمثل في مئات من المواطنين الاميركيين والبريطانيين والكنديين ممن تدربوا على القتال في سوريا.

وقالت دايان فاينشتاين رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ لبرنامج تذيعه محطة (ان بي سي) يوم الاحد، رداً على تصريحات اوباما بشأن التعامل مع الدولة الاسلامية: "أدركت شيئاً واحدًا عن هذا الرئيس وهو أنه متحفظ للغاية".

وحذر عضو مجلس النواب آدم سميث، زعيم الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، من أن أي إجراء بشأن سوريا يتعين التفكير فيه مليًا لتجنب دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد دونما قصد.
إلا أنه انضم الى الجمهوريين في حث اوباما على تقديم المزيد بدلًا من مجرد المعونات غير القتالية لحكومة أوكرانيا، وهي تقاوم القوات الروسية.

جاءت&هذه الانتقادات فيما تواجه حكومة اوباما عدداً لا يحصى من الأزمات في شتى أرجاء العالم، ومنها الانباء الخاصة بتعرض ملحق بمبنى السفارة الاميركية في العاصمة الليبية طرابلس لهجوم.

لا استراتيجية

ورداً على انتقاد تصريحات اوباما بشأن الافتقار الى الاستراتيجية، قال مسؤولو البيت الابيض إن ذلك يبين أن وزارة الدفاع لا تزال تعكف على تجهيز الخيارات بشأن عمل عسكري محتمل في سوريا. وأكد مسؤولون أميركيون أن الادارة لديها استراتيجية أوسع نطاقًا، وأن الخطة العسكرية مجرد عنصر منها.

إلا أن أوباما ربما يكون لا يزال يواجه مصاعب في كسب تأييد من الكونغرس المنقسم على نفسه بشدة بشأن القيام بعمل عسكري ضد الدولة الاسلامية.

وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن قيام واشنطن بعمل ضد الدولة الاسلامية يستلزم قوات أميركية خاصة للعمليات، ومزيدًا من المراقبين الجويين والمستشارين لتدريب الجيش العراقي الذي شارف على الانهيار مع مشاركة دول أخرى.

لكن ماكين قال إن اوباما يواجه مأزقًا في تشكيل تحالف للقيام بعمل ضد متشددي الدولة الاسلامية، بعد تراجعه عن توجيه ضربات ضد سوريا العام الماضي.