قال مصدر برلماني ليبي إن مجلس النواب المنتخب قرر استدعاء المفتي صادق الغرياني ومحافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، وذلك بعد أيام على إطلاق المفتي لمواقف تؤيد استيلاء ميليشا إسلامية على طرابلس.

نصر المجالي: قال البرلماني الليبي عيسى العريبي، إن مجلس النواب "استدعى المفتي ومحافظ مصرف ليبيا المركزي للمثول أمامه فوراً"، في خطوة قد تفتح الباب أمام عزل المفتي. يذكر أن سلطات مجلس النواب الجديد المنتخب منذ مايو (أيار) الماضي صارت موضع تجاذب بعد استعادة المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته لسلطاته بدعم من ميليشيات (فجر ليبيا) الإسلامية.

وذكرت تقارير في صحيفة ليبية أن استدعاء الغرياني والكبير يأتي على خلفية الأوضاع في البلاد وإشادة الغرياني بسيطرة قوات "فجر ليبيا" على مطار طرابلس وأحياء العاصمة، إلى جانب إشادته بجماعة "أنصار الشريعة"، والتي وضعها البرلمان الليبي على قوائم الإرهاب.

ويشار إلى أن المفتي الغرياني كان توجه قبل فترة إلى العاصمة البريطانية، لندن، غير أن صحيفة (الغارديان) أشارت،&الاثنين الماضي، إلى أنه غادرها بعد "تأييده للعمليات التي نفذتها ميليشيات إسلامية للسيطرة على طرابلس".

وأضافت الصحيفة أن الغرياني غادر باتجاه قطر، بعد بدء التحقيقات في بريطانيا حول دوره بمخاطبة التنظيمات الإسلامية عبر قناة على شبكة الانترنت يمتلكها أحد أقاربه.

وكان الغرياني احتفل بسيطرة المتشددين على طرابلس، داعياً المسلحين إلى توسيع نطاق هجماتهم، عن طريق قناة "تناصح" التلفزيونية الإلكترونية، المسجلة باسم أحد أقاربه في مدينة إكستر "جنوبي إنكلترا". وقال الغرياني في رسالة إلى مقاتلي التنظيمات الإرهابية: "أهنئ الثوار بانتصارهم وأترحم على الشهداء".

وذكرت الغارديان أن المفتي قام عبر القناة بالإشادة بسيطرة القوى الإسلامية على طرابلس بالقوة، ودعا إلى "توسيع التمرد"، ونقلت عن مصدر ليبي قوله إن المفتي توجه إلى قطر، ومنها إلى تركيا على الأغلب، مضيفة أن الحكومة الليبية كانت قد احتجت على تصريحات الغرياني، معتبرة أنها فاقمت الوضع المتفجر بالبلاد.

وكانت حكومة لندن واجهت اتهامات بإيواء الصادق الغرياني، المشتبه بارتكابه جرائم حرب في القتال الدائر في ليبيا، من خلال مساعدة مقاتلين، صنفهم مجلس النواب الليبي المنتخب حديثاً "إرهابيين"، سيطروا على طرابلس منذ أيام، خاصة بعدما أصبحت العاصمة البريطانية ملاذًا لقيادات تنظيمات كالإخوان المسلمين.

وقالت تقارير صحفية إن الخارجية البريطانية أكدت أن الغرياني، الذي يقيم في المملكة المتحدة، يحرض أتباعه على إطاحة الحكومة الليبية والبرلمان المنتخب حديثًا، رغم إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن "تدابير أكثر صرامة ضد الإرهابيين".

ويقول مراقبون إن وجود الغرياني في بريطانيا قد يؤثر سلبًا على علاقة لندن وواشنطن، إذ أنه أثنى في وقت سابق على جماعة "أنصار الشريعة" المسلحة، المصنفة إرهابية أيضاً من قبل البرلمان الليبي المنتخب، التي تقول الولايات المتحدة إنها ضالعة في الهجوم على قنصليتها في بنغازي وقتل سفيرها و3 دبلوماسيين أميركيين آخرين في 2012.

وكان مجلس النواب الليبي أعلن في بيان سابق أن الجماعات التي تحمل اسم "فجر ليبيا" و"أنصار الشريعة" و"مجلس شورى ثوار بنغازي"، هي "جماعات إرهابية خارجة على القانون ومحاربة لشرعية الدولة، وهدف مشروع للجيش الليبي".