قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري إن بعض اعضاء التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية دون تسميتهم، أبدوا استعدادا لإرسال قوات على الارض والمشاركة ميدانيا في القتال.


واشنطن: اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد عن ثقته بالتمكن سريعا من بناء الائتلاف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، حتى انه افصح عن رغبة بعض الدول من دون ان يسميها بارسال جنود للمشاركة ميدانيا في الحرب ضد هذا التنظيم المتطرف.

وكان كيري باشر جولة منذ الاربعاء على عدد من دول المنطقة لبناء هذا الائتلاف وتوسيعه قدر الامكان، ولم يخف ارتياحه لردود الفعل مؤكدا انه تلقى ما يكفي من الدعم اكان للمشاركة في الضربات الجوية لدى بعض الدول او المشاركة في اشكال دعم مختلفة لدى دول اخرى.

وفي سعي لتعزيز دعم الراي العام الاميركي ونواب وشيوخ الكونغرس لاستراتيجية الرئيس الاميركي بشأن مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، شارك الامين العام للبيت الابيض دنيس ماكدونو في اربع مقابلات سياسية صباح الاحد، وحاول تحديد الخطوات الواجب اتخاذها للتمكن من القول ان تنظيم الدولة الاسلامية قد هزم.

وقال ماكدونو لشبكة ان بي سي ان "النجاح سيتحقق عندما تصبح +الدولة الاسلامية+ عاجزة عن تهديد اصدقائنا في المنطقة وعن تهديد الولايات المتحدة، ويتحقق ايضا عندما تصبح +الدولة الاسلامية+ غير قادرة على جذب المجندين او تهديد المسلمين في سوريا وايران او العراق باي شكل من الاشكال. ذلك هو النجاح".

واقر ماكدونو الاحد بان "الامر لن يكون سهلا"، مؤكدا ان الولايات المتحدة في صدد بناء تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية لمقاتلتها على ارضها وايضا لمنع مجنديها الذي يحملون جوازات سفر غربية من العودة الى بلدانهم لتنفيذ اعتداءات.

وحاول ماكدونو ايضا تبديد الانطباع الذي خلفه كلام للرئيس الاميركي خلال مقابلة الشهر الفائت، شكك فيه بقدرة المعارضة السورية على خوض قتال فاعل.

وقال لشبكة سي ان ان في كلامه عن المعارضة السورية المعتدلة "انهم يصبحون افضل واكثر استعدادا (للقتال) وخصوصا، وهذا هو المهم، ان المعارضة السورية التي تقاتل الدولة الاسلامية تستطيع التعويل على القوة الجوية للولايات المتحدة والائتلاف لدعم جهودها".

من جهته قال كيري في مقابلة مع شبكة سي بي اس سجلت السبت خلال زيارته للقاهرة وتم بثها الاحد انه تم عرض "كل اوجه استراتيجية الرئيس (باراك اوباما) وكل ما يجب فعله لتحقيق هدفنا، وبتنا الان مستعدين للانطلاق".

وكانت الولايات المتحدة اعلنت ان اكثر من اربعين دولة ستشارك بشكل او باخر في الائتلاف ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وحول سوريا قال كيري "لن ننسق (الحملة الجوية) مع سوريا. سنعمل بالتاكيد على تفادي التداخلات، والتاكد من انهم (السوريون) لن يقوموا باي عمل سيندمون عليه اكثر".

وكرر كيري القول "لن ننسق"، في حين اعرب المسؤولون السوريون عن تاييدهم لتوجيه ضربات دولية ضد المتطرفين الاسلاميين الذين يشكلون العدو المشترك، شرط تنسيقها معهم.

وتقصف الولايات المتحدة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق يوميا منذ الثامن من اب/اغسطس لمساعدة القوات العراقية والكردية على استعادة المبادرة عسكريا.

وسمح الرئيس باراك اوباما الاسبوع الماضي بشن ضربات جوية في سوريا --حيث توجد القاعدة الخلفية للتنظيم-- لكن الولايات المتحدة لم تنتقل حتى الساعة الى مرحلة التنفيذ.

ووزير الخارجية الاميركي يقوم بجولة منذ الاربعاء من اجل اقامة اوسع تحالف ممكن مناهض لتنظيم الدولة الاسلامية.

وبدا كيري مرتاحا للاستجابة لطلبه معتبرا انه حظي بدعم كبير للمشاركة في الغارات الجوية وفي كل اوجه الحرب الاخرى التي تزمع الولايات المتحدة خوضها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال كيري ايضا ان بعض اعضاء التحالف على استعداد لارسال قوات على الارض، من دون ان يسميهم. واضاف "لكن هذا ليس في اي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن". واعلن الرئيس الاميركي بوضوح انه لن يرسل قوات قتالية الى ارض المعركة.

واضاف كيري "هناك قوات على الارض لا تنتمي الينا (...) المعارضة السورية موجودة ميدانيا ومن المؤسف ان تكون قاتلت تنظيم الدولة الاسلامية بمفردها في السنتين الماضيتين"، لافتا الى ان تسليح وتدريب هذه المعارضة السورية هما جزء مهم من استراتيجية الرئيس اوباما للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية.

واتاحت الضربات الجوية الاميركية في العراق منذ الثامن من اب/اغسطس للجيش العراقي والقوات الكردية استعادة السيطرة على مناطق كانت الدولة الاسلامية احتلتها خلال هجومها في بداية الصيف.