تتسارع الخطوات في عواصم القرار الدولية والإقليمية حول احتمالات القيام بضربات عسكرية شاملة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا.


نصر المجالي: مع التحضيرات لمؤتمر إقليمي تستضيفه مدينة جدة السعودية، الخميس، وخطاب منتظر يوجهه الرئيس باراك أوباما للشعب الأميركي الأربعاء حول الخطوات المحتملة، فإن أوباما عقد اجتماعًا في البيت الأبيض مع زعماء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاطلاعهم على خططه لمواجهة تنظيم (داعش).

وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس أوباما "أخبر زعماء الكونغرس أن لدية السلطات اللازمة للقيام بعمل عسكري ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا"، في اشارة الى أن الرئيس لن يطلب من الكونغرس اقرار خططه.

ويأتي اجتماع الرئيس مع زعماء الكونغرس بعد عام من رفض الكونغرس لخطط الرئيس أوباما السابقة توجيه ضربات صاروخية ضد سوريا. ومنذ ذلك الحين سيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

وأعلن التنظيم قيام "خلافة اسلامية" في يونيو (حزيران) الماضي وسط ردات فعل رافضة وغاضبة من العالم الإسلامي.

دور الكونغرس

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن أوباما قال إنه سيرحب بأي إجراء من جانب الكونغرس يظهر الوحدة الحالية بهدف هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية". ويمكن في هذا الصدد الموافقة على الاعتمادات المالية اللازمة لمواجهة الارهاب أو لتدريب "العناصر المعتدلة" في المعارضة السورية.

&وقد تشمل خطة الرئيس أوباما توجيه المزيد من الضربات لأهداف أكثر تنوعاً للتنظيم في العراق وسوريا. ويستبعد اوباما القيام بعملية برية ضد التنظيم الا أنه يرغب في توسيع نطاق الضربات لتشمل سوريا. وقال أوباما "خلال أشهر، سنتمكن ليس فقط من كسر حدة التنظيم بل سنقلل من قدراته بانتظام، وسنقلل من المناطق التي يسيطر عليها، وفي النهاية سوف نهزمه".

زلة لسان مكلفة

وإلى ذلك، تحدثت صحيفة بريطانية بارزة عن استراتيجية الرئيس الأميركي تجاه (داعش)، واعتبرت صحيفة (فاينانشال تايمز) في افتتاحيتها أن حديث أوباما في وقت سابق عن أن الولايات المتحدة ليست لديها استراتيجية لاحتواء تنظيم الدولة الإسلامية كان بمثابة "زلة لسان مكلفة".

وقالت الصحيفة إنه يتعين على الرئيس الأميركي إقناع حلفاء بلاده، لاسيما من هم في منطقة الشرق الأوسط، أن استراتيجيته تتجاوز مجرد رد الفعل. وأضافت أن هدف أوباما الأول يجب أن يركز على كسب الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة.

وترى فاينانشال تايمز أن أوباما يمكن أن يكون فعالاً كـ"قائد لتحالف" بدلاً من التحرك بصورة منفردة. وأثنت على مساعدة الولايات المتحدة العراقيين على تشكيل حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي.

وقالت الصحيفة إنه يتعين إقناع دول مثل "السعودية والإمارات وقطر" بوقف الأسلحة والأموال التي تصل إلى تنظيم الدولة الإسلامية. كما يجب على واشنطن أن تبذل قصارى جهدها للتوصل إلى مستوى من التعاون بين دول الخليج وإيران، بحسب المقال.

وشددت فاينانشال تايمز في ختام افتتاحيتها، على ضرورة أن يتجنب الرئيس الأميركي الانزلاق إلى حرب برية، "فهذا ما يريده تنظيم الدولة الإسلامية"، وقالت إنه ينبغي على الأميركيين الاستمرار في شن غارات جوية تستهدف التنظيم، مع توسيعها لتشمل ضربات في سوريا أيضًا.

قمة البحر الأحمر

ومن جهتها، قالت صحيفة (التايمز) اللندنية إن "الوقت قد حان للدول السنية في الشرق الأوسط كي تتحمل المسؤولية"، وذلك خلال حديثها عن اجتماع ما يمكن أن يطلق عليه "القوى السنية" مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وتابعت الصحيفة في مقال تحت عنوان "قمة البحر الأحمر": إن هذة القمة التي يشارك فيها الدول الخليجية ومصر ولبنان وتركيا والاردن ستبحث سبل التخلص من تنظيم الدولة الاسلامية المؤسس من قبل مقاتلين من الطائفة السنية.

ورأت الصحيفة أن على الدول المشاركة في القمة تقديم المساعدة العسكرية اللازمة للتخلص من تنظيم الدولة الاسلامية أسوة بالمساعدة التي تقدمها ايران حالياً لجارتها العراق، وذلك لتوفير التكاليف الباهظة التي قد تتكبدها الولايات المتحدة وبريطانيا في حال شنتا حرباً عسكرية على التنظيم، فضلاً عن مخاطر هذا التدخل.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر والأردن تعتبران أن&قطر والكويت هما من تقدمان الدعم المالي والسياسي لتنظيم الدولة الاسلامية، إلا ان الامور تسير باتجاه آخر اليوم. إذ أن هناك حديثاً يدور اليوم حول إمكانية مشاركة القوات السعودية.

وأوضحت الصحيفة أن الدول الأعضاء في الجامعة العربية اتفقت الاثنين على اتخاذ موقف حازم من الناحية السياسية والقانونية.

وختمت (التايمز) قائلة: هناك قرارات مهمة يمكن أن تتخذها هذه الدول المشاركة لتحقيق ما تصبو اليه. فبإمكان تركيا إغلاق حدودها مع سوريا لمنع الجهاديين من الانضمام ، كما أن الوقت قد حان بالنسبة لقطر وغيرها من الدول الأخرى لمنع مواطنيها الأثرياء من تمويل التنظيم، اضافة الى تقديم مزيد من المساعدات للأردن ولبنان، اللذين يواجهان أكبر ازمة للاجئين في هذا الزمن، والأكراد.