اتهم المحافظون في إيران رئيسة تحرير مجلة نسائية صدرت حديثًا بترويج أفكار غير إسلامية وآراء نسوية، فتمثل أمام محكمة الصحافة في 7 أيلول (سبتمبر) الجاري.

إعداد عبد الاله مجيد: تمثل شهلة شيركت، رئيسة تحرير زنان امروز (نساء اليوم)، أمام محكمة الصحافة في 7 ايلول (سبتمبر)، للرد على الاتهامات الموجهة اليها من المحافظين، بالترويج لأفكار غير إسلامية، ولآراء نسوية. واكدت وكالة أنباء فارس، القريبة من الحرس الثوري الإيراني، نبأ استدعاء شيركت، من دون أن تعطي تفاصيل أخرى.

مشبوهة أخلاقيًا

وكانت مجلة زنان آمروز بدأت في الصدور في آيار (مايو) الماضي، وسط تفاؤل بأن يكون الترخيص بإصدارها مؤشرًا إلى تخفيف القيود المفروضة على الاعلام والمرأة في عهد الرئيس حسن روحاني.

وأثار اتهام شيركت بالانحراف قلقًا من غلق المطبوعة، التي تعالج قضايا المرأة الإيرانية. وكانت شيركت رئيسة تحرير مجلة زنان المعروفة لمدة 16 عامًا، إلى أن أُغلقت المجلة في عهد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد. وقررت السلطات إلغاء الترخيص بإصدار تلك المجلة في العام 2008، لتقديمها "صورة كئيبة عن الجمهورية الاسلامية ونشرها معلومات مشبوهة اخلاقيًا".

وكتبت شيركت بعد غلق مجلتها الأولى أن عمل الصحافيين في مجلة زنان يعكس مشاكل المرأة الإيرانية وحاجاتها، بهدف السعي إلى رفع الوعي وإيجاد الحلول. أضافت: "زنان أُغلقت لمنع ما نكشفه عن المرأة وقضاياها من التأثير في وعي الجمهور".

تغير الاسم فقط

واتهم المحافظون المتشددون شيركت بمواصلة عملها من خلال المجلة الجديدة، ونشر افكار نسوية يقولون إنها منافية لأحكام الشريعة كما يفهمونها. وقالت شيركت لوكالة الصحافة الفرنسية إن سبب استدعائها للمثول امام محكمة الصحافة هو نشرها صور نساء يُعاملن وكأنهن سلع.

وحتى قبل صدورها، تعرضت مجلة "زنان امروز" لحملة شعواء على مواقع المحافظين ووسائل الاعلام الخاضعة لسيطرتهم، واصفين صدورها بأنه فشل يُسجل على روحاني.

وتساءل التلفزيون الرسمي عما إذا كان منح شيركت إجازة لإصدار المجلة يخدم مصالح إيران، "بسبب خلفية شيركت وآرائها المنحرفة"، كما قال. واضاف التلفزيون الإيراني: "بعد سبع سنوات على غلق مجلة زنان، التي كانت تديرها امرأة ذات آراء نسوية وغربية، مُنح ترخيص يجيز إصدار مجلة باسم آخر، لكن بإدارة المرأة نفسها".

اعتداء على حقوق المرأة

واتهمت صحيفة كيهان رئيسة تحرير المجلة بالعمل على قضايا نسوية مع جماعات معارضة للنظام. وقال موقع "مشرق نيوز" المحافظ إن ماضي شيركت وعملها السابق هما سببا الاعتراض على مجلة زنان امروز. ونشر الموقع صورة تظهر فيها شيركت مع الناشطة الحقوقية الإيرانية الفائزة بجائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، التي أجبرتها ضغوط المحافظين على الهروب من إيران والاقامة في الخارج.

ونقلت صحيفة غارديان عن الناشطة الحقوقية الإيرانية سوسن طهماسبي قولها: "زنان امروز فضاء تناقش فيه الإيرانيات قضاياهن، وتعكس اهتمامات نصف سكان البلاد، والحملة التي تتعرض لها شيركت ومجلتها اعتداء على حقوق المرأة".

ومن القضايا التي تناولتها المجلة الشهرية منذ صدورها مقابلة مع الروائية الاميركية ذات الأصل الهندي جومبا لاهيري، وحوار مع الكاتبة الإيرانية كلي ترقي، وتقرير عن منع المرأة الإيرانية من دخول الملاعب الرياضية، ومقابلة مع الناشط الحقوقي عماد الدين باقي موضوعها حملة لإنهاء الاعدامات في إيران.