هل نجحت طرابلس في تحييد نفسها عن الأجواء المشحونة طائفيًا ومذهبيًا التي تسيطر على كثير من المناطق اللبنانية، وتحديدًا في البقاع، أم أن بعض الفصائل إتخذت من هذه الأجواء غطاء للعبث مجددًا بأمن المدينة؟

بيروت: يؤكد رياض أفيوني أنه بدل أن يكون سياسيو طرابلس ينتمون الى البلد ككل فهم يتقوقعون بمنطقة معينة وأصبحوا اليوم رهينة الوضع على الأرض، وكانت التصاريح السياسية تشمل تلاسنًا بين السياسيين، لتصبح اليوم مترجمة فعليًا بالأحداث المتربصة بمدينتنا طرابلس.

ويشير إلى أن ما يجري انعكاسًا سلبيًا لما يجري في سوريا، كلها أمور تنعكس سلبًا على المواطن اللبناني وخصوصًا على المواطن الطرابلسي الذي "لا ناقة ولا جمل له"، ونحن كأهالي طرابلس لا نقبل بذلك، لأن من يحكم البلد خارج عن مواطنية طرابلس، ليسوا مواطنين لبنانيين ولا يستحقون حمل الهوية اللبنانية.

طرابلس الشام

منير توما يلفت الى انه لا يمكن فك ربط المصير بيننا وبين سوريا، لأنها منذ القدم في الاحوال الطبيعية طرابلس هي "طرابلس الشام" وتابعة إلى السوريين، واليوم الخلاف مع النظام تُرجم على الارض.
ويؤكد أن سياسات دول تلعب دورها على الساحة، أشخاص مرتبطون بالنظام وآخرون باجهزة، وهي ترجمة لما يحدث دوليًا.

مايا حسوّن تعتبر أن التمويل اليوم في طرابلس هو من كل الفئات، على أساس أن الحسم والنار تحت الرماد، وكنا نتعايش في السابق في ما بيننا من دون أي تدخلات، من دون أي مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، ولكن مع تدخل الأجهزة الخارجية التي تتناحر في ما بينها، من خلال التمويل المادي والأسلحة، أدى الى كل تلك الفتن التي تتربص اليوم بطرابلس.

ولا ترى أنه يجب أن يموت الطرابلسي اليوم دفاعًا عن النظام السوري أو الثورة السورية.

عماد رستم يؤكد أن الخطة الأمنية في طرابلس لم تنجح تمامًا وهم يقحمون الجهات العسكرية وقوى الأمن بجبهات لا تنحل إلا سياسيًا، وبرأيه مدينة طرابلس تتجه نحو الاسوأ لأن كل يوم يتأخر القرار السياسي بتحييد المنطقة سوف يرتد الأمر سلبًا على أبناء طرابلس.

رأي سياسي

يقول نائب طرابلس السابق الدكتور مصطفى علوش لـ"إيلاف" إن الوضع في طرابلس هو إنعكاس لكل الوضع في لبنان، لا زيادة ولا نقصان، ولكن هناك تخوف من المفاجآت، رغم عدم وجود تحركات أكثر من العادة، وجميع الناس ينتظرون من القوى الأمنية أن تقوم بدورها.

تحييد طرابلس

وردًا على سؤال كيف يمكن تحييد طرابلس عن كل الفتن المتربصة بلبنان؟ يجيب علوش:" طرابلس هي جزء من لبنان، وما قد يحدث في لبنان ككل سيحدث في طرابلس أيضًا.

خطة أمنية

ويلفت علوش إلى أن الخطة الأمنية السابقة كانت موضوعة في وقت كانت الأعمال العسكرية بين جبل محسن وباب التبانة، ونجحت في هذا المجال، والوضع الأمني لا يزال مقبولاً حتى الآن، لكن عمليًا الجزء المتعلق بالوضع المتفلت اليوم على الأراضي اللبنانية، من الصعب ضبط هذا الوضع أيضًا في طرابلس إذا تفلتت الأمور.

التخفيف من الاحتقان

أما كقياديين وسياسيين كيف يمكنكم تجنيب طرابلس الفتنة المتربصة بلبنان؟ يجيب علوش: "بالكلمة والخطاب الموزون وبمحاولة التخفيف من الإحتقان، رغم أن الأمر يندرج في إطار الأشعار في ظل الوضع القائم حاليًا في لبنان.

التعرض للمسيحيين

عن التعرض للمسيحيين في طرابلس ولشعائرهم هل انتهت المضايقات عند هذا الحد، يقول علوش أن مدينة طرابلس أعلنت رأيها في هذا الخصوص وأنها ضد كل هذه التصرفات الخبيثة وننتظر من القضاء والقوى الأمنية تحديد المسؤولية وعدا عن ذلك كان موقف القيادات الروحية والسياسية واضحًا لدرء مخاطر تلك التصرفات التي لا تشبه طرابلس بشيء.