يتجه مجلس حقوق الإنسان إلى تدويل جرائم الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة الاخرى في العراق واعتبارها ضد الإنسانية وقرر إرسال وفد إلى بغداد للتحقيق فيها... فيما أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق أن عدد ضحايا اعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق خلال الشهر الماضي بلغ 3854 شخصا.


لندن: قال وزير حقوق الإنسان العراقي محمد شياع السوداني في تصريح صحافي إن الامم المتحدة تساند العراق وتحقق بانتهاكات تنظيم الدولة الإسلانية كونها جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

وأشار إلى أنّ مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة أصدر قراراً دولياً يدين المذابح والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة ضد المدنيين العراقيين وكذلك العسكريين العزل من السلاح، فضلا عن الأقليات الدينية والاثنية التي هجرت من مدنها وقراها تحت التهديد بالقتل بوسائل بشعة لم يشهد لها العالم مثيلا.

وأكد السوداني رئيس الوفد العراقي إلى مؤتمر مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة المنعقد في جنيف اليوم ان المجلس عقد بهذه الجلسة الاستثنائية بطلب من العراق لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان اثر هجوم تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي.

وأوضح ان مجلس حقوق الإنسان الدولي عقد جلسة استثنائية لتدويل مجزرة سبايكر التي قتل فيها تنظيم الدولة الاسلامية 1700 طالب في الكلية الجوية في مدينة تكريت.. وكذلك اعدامه لنزلاء سجن بادوش الشمالي وباقي الانتهاكات وتجريم مرتكبيها ومحاكمتهم.

وقال إن العراق طلب مساندة الدول الممثلة في المجلس وقدم ملفا كاملا عما ارتكبته داعش في العراق.. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحقيق في هذه الجرائم كونها ترقى إلى جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية ما يستوجب تدويل الموضوع وكذلك محاكمة مرتكبي هذه الجرائم ومموليها وداعميها ضمن المحافل الدولية واعتبارهم مجرمي حرب.

وأكد ان الطلب العراقي حظي باهتمام واسع من الدول الأعضاء في المجلس إذ دعمته أكثر من ثلاثين دولة من الأعضاء الـ 47 ، من بينها أربع دول عربية من أصل خمس وهي : الكويت والامارات العربية المتحدة والسعودية والمملكة المغربية ، كما دعمت الطلب كل من مصر نيابة عن الدول العربية وايران نيابة عن حركة عدم الانحياز، وباكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي ،عضوا في المجلس ".

وأضاف أنّ مسودة القرار التي قدمها العراق للجلسة الاستثنائية أكدت تضامن دول العالم مع العراق في محنته واحترام وحدته وسيادته ،وادانت عصابات (داعش) والجرائم الإرهابية التي ارتكبتها ودعت إلى مكافحتها عن طريق منع حركة أعضائها عبر الحدود ومصادرة أموالها، واعتقال الإرهابيين وتقديمهم للعدالة".

وأضاف أن مسودة القرار هذه التي قدمها العراق وقد حظيت بقبول عالمي واقترحت أن يقوم المفوض السامي فورا بإرسال هيئة تحقق في الجرائم التي ارتكبتها داعش في المناطق التي وقعت تحت سيطرتها، واللقاء مع الضحايا ثم تقديم تقرير مفصل للدورة العادية الثامنة والعشرين للمجلس الذي سيعقد في آذار عام 2015.

3854 قتيلا وجريحا ضحايا الارهاب في العراق الشهر الماضي

واليوم أعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق أن عدد ضحايا اعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق خلال شهر آب (أغسطس) الماضي بلغ 38 وقالت بعثة الأمم المتحدة في بيان ان عدد المدنيين الذين قتلوا خلال الشهر الماضي في العراق باستثناء محافظة الانبار بلغ 1.265 مدنياً بضمنهم 77 عنصراً من الشرطة المدنية" مبينة أن "عدد الجرحى من المدنيين بلغ 1,198 شخصاً بضمنهم 105 عناصر من شرطة المدنية اضافة لمقتل 155 شخصاً آخر من القوات المسلحة العراقية مع جرح 172 آخرين".

