فيما تحشد واشنطن قواها وحلفاءها من أجل هزيمة الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، وقّع معارضون سوريون معتدلون اتفاق هدنة مع تنظيم داعش المتطرّف.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: في وقت تعمل فيه إدارة أوباما على تنسيق جهود المساعدة للثوار السوريين، أفادت تقارير بأن الثوار الإسلاميين والمعتدلين أبرموا هدنة هي الأولى من نوعها مع تنظيم الدولة الإسلامية، وتعهدوا بموجبها على عدم مهاجمة بعضهم البعض.

ولفت بهذا الصدد المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الهدنة تم إبرامها بين الثوار السوريين الإسلاميين والمعتدلين وتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الحجر الأسود، التابعة لمنطقة داريا، والتي سبق أن كانت مشهداً للعديد من التصادمات العنيفة.

وطبقاً للمرصد، سيحترم الطرفان الهدنة إلى أن يتم التوصل لحل نهائي، كما تعهدا بعدم مهاجمة بعضهما البعض، لأنهما يعتبران العدو الرئيسي هو نظام الرئيس بشار الأسد.

ونقلت في نفس السياق صحيفة هفنغتون بوست الأميركية عن مصادر قولها إن من الجهات التي وقَّعَت على الهدنة مع تنظيم الدولة الإسلامية، جهة حليفة للولايات المتحدة ترتبط بالجيش السوري الحر، وهي الجبهة الثورية السورية التي تحظى في واقع الأمر بدعم الولايات المتحدة، وتعتبر جزءًا من اتفاق الهدنة مع الدولة الإسلامية.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد دعا قبل أيام إلى شن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وجدّد كذلك دعوته الخاصة بالعمل من أجل تسليح من يطلق عليهم اسم الثوار السوريين معتدلي الفكر ويواصلون نضالهم ضد الأسد.

وكانت وسائل إعلام أميركية قد تحدثت عن أن مجموعة من أعضاء مجلس النواب الأميركي يناقشون إمكانية تخصيص مبلغ قدره 4 مليارات دولار لمساعدة الثوار السوريين.

وسبق لوكالة وورلد نيت دايلي الأميركية أن نقلت الأسبوع الماضي عن مسؤول أمني أردني بارز تحذيره من القلق الشديد الذي ينتاب المملكة الأردنية الهاشمية من تجدد الحديث عن رغبة إدارة أوباما في تدريب وتسليح الثوار المعتدلين في سوريا، من منطلق أن الجيش السوري الحر لم يعد وحدة قتالية متماسكة كما كان في السابق.