دعا الرئيسان العراقي معصوم والفرنسي هولاند إلى عمل دولي مشترك لتحطيم الشبكات الدولية لتجنيد الإرهابيين، فيما دعا العراق إلى ضربات جوية سريعة ضد تنظيم الدولة الاسلامية تمنع تمدده إلى مناطق أخرى أو إتخاذه ملاذات آمنة، وتقديم دعم انساني لمليوني نازح عراقي.

لندن: قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي، الذي بدأ اعماله في باريس اليوم، بمشاركة 30 دولة، تحت شعار "المؤتمر الدولي للامن والسلام في العراق"، إن إرهاب تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" لا يشكل خطرًا على العراق وحده وانما على الشرق الاوسط والعالم.. وأشار إلى أنّ مواجهة هذا التنظيم تقع بالدرجة الاولى على العراق لكن المجتمع الدولي مطالب بمساعدته بعد أن انجز تشكيل حكومة وحدة جامعة لكل مكوناته، وعلى العالم الآن ان يتوحد ايضاً ضد داعش.

وشدد على ضرورة العمل جنبًا إلى جنب مع السلطات العراقية ومن دون اضاعة الوقت، فهناك مليونا نازح عراقي يعانون مآسي التهجير، وقال إنه رأى بنفسه لدى زيارته إلى اربيل الجمعة الماضية محنة هؤلاء النازحين والمساعدات الانسانية العاجلة التي يحتاجونها.

وأكد ضرورة ارسال جسر جوي من المساعدات لهم، وجمع المبالغ الكفيلة بتحقيق هذا الهدف لانقاذ تشرد الاقليات العراقية وتهجيرها عن بلدها. وشدد على ضرورة دعم العراق عسكريًا.. وقال إن على حلفاء العراق أن يحشدوا قواهم وجهودهم لمساعدة العراقيين.

وأشار إلى أنّ خطر داعش لا يشكل تهديدًا في العراق وحده، وانما هناك في سوريا، حيث الفوضى افرزت منظمات متطرفة ومقاتلين يأتون من مختلف دول العالم، وبينها فرنسا، وبما يهدد الشرق الاوسط حاليًا ثم العالم كله بعد ذلك. ودعا إلى عمل دولي مشترك لتحطيم شبكات تجنيد الإرهابيين وتجفيف موارد داعش.. وأضاف أن بلاده تدرس حاليًا اصدار قانون يمنع شبكات تجنيد الإرهابيين ومحاصرتها.

ودعا إلى ايجاد حل للاوضاع في سوريا التي قتل فيها 200 الف شخص لحد الآن، وحيث الفوضى تضرب بالبلاد، وتشكل خطورة على العالم. وشدد على ضرورة دعم المعارضة السورية المعتدلة والعمل بين الشركاء الدوليين لتحقيق هذا الهدف. وأضاف أن بلاده تدعم ايضًا لبنان في مواجهة مشاكل النازحين السوريين على اراضيه، ودعم الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب.

معصوم يدعو لضربات عاجلة لقواعد داعش

ومن جهته، ثمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم مبادرة فرنسا لعقد هذا المؤتمر لدعم العراق في مواجهة أخطر ما يواجهه العالم في العصر الحالي من إرهاب.. وحذر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر
من مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية، الذي قال إنه يشكل أبشع انواع الإرهاب الذي نقله من اطار العمليات المتفرقة إلى تأسيس دولة للإرهاب لا تستثني ديناً أو قومية، وثم الانتشار إلى اماكن أخرى في العالم.

وأشار إلى أنّ خطر داعش يتمثل ايضًا في غسل ادمغة الشباب وتجنيدهم لتنفيذ عمليات انتحارية.. وناشد العالم الوقوف إلى جانب العراق في مواجهة جرائم داعش التي تنