يبدو أن ما يتم تداوله من أخبار في الصحافة الغربية عن نقل قبر الرسول، بسبب أعمال التوسعة الجارية حاليا في المسجد النبوي، ما هي إلا مغالطات ومعلومات غير دقيقة، وهو ما أكدته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

الرياض:&أوضح المتحدث الإعلامي بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري، أن ما تم تداوله حول الحجرة النبوية في المسجد النبوي من أحد الباحثين في دراسة خاصة به لا يمثل رأي الرئاسة ولا توجه الدولة، التي تحرص كل الحرص على خدمة الحرمين الشريفين وتعظيمهما، والحرص على عدم المساس بأي شيء مضى عليه العمل.

وأشار المنصوري إلى& أن ما حدث لا يتعدى رأي شخصي للباحث ووجهة نظر خاصة به، وقد جرى على ذلك العرف المتبع في الأبحاث العلمية المُحكّمة، كما لا تُعبِر عن أوْعية النشر المرتبطة بالرئاسة، التي نصت على ذلك المادة الحادية عشرة من شروط وقواعد النشر التي نُشر فيها البحث.

وقال في بيان توضيحي اليوم "إن الرئاسة إذ توضح ذلك لتؤكد على الباحثين ووسائل الإعلام عدم الخوض فيما يبعث على الإثارة والفتنة ويثير البلبلة ، كما تدعو إلى الحكمة والموضوعية والمصداقية وعدم التهويل والمبالغة والمزايدة لاسيما فيما يتعلق بالحرمين الشريفين".

وأكدت وسائل إعلام سعودية اليوم الأربعاء،& أن ما يتم تداوله من أخبار في الصحافة الغربية، عن نقل قبر الرسول، بسبب أعمال التوسعة الجارية حاليا في المسجد النبوي، ما هي إلا مغالطات ومعلومات غير دقيقة، وأن الأمر لا يعدو كونه مقترحات بحث أكاديمي، وليس قرارا حكوميا، و أن قرار توسعة المسجد النبوي تم حسمه من هيئة كبار العلماء، الذين قرروا سابقا& بأن تكون من الجهة الشمالية في حال التوسع أفقيا.

وكانت الصحف البريطانية "الاندبدنيت" و "ديلي ميل" و"الغاردين" ، قد نشرت أمس تقارير متزامنة عن نية الحكومة السعودية هدم& قبر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) و نقل رفاته إلى مقابر البقيع حيث سيدفن& دون أي تحديد لقبره، لكنها لم تشر إلى إصدار قرار حول هذا الموضوع من عدمه ، وقالت إن الدعوة إلى تدمير الحجرات المحيطة بقبر الرسول من شأنها أن تثير بلبلة في العالم الإسلامي ، على حد وصف الصحف الغربية.

ويشهد المسجد النبوي منذ أشهر أعمالا للتوسعة، وذلك ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لتوسعة مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام، والتي بدأت بإزالة&العقارات والفنادق الواقعة بجواره ، في حين ينتظر أن تزيد القدرة الاستيعابية للمسجد النبوي بعد الانتهاء من التوسعة& لتصل إلى نحو 1.6 مليون مصل، ما يوفر أماكن للصلاة تقدر بأكثر من ثلاثة أضعاف المساحة الحالية وقدرتها الاستيعابية.

دراسة وليس قرارا

ويعود أصل الجدل إلى دراسة سعودية، قدمها الدكتور علي الشبل الأكاديمي في جامعة الإمام محمد بن سعود، والذي أوصى بنقل قبر& الرسول وحجراته من حرم المسجد النبوي الشريف لخارج المسجد، و طالب في دراسته التي نشرت في المجلة العلمية المحكمة، الصادرة عن مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، التابع للرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي،& بهدم الجدار العثماني، وعدم تجديد اللون الأخضر على القبة، و طمس الأبيات الشعرية من قصائد المدح المكتوبة في محيط الحجرة، وذلك درءًا لشر الشرك والتوسل والاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في قبره وهو ميت، بحسب وصف الدراسة

وعلى الرغم من قدم الدراسة، حيث صدرت قبل أكثر من 4 أشهر، إلا أنها عادت إلى الأضواء من جديد، بعد أن ترجمت صحف بريطانية كالـ"الاندبدنيت" و "ديلي ميل" و"الغاردين"، أجزاء منها، وقامت بإعادة نشرها في تقارير متزامنة يومي الثلاثاء والأربعاء، و تحت عنوان جدلي يقول (السعودية قد تخاطر بإحداث انشقاقات بين المسلمين بسبب خطط لنقل قبر الرسول)، فيما قالت ضمن متن التقرير إن قبر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قد يهدم وتنقل رفاته إلى مكان غير معلوم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إحداث فتنة ، و أشارت إلى أن الاقتراح يعتبر جزءًا من دراسة لملف أعده أكاديمي سعودي، وتم توزيعها على المسؤولين في المسجد النبوي في المدينة المنورة

إلى ذلك، نقلت صحف سعودية عن مصادر حكومية، إن ما أثير حول نقل قبر الرسول في المسجد النبوي في المدينة المنورة، هو مجرد دراسة باحث وليس قرارا حكوميا ، وأشارت إلى أن قرار توسعة المسجد النبوي، قد حسم& قبل عامين بعد صدور قرار هيئة كبار العلماء بالسعودية بأن تكون التوسعة المرتقبة للمسجد النبوي الشريف من الجهة الشمالية في حال التوسع أفقيا، أو عبر إنشاء دور علوي كما هو متبع في المسجد الحرام في مكة المكرمة وجاء القرار بأغلبية كبيرة استجابة لرأي العلماء.

تجدر الإشارة إلى أن جميع أعمال التوسعة الجارية حاليا في الحرم المكي والمسجد النبوي،& ستتوقف موقتا منتصف الشهر الجاري ، مع استمرار أعمال الصيانة الطارئة ، فيما يستأنف العمل في تلك المشاريع بعد موسم الحج،& هذا و&يأتي الإيقاف ضمن حرص الجهات القائمة على المسجد الحرام والمسجد النبوي على سلامة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج وإيجاد المزيد من الراحة والطمأنينة في توفير المساحات والساحات التي تخدم الحجاج والخدمات الأساسية.