في توافق غير عادي، اتفق الإدعاء وهيئة الدفاع عن كريم واد على تفسير مادة إجرائية في القضاء السنغالي، وهذا ما يحصل للمرة الأولى، من دون أن يسعد قاضي المحكمة الخاصة بالإثراء غير المشروع.

منذ بدأت محاكمة كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، بتهمة الاثراء غير المشروع، والحرب ضروس بين محاميه وبين الادعاء العام. كما يستمر التوتر بين &محامي واد والقاضي هنري غريغوار ديوب، خصوصًا بعد إحالة القضية برمتها على محكمة خاصة بمكافحة الاثراء غير المشروع، مشكوك في شرعيتها أصلًا.&
&
توافق غير عادي
&
لكن جلسة الثلاثاء شهدت هدنة غير عادية وموقتة بين الجانبين، إذ توافقا على أحكام المادة 429 من قانون الإجراءات الجنائية، ووفرا على واد معركة إجرائية أخرى لا تنتهي.
&
فالقاضي ديوب قضى بأن المادة 429 من قانون الإجراءات الجنائية تسمح لأي متهم بطرح الأسئلة على أي متهم آخر من خلال هيئة المحكمة، فرفض محامو واد هذا التفسير، وبدأ الصراع المرير. لكن تدخل المدعي الخاص أليون نداو، ليفصل بين الفريقين المتصارعين على التفسير التشريعي للمادة القانونية. فالمادة 429 في مادتها الثانية تسمح لأي متهم أو أي فريق مدني بطرح الأسئلة على هيئة المحكمة، وليس على أي متهم آخر.
&
وعندما اعترف المدعي الخاص نداو بهذا التفسير، وافقه محامو واد، قائلين له: "إنها المرة الأولى التي نتوافق فيها معكم". إلا أن القاضي ديوب لم يرضَ بهذا التوافق، وقال: "على كل حال، إنها مسألة تفسير، والمحكمة ستعطي رأيها في حينه"، ويشتم من الأمر نية للتعطيل.
&
سحر بالبيض
&
إلى جانب هذا التوافق غير العادي، كان ثمة أمر يستدعي الاهتمام والتعجب، وهو حضور الممارسات السحرية والغربية في قاعة المحكمة، على مرأى ومسمع من الجميع. فالمرة الثانية، تم الإبلاغ عن وجود بيض مشتبه به في القاعة، وتحديدًا في الصفوف الأولى أمام قفص الاتهام.
&
وهذا البيض ليس عاديًا، إنما مغطى بكتابات شبه عربية، وكأنها طلاسم عصية على الفك. ويقول البعض إن هذه الكتابات ليست إلا اسم المدعي الخاص أليون نداو مكررًا، من اجل التأثير فيه. فهل يرد توافق نداو اليوم مع محامي الدفاع عن واد إلى أعمال سحر يقوم بها البعض، للتأثير في مجريات القضية؟ ثمة من يرفض هذا القول، خصوصًا أن من يروج له قريب من السلطة ومن الهيئة القضائية المكلفة محاكمة واد.
&