رحب عدد من الدبلوماسيين السعوديين في باريس بزيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز& إلى الجمهورية الفرنسية، مؤكدين أنها ستدعم مسيرة التعاون المشترك بين البلدين الصديقين في شتى المجالات.


الرياض: قال دبلوماسيون سعوديون في فرنسا إن الأوساط الثقافية والسياسية والإقتصادية في فرنسا كانت تترقب زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الجمهورية الفرنسية، بكل شوق، لما تتمتع به المملكة من مكانة مرموقة في نفوسهم، مؤكدين أن الزيارة ستعزز أوجه التعاون بين الرياض وباريس في المجالات العلمية والاقتصادية والعسكرية ذات الاهتمام المشترك.

وقال الأمير العميد طيار ركن تركي بن خالد بن عبدالله، الملحق العسكري السعودي في فرنسا، إن زيارة ولي العهد لفرنسا تأتي في إطار دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات، لا سيما& في المجال العسكري.

وأوضح أن وزارتي الدفاع في السعودية وفرنسا تربطهما مشاريع مشتركة خاصة في قطاعي القوات البحرية والدفاع الجوي، وتعملان على تقوية هذا التعاون في المجالات التي تعود بالنفع على المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.

بين العشر الأوائل

وعدّ الدكتور زياد بن عبد الله الدريس، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتّحدة، زيارة الأمير سلمان حدثًا مهمًا في تاريخ العلاقات بين البلدين، خصوصًا أن فرنسا تحتضن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) التي تعد السعودية من أوائل الأعضاء الدائمين والمؤسسين لها منذ العام 1945.

وأوضح أن علاقة المملكة واليونيسكو شهدت نشاطًا كبيرًا وحققت الكثير من الإنجازات في السنوات الأخيرة، من أبرزها تسجيل الدرعية التاريخية ومدائن صالح وجدة التاريخية في لائحة التراث العالمي.

كما تم إنشاء العديد من البرامج المشتركة من أهمها برنامج عبدالله بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية، وتأسيس مركز يونيسكو السعودي الإقليمي للجودة في التعليم، وإنشاء 13 كرسيًا علميًا بين الجامعات السعودية ويونيسكو، فضلًا عن العديد من الفعاليات السعودية التي تمت تحت سقف يونيسكو وبمبادرة من المملكة، ما أهلها لدخول قائمة الدول العشر الأكثر نفوذًا في منظمة يونيسكو.

تعاون ثقافي

أكد الدكتور إبراهيم بن يوسف البلوي، الملحق الثقافي السعودي في فرنسا، أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في مجال دعم برامج التعاون العلمي والثقافي والأكاديمي بين البلدين، مبينًا أن الملحقية الثقافية عملت خلال الأعوام العشرة الأخيرة بإشراف وزارة التعليم العالي على بناء علاقات تعاون وثيقة مع جميع المؤسسات العلمية والأكاديمية والثقافية الفرنسية المرموقة.

وقال إن الملحقية نظمت عدة فعاليات تخدم المخزون الثقافي السعودي من النتاج الفكري والإبداعي والحضاري، مسجلة حضورًا متميزًا للمملكة كان له الوقع الملموس في تعزيز وتأكيد الرسالة المضيئة للسعودية في نشر قيم السلام والتلاحم وتبادل القيم الحوارية مع دول أوروبا، سواء كان ذلك عبر المعارض الأثرية والفنية والتصويرية والتشكيلية، أو الشراكات العلمية والأكاديمية واللقاءات العلمية رفيعة المستوى.

ولفت النظر إلى أن الملحقية الثقافية في باريس سوف تستضيف في شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل الندوة السعودية الفرنسية الرابعة لحوار الحضارات، التي تجمع الأساتذة والعلماء السعوديين والفرنسيين، بمشاركة الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في المملكة وفرنسا، تفعيلًا لدعوة الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود لإيجاد الفضاء المشترك للحوار وتعميق التوجه لخدمة السلام والعدل العالمي.