اهتمت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية بتقرير "إيلاف" عن البعثات الأثرية في مصر ومزاعم تزوير التاريخ المصري لصالح اليهود، وحاولت تفنيد تصريحات الباحث في الآثار أمير جمال، والتي أدلى بها حصريًا إلى "إيلاف".


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أثار تقرير نشرته "إيلاف" حول البعثات الأثرية في مصر، الكثير من ردود الفعل على المستويين المصري والإسرائيلي.

جيروزاليم بوست تُعلق

التقرير الذي حمل عنوان، "بعثات أثرية في مصر تزيف التاريخ لصالح إسرائيل"، أحدث أصداء واسعة في إسرائيل، فخصصت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الإسرائيلية تقريراً مطولاً لعرضه والتعليق عليه، وحصد مئات التعليقات الغاضبة على موقع الصحيفة.

اتهم الباحث الأثري أمير جمال، بعض البعثات الأثرية الأجنبية التي تنقب عن الآثار في مصر بالعمل لصالح إسرائيل، مشيراً إلى أن تلك البعثات تحاول إثبات يهودية الحضارة المصرية القديمة، وأن اليهود هم بناة الأهرامات، وأن بعض الفراعنة نهبوا أموال اليهود أثناء الخروج الأول. وأحدثت تصريحات جمال لـ"إيلاف" أصداء واسعة، وتناقلتها بعض وسائل الإعلام المصرية، والإسرائيلية أيضاً.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في تقرير بعنوان "جواسيس إسرائيل يزوّرون التاريخ المصري لإظهار اليهود بناة الأهرامات"، إن مصر مازالت تتهم إسرائيل أنها تتعاون مع بعثات أثرية من أجل تزييف تاريخها، وإثبات أن اليهود هم بناة الأهرامات.

وأبدت الصحيفة "دهشتها" من إتهامات الباحث الأثري أمير جمال، في تصريحاته لـ"إيلاف"، بإستغلال إسرائيل للبعثات الأثرية الأجنبية، وأنها تضع على رأسها علماء آثار يهوداً أو آخرين متنفذين في تلك البعثات.

مزاعم

ووصفت ذلك بالقول إن "هناك مزاعم في مصر تشير إلى أن إسرائيل تقود مؤامرة لتزوير التاريخ المصري لصالحها".

وزعمت الصحيفة الإسرائيلية أن "إيلاف" صحيفة مصرية، ونقلت عن جمال تصريحاته التي نشرت بتاريخ 8 سبمتبر/ أيلول الجاري، وقال فيها: "إن إسرائيل لا ترسل الفرق الأثرية اليهودية الخاصة بها إلى مصر، لأن ذلك من شأنه فضح مؤامرتها في التجسس وتزوير التاريخ المصري، بل ترسل بعثات إلى مصر تحت ستار من جنسيات أخرى، مع ضرورة أن يكون قيادتها من اليهود".

تصريحات أمير جمال

ووضعت الصحيفة صورة في صدر التقرير للهرم الأكبر وإلى جواره أبو الهول، وعليه نجمة داوود السداسية الزرقاء.

كما نقلت "جيروزاليم بوست" تصريحات جمال لـ"إيلاف" التي اتهم فيها إسرائيل بأنها "تسعى إلى إثبات أن الملك شيشنق الأول، وهو أحد ملوك الأسرة 22، استولى على آثار وذهب الهيكل، لإعتقادهم في التوراة أن الملك شيشنق الأول كانت له علاقة مع الملك سليمان، وعندما مات الملك سليمان، حارب شيشنق الأول ابنه واحتل فلسطين، واستولى على كنوز بيت الرب، ولهذا يعتبرون الكنوز التي اكتشفت في العام 1940 في صان الحجر هي كنوز بيت الرب ملك لهم".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنها ليست المرة الأولى التي&يثير فيها دور اليهود في التاريخ المصري القديم جدلاً في مصر، مشيرة إلى أن صحافيًا يدعي أحمد جمال، طالب بمقاضاة إسرائيل، متهماً إياها بنشر عشرة أوبئة فتاكة أضرت بالمصريين خلال عهد نبي الله موسى.

قرّاء يعلقون

وأثار التقرير الكثير من ردود الفعل لدى القرّاء على موقع الصحيفة الإسرائيلية، ووصلت إلى أكثر من 154 تعليقاً. بعضهم اتهم مصر بالسطو على مجهود آبائهم.

وذكر بعض المعلقين أنهم تعلّموا في مدارسهم أن اليهود هم بناة الأهرامات، وأن الكتاب المقدس أخبرهم بذلك أيضاً.

وكتب أحدهم يقول: "أنا مسيحي، وتعلمنا في مدارس الأحد عندما كنّا أطفالاً أن اليهود كانوا عبيداً لدى المصريين، وأنهم هم من بنوا الأهرامات، وليس الجن أو الكائنات الفضائية".

كتب آخر: "هذه هي الحقيقة لماذا يحاول علماء الآثار المصريون إخفاءَها؟... هذه حقيقة تاريخية، كان العبيد والعمال في عهد الفراعنة من اليهود الإسرائيليين، وهم من بنوا الإهرامات"، "المصريون الحقيقيون ليسوا عرباً، المصريون الحقيقيون هم بدو سيناء والنوبيون، واليهود الذين بنوا الأهرامات، أما العرب فقد غزوا مصر واستولوا على تاريخها.. الفراعنة لم يكونوا عرباً".

بناء الأهرامات

تثار من حين لآخر قضية مشاركة اليهود في بناء الأهرامات، وتحدث جدلاً واسعاً في مصر. وتزعم إسرائيل أن اليهود هم من بنوا الأهرامات، إلا أن علماء الآثار المصريين ينفون ذلك.

وقال الدكتور عصام أمين، الخبير في الآثار، لـ"إيلاف" إن المزاعم الإسرائيلية ليس لها أساس من الصحة، مشيراً إلى أن الأهرامات بنيت قبل ولادة نبي الله موسى.

ولفت إلى أن اليهود لم يتواجدوا في مصر قبل 1200 سنة قبل الميلاد. مؤكدًا أن إسرائيل تحاول التشكيك في هوية مصر الحضارية، وتعتمد إستراتيجية طويلة الأمد في ذلك، من أجل زعزعة ثقة المصريين في أنفسهم، وفي تاريخهم القديم.

وزعم عالم آثار يهودي في شهر أبريل/ نيسيان الماضي أن "كائنات فضائية هي من بنت الأهرامات في مصر"، وقال يسرائيل فينكلشتاين، رئيس معهد الآثار فى جامعة تل أبيب، إن البشر لا يمكنهم نقل 6.5 ملايين حجر، يبلغ وزن بعضها 9 أطنان، لبناء "هرم خوفو"، متوقعاً أن تكون الكائنات الفضائية هي من قامت بهذا العمل الضخم.