واشنطن: وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء الى تالين في زيارة تهدف الى طمأنة دول البلطيق القلقة على امنها في وقت تواصل روسيا عمليتها العسكرية في اوكرانيا معتبرة انها "مهددة". وحطت الطائرة الرئاسية الاميركية قبيل الساعة 06,30 (03,30 تغ) في المطار الدولي في عاصمة استونيا، الجمهورية السوفياتية السابقة التي انضمت الى الحلف الاطلسي عام 2004.

وفي ظل التوتر الشديد السائد بين دول الحلف الاطلسي وموسكو وعلى خلفية مخاوف بعض المراقبين من اندلاع نزاع على نطاق واسع في اوروبا، سيوجه الرئيس الاميركي تحذيرا جديدا الى روسيا قبل المشاركة في نهاية الاسبوع في قمة الحلف في ويلز. واستبقت روسيا هذا التحذير الاميركي المتوقع والقرارات بشأن الازمة الاوكرانية التي ستصدر من قمة الحلف المقرر عقدها بعد يومين في نيوبورت، فحذرت& الثلاثاء من انها سترد على "التهديد" الذي يشكله تعزيز وجود الحلف الاطلسي قرب حدودها، متهمة الغربيين بتصعيد الازمة الاوكرانية.

واعلن نائب رئيس مجلس الامن الروسي ميخائيل بوبوف عن "تعديل" للعقيدة العسكرية الروسية بحلول نهاية العام للاخذ بـ"تهديدات" جديدة ظهرت اخيرا. واشار بوبوف الى ثورات "الربيع العربي" والنزاع في سوريا والوضع في اوكرانيا، في وقت يتهم الغربيون روسيا منذ اسبوع بنشر قوات في شرق اوكرانيا مهددين بالرد على هذا التدخل بعقوبات جديدة. وقال بوبوف ان "كل الوقائع تشهد على رغبة سلطات الولايات المتحدة والحلف الاطلسي في مواصلة سياسة التصعيد مع روسيا".

وجاءت تصريحات بوبوف ردا على "خطة الرد السريع" التي يتوقع ان يقرها الحلف خلال قمته الخميس والجمعة اثر الموقف الروسي في الازمة الاوكرانية الذي تعتبره الدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) بمثابة تهديد مباشر. ميدانيا اعلن الجيش الاوكراني مقتل 15 جنديا خلال 24 ساعة في المعارك الجارية في جنوب شرق منطقة دونيتسك قرب بلدات كومسومولسكي وفاسيليفكا وروزدولني "حيث يشاهد مقاتلون متمردون وقوات من الجيش الروسي".

وتتهم كييف والدول الغربية موسكو منذ بدء النزاع الذي اوقع حوالى 2600 قتيل خلال نحو خمسة اشهر، وارغم اكثر من نصف مليون اوكراني على الفرار من منازلهم، بدعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا من خلال امدادهم بالاسلحة والمقاتلين. وتضاعفت هذه الاتهامات بالتدخل العسكري المباشر والتي تنفيها روسيا، خلال الايام الاخيرة حيث اعتبر الغربيون ان هذا التدخل الروسي سمح للانفصاليين باستعادة قسم من الاراضي بين معقلهم دونيتسك وساحل بحر ازوف، ووقف تقدم القوات النظامية.

واعلن المتطوعون في كتيبة ازوف الموالية لكييف الثلاثاء انهم صدوا مع حرس الحدود محاولة اختراق قام بها موالون لروسيا في اتجاه ماريوبول، المرفأ الاوكراني الاستراتيجي على بحر ازوف الذي يربط الحدود الروسية بمنطقة القرم التي ضمتها روسيا في اذار/مارس. وادت المعارك التي دارت في بلدة بيزيميني الساحلية على مسافة 34 كلم شرق ماريوبول الى سقوط قتيل وجريح.

وفي دونيتسك معقل الانفصاليين، كانت القوات الاوكرانية لا تزال متمركزة الثلاثاء في مدرج مطار دونيتسك وذلك غداة انسحابها من مطار لوغانسك، وهي معقل اخر للانفصاليين، غير ان ضغط الانفصاليين يتعزز، على ما افاد صحافيون من وكالة فرانس برس. وهدد الاتحاد الاوروبي باقرار عقوبات جديدة هذا الاسبوع تستهدف الاقتصاد الروسي الذي يقف اساسا على شفير الانكماش، ما لم تغير موسكو موقفها.

ويعتزم الحلف الاطلسي الذي يتهم روسيا بنشر اكثر من الف عنصر في اوكرانيا، نشر الاف الجنود من القوات الجوية والبرية والبحرية "خلال بضعة ايام" بدعم من القوات الخاصة، بحسب ما اعلن الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فان الحلف يعتزم تشكيل قوة من اربعة الاف عنصر قادرة على الرد خلال 48 ساعة على تحركات القوات الروسية، بدعم من بعض الدول السابقة من الكتلة السوفياتية مثل بولندا.

واوكرانيا التي عمدت الى تحريك مشروع انضمامها الى الحلف الاطلسي، تنتظر من الحلف "مساعدة عملية" و"قرارات حاسمة" في ختام القمة غير ان المحللين يشيرون الى ان خيارات الحلف الاطلسي تبقى محدودة. وحذر وزير الدفاع الاوكراني فاليري غيليتي من اندلاع "حرب كبرى .. لم تشهد اوروبا مثيلا لها منذ الحرب العالمية الثانية" توقع "الاف القتلى ان لم يكن عشرات الالاف".