رفض كريم واد الاجابة عن أسئلة القاضي ومحامي الادعاء في جلسة الثلاثاء في محكمة مكافحة الاثراء غير المشروع، قبل شفاء شريكه في التهمة من المرض، وقال إن ترشحه للانتخابات القادمة يقض مضجع ماكي سال، ولذا يحاكم.


ساره الشمالي من دبي: وقف كريم واد أمام قوس المحكمة الخاصة بمكافحة الاثراء غير المشروع، وفاجأ القضاة بقوله إن ترشحه للرئاسة السنغالية، في انتخابات العام 2017، يقض مضجع رئيس الدولة السنغالية ماكي سال. وحين بدأ القاضي طرح الأسئلة على نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، متوقعًا سجالات مثيرة معه، أصيب بخيبة أمل، لأن كريم أدار بوجهه، وسكت عن الكلام المباح.

لن أجيب

جملة واحدة أدلى بها كريم واد في سياق محاكمته، في الجلسة التي عقدتها المحكمة السنغالية الخاصة بمكافحة الاثراء غير المشروع، وكانت: "لن أجيب عن أسئلتكم قبل أن يتماثل ابراهيم أبوخليل برجي للشفاء التام، وقبل أن يكون قادرًا على المثول معي أمام محكمتكم".

وبرجي هو شريك واد، بحسب المحكمة، ويحاكم معه في تحصيل الأموال الطائلة من وسائل غير مشروعة، وهو مريض.

وبحسب واد، لم تجتمع في جلسة الثلاثاء مقومات المحاكمة العادلة والمثالية، فنحو 90 بالمئة من التهم الموجهة إليه، موجهة بالشراكة مع برجي، لذا يجب السماح له ببعض الوقت ليشفى من مرضه، ويستطيع الوقوف في قاعة المحكمة، ليدافع عن نفسه.

مهزلة العدالة

ومضى كريم واد في توجهه إلى القضاة، فقال: "هذه المحاكمة مهزلة وإهانة للعدالة السنغالية، وأود وقف هذه المهزلة التي لا تحترم محكمتكم الموقرة، فهذه مهزلة للعدل، وأنتم القضاة البارزون تعرفون أن حقوقي تداس منذ عامين، لذا أتوجه لحس المنطق في عقولكم، فالسنغاليون يريدون معرفة الحقيقة، وعلينا انتظار برجي ليأتي ويبرر موقفه".

بعد ذلك، طلب من محاميه أن يتولوا الكلام. وأمام رفض القاضي تأجيل الجلسة إلى حين شفاء برجي، قاطع محامو الدفاع جلسة المحكمة، فأصر رئيس المحكمة على رفضه. وما إن أعلن محامو الادعاء نيتهم التشكيك في كلام واد، عاد إلى قوس المحكمة، ليذكر القاضي بأنه لن يجيب عن أي سؤال يطرحه الادعاء.

محاكمة تحت المجهر

ومحاكمة كريم واد هذه، في المحكمة الخاصة بمكافحة الاثراء غير المشروع، واقعة تحت مجهر الاعلام الدولي، وجمعيات حقوق الإنسان، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، ومؤسسة مو إبراهيم، التي تلاحظ الحوكمة والديمقراطية في الدول الإفريقية. ومنذ حزيران (يونيو)، أعلنت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان أنها موجودة في داكار لمراقبة مجريات المحاكمة.

بالنسبة إلى الاعلام الدولي، الانتخابات الرئاسية القادمة ومحاكمة كريم واد أكبر حدثين في غرب أفريقيا اليوم. وقال مصدر في منظمة "مراسلون بلا حدود": "سنراقب محاكمة كريم واد عن كثب، فهناك روايات كثيرة عن الاتهامات الموجهة إليه، ولا أحد يعرف ما يمكن توقعه في قاعة المحكمة".

وقال صحافي إيطالي من الذين يتابعون المحاكمة من مركز الزوار في بيت الصحافة الأجنبية في باريس: "محاكمة واد واحدة من أكبر الأحداث في السنغال وأفريقيا، ورسالة من السنغال إلى المجتمع الدولي، الذي يراقب العدالة والديمقراطية في هذا البلد".

اتهام سياسي

ولا شك في أن تصريح واد، حول الصداع الذي يسببه ترشحه للرئيس ماكي سال، لن يمر مرور الكرام، خصوصًا أن واد عبّر مرارًا أنه سجين سياسي، تحاول السلطة السنغالية توريطه في ملفات مالية. وكان تقرير صادر في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، عن ثلاث منظمات حقوقية دولية، أكد أن محاكمة واد بتهم الإثراء غير المشروع باطلة، وتأتي في سياق حرب سياسية يشنها عليه ماكي سال، لمنعه من الترشح للرئاسة.

وقال التقرير إن واد، المحجوز إحتياطيًا منذ 17 نيسان (أبريل) 2013 في العاصمة السنغالية داكار، يحاكم أمام محكمة للإثراء غير المشروع ألغيت في العام 1984، أي لا وجود لها. وقالت منظمات أهلية، بينها منظمة العفو الدولية، إن لا سلطة لهذه المحكمة في قضية واد، واعتقاله باطل يشكل خرقًا لحقوقه كمواطن سنغالي، ولحقوقه في الدفاع عن نفسه.