عاش لبنان أمس، والبقاع تحديدًا، أجواء مشابهة بالحرب الأهلية التي مرت عليه العام 1975، بعد الخطف المتبادل والفتنة المذهبية التي أطلت برأسها من البقاع.


ريما زهار من بيروت: شهدت منطقة البقاع أمس توترًا ملحوظًا تخللته أعمال خطف متبادل، أعادت إلى الأذهان أجواء الحرب اللبنانية التي انطلقت عام 1975. ويقول وزير السياحة السابق والنائب إيلي ماروني ( الكتائب اللبنانية) لـ"إيلاف" إن لبنان لا يزال يعيش الفتنة، ولا تزال الأجواء كما في السابق، وما حصل أمس يمكن أن يتكرر اليوم، وغدًا وبعد غد.

يضيف ماروني: "ما زالت عصابات الخطف لقاء فدية موجودة، وما زالت هناك محميات أمنية ومخابراتية وأحزاب وميليشيات مسلحة تحمي الخاطفين، ولا تزال الفوضى هي السائدة، والأسلحة منتشرة بيد البعض، والتهديد المستمر بقطع الطرق، كل الاحتمالات واردة". ويتابع: "بالأمس كنا أمام انفجار مذهبي، قد يتكرر في أي لحظة، لذلك لسنا أمام أبواب حرب كالعام 1975، بل أبشع منها بكثير".

الإستقواء على الدولة
ينفي ماروني أن تكون لأي فريق مصلحة في أن يدمّر لبنان، وأن نعود إلى الوراء، ولكن ضعف الدولة والإستقواء عليها، ومحاولة كل فريق الهيمنة على منطقة ومجموعة من الناس، وعلى قرارتهم، مع التدخلات الإقليمية والانتشار الكثيف للنازحين السوريين، وتدخلهم بكل ما يحصل، كل هذه الأمور تسبب بالحالة السوداء التي يعيشها لبنان.

دولة متفرجة
ويلفت ماروني إلى أن الدولة تبقى الحاضنة للجميع من خلال مؤسساتها، وهي صاحبة السلطة العسكرية الوحيدة على الأرض، مؤكدًا أننا وصلنا إلى مرحلة تبقى فيها الدولة متفرجة أمام قاطعي الطرق والخاطفين، وكأن شيئًا لم يكن، ودور الدولة أن تمسك بزمام الأمور وتؤمّن الأمن، وتعطي المواطن كل حقوقه وتحميه، ولو كانت الدولة تقوم بواجباتها لما كانت هناك أزمة، ففي البقاع الأوسط نعاني منذ فترة من الخطف لقاء فدية، ألم يحن الوقت لإلقاء القبض على العصابة المعروفة بأسمائها؟، ويُرفع الغطاء عنهم، دور الدولة أن تحسم الأمور وتضرب كل من يخل بالأمن.

القيادات والقوى السياسية
ويشدد ماروني على ضرورة أن تعي القيادات والقوى السياسية أننا نفقد لبنان رويدًا رويدًا، وكل الأمور ذاهبة إلى الأسوأ، كل المصالح مضروبة والبنى التحيتية والسياسة والأمن كلها أمور مفقودة في لبنان. والمطلوب، بحسب ماروني، المزيد من الوعي، وأن ننتخب رئيسًا جديدًا ومجلس نواب، ونشكل حكومة جديدة، فيها قرار بإنقاذ لبنان أو ما تبقى من لبنان.

الجيش والقيود السياسية
ولدى سؤاله متى يتحرر الجيش من القيود السياسية ليلعب دوره الفعلي في درء الفتنة، يجيب ماروني: "أعلننا لقائد الجيش اللبناني منذ فترة أنه عليه أن يتصرف كما قائد الجيش والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لأن الأمل معقود على الجيش اللبناني".

نحو الأسوأ
بدوره يعتبر النائب عاصم قانصوه (8 آذار/مارس) في حديثه لـ"إيلاف" أنه ضمن الجو العام فإن الأمور تتطوّر نحو الأسوأ مع عدم وجود قرار سياسي بحسن تنظيم الأمور ضد الإرهاب، وعدم إطلاق يد الجيش بصورة قوية، ومن يريد أن يعيش على فتات الأزمة والفتنة الطائفية سيستفيد من الوضع المتوتر حاليًا في المنطقة.

ويلفت قانصوه إلى أن الجو مشحون ويؤثر على الأمن، ومجتمعنا لم يعد كما كان بعد الحرب الأهلية، لأن اللغة الطائفية هي السائدة. رغم ذلك لا يخاف قانصوه من الحالة المتواجدة في لبنان، لانها لن تؤدي إلى فلتان زمام الأمور. وهناك فرقاء، بحسب قانصوه، لديهم مصلحة مما يجري في لبنان، وهؤلاء هم خصوصًا من يدعمون الإرهاب في لبنان.

&

&