وجدت بريطانيا نفسها في مواجهة حقيقية مع تنظيم (داعش) الإرهابي، فبعد ذبح التنظيم لمواطنين أميركيين نفذ التنظيم تهديده بذبح مواطن بريطاني.


نصر المجالي: وزع تنظيم الدولة الإسلامية، السبت، شريط فيديو تظهر عملية قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز الموظف لدى إحدى وكالات الإغاثة الإنسانية.

وكان تنظيم (داعش) الإرهابي هدد في وقت سابق بقتل هينز (44 عاماً) إذا لم يرضخ زعماء العالم لمطالبه، ونفذ التنظيم التهديد عبر توزيعه لشريط مدته دقيقتان و30 ثانية تظهر عملية الذبح.

ويبدو من خلال لقطات الفيديو ان البريطاني (الجهادي جون) الذي كان نفذ في وقت سابق عمليتي ذبح الصحافيين الأميركيين هو من نفذ عملية ذبح هينز. كما أن هينز حمل رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون مسؤولية قتله في كلام له قبل تنفذ إعدامه.

وكانت عائلة هينز وجهت نداء لخاطفيه ناشدتهم فيه الافراج عنه. وفي بيان نشرته الخارجية البريطانية، قالت اسرة هينز ان الخاطفين لم يردوا على اي من المحاولات التي قامت بها للاتصال بهم.

وكتبت العائلة "نحن اسرة ديفيد هينز. بعثنا اليكم برسائل لم نتلق اي رد عليها. نطلب ممن يحتجزون ديفيد التواصل معنا".

ويعمل هينز في الحقل الانساني منذ 1999. وكان يؤدي اول مهمة له لحساب منظمة "اكتد" الفرنسية كمسؤول لوجستي في مخيم للاجئين السوريين قرب الحدود التركية.

وكان هينز يقيم في كرواتيا منذ 1999 وكان التقى زوجته المواطنة الكرواتية دراغانا برودانوفيتتش خلال قيامه بمهمات مساعدة اللاجئين خلال حرب البلقان وتزوجها في العام 2010.

معتقل منذ 2013

وتقول التقارير إن هينز كان اعتقل مع المواطن الإيطالي فيديركو موتكا قرب الحدود التركية السورية في مارس (آذار) العام 2013.

وكان الإيطالي موتكا أطلق سراحه في مايو (أيار) الماضي بعد أن دفعت الحكومة الإيطالية فدية قدرها أربعة ملايين و750 ألف جنيه استرليني وكان تقاسم زنزانته مع هينز.

ويبدو أن خاطفي الإيطالي والبريطاني باعوا هينز لـ (داعش) لتحقيق ربح مالي من وراء صفقة محتملة مع الحكومة البريطانية التي ترفض على الدوام أية صفقات مع الإرهابيين.

رفض دفع الفدية

وكان أصدقاء الرهينة البريطاني اتهموا حكومة بلادهم بأنها تسمح لرجل بريء بمواجهة الموت لرفضها دفع فدية لإطلاق سراحه.

ويشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان حسم الأمر في كلمة أمام ملس العموم يوم الأربعاء الماضي، حين أكد أن بلاده لن تدفع فدية من أجل الرهينة الذي يحتجزه متطرفو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، متهما الدول الأخرى التي تفعل ذلك بأنها تغذي الإرهاب.

وأضاف كاميرون ان بريطانيا والولايات المتحدة ستضاعفان من جهودهما لمنع جميع الدول التي تدفع فدى لداعش من القيام بهذا الأمر"، محذرا من أن "عشرات الملايين من الدولارات" التي جمعها التنظيم تستخدم في استهداف بريطانيا.

وتابع كاميرون"لا يوجد شك في رأيي أن عشرات الملايين من الدولارات التي جمعتها داعش من أموال الفدى ستذهب لترويج الإرهاب بما في ذلك الإرهاب الذي يؤثر على بلادنا".

وأوضح أنه كانت هناك مبادرة أطلقت خلال قمة مجموعة الثماني لمحاولة جلب دول أخرى للانضمام إلى توجه واضح للغاية في حالة خطف شخص في عملية إرهابية بألا يتم دفع فدية، مشيرا إلى أن بريطانيا مستمرة في هذه السياسة وكذلك أمريكا لكن هناك حاجة لمضاعفة الجهود للتأكد من أن التزام الدول الأخرى.