وأشارت إلى أنّ العاصمة بغداد كانت الأكثر تضرراً خلال الشهر حيث بلغ عدد الضحايا من المدنيين 857 شخصاً مسجلة مقتل 246 شخصاً مع جرح 611 آخرين تتبعها الموصل حيث بلغ عدد الضحايا فيها 695 شخصاً وذلك بمقتل 625 شخصاً مع جرح 70 آخرين.

وأشارت البعثة إلى أن كركوك تأتي ثالثاً بمقتل 95 شخصاً مع جرح 248 آخرين وتليها ديإلى بمقتل 140 وجرح 94 آخرين ثم محافظة صلاح الدين حيث قتل 105 مدنيين مع جرح 103 اشخاص.. وأوضحت ان ضحايا عمليات محافظة الانبار فإن العدد الكلي للقتلى من المدنيين خلال شهر آب وصل إلى 268 قتيلاً وإصابة 796 آخرين.. منوها بأنّ الرقم الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى بكثير.

وأشارت بعثة الامم المتحدة إلى عدم وجود إمكانية التحقق من أرقام القتلى جراء ظروف غير قتالية او غير متصلة بالعنف مثل المدنيين النازحين الذين توفوا لأسباب مرضية وصحية او قلة طعام ومياه او الذين تعرضوا لظروف جوية قاسية أدت إلى وفاتهم.

من جانبه أوضح رئيس البعثة نيكولاي ميلادينوف ان الشهر الماضي شهد تهجير أكثر من 600 ألف شخص في حين لا يزال الآلاف الآخرون يتعرضون إلى القتل والاستهداف من قبل مسلحي "داعش" والقوات المتحالفة معها لأسباب تتعلق بخلفياتهم الدينية والعرقية.

وعلى صعيد عدد النازحين أشارت الامم المتحدة إلى نزوح 850 ألف مواطن عراقي إلى محافظات إقليم كردستان منذ مطلع العام الحالي موضحة أن أكثر من 600 ألف شخص منهم نزحوا خلال الشهر الماضي فقط.

وقالت إنها "أجرت إحصاء شاملا مشتركا مع حكومة إقليم كردستان أوضح وجود نحو 850 ألف عراقي نزحوا من ديارهم منذ شهر كانون الثاني 2014 ولجأوا إلى محافظات الإقليم الثلاث" مشيرة إلى أنه "بالإضافة إلى 216 ألف لاجئ سوري، ومع التحركات السكانية الكبيرة السابقة لنحو 335 ألف شخص والتي جرت قبل عام 2014، يصل مجموع عدد النازحين إلى الإقليم إلى مليون و400 ألف شخص".

وأشارت الأمم المتحدة إلى أنّه من مجموع العراقيين النازحين الـبالغ عددهم مليونا و800 الف شخص على الصعيد الوطني فإن أكثر من 600 ألف منهم قد نزحوا خلال هذا الشهر فقط" عازية سبب الزيادة إلى تصاعد العنف في مناطق مختلفة من البلاد لاسيما في نينوى وديإلى والأنبار.

وقالت ان النازحين يعيشون الآن في أكثر من ألـف موقع في الإقليم وحده فيما تستضيف محافظة دهوك الآن أكثر من نصف مليون شخص يبحثون عن المأوى والغذاء والماء والدواء والحماية.. واضافت أن موجات النزوح هذه تضيف عبئا ثقيلا آخر يتحمله شعب وحكومة كردستان".

ووصف ميلادينوف الخسارة الحقيقية لهذه المأساة الإنسانية التي يشهدها العراق بأنها مذهلة وقال إنه رغم الظروف الصعبة فقد تم اتخاذ اجراءات عاجلة من قبل الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان والمجتمع الدولي كذلك لتخفيف معاناة المهجرين بسبب العنف وضمان عودة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية بسلام وكرامة.

ويشهد العراق وضعاً أمنياً صعبا منذ اكثر من ثلاثة اشهر اثر سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو صلاح الدين وديإلى وسيطرتهم على بعض مناطق المحافظتين قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة العديد من تلك المناطق في حين تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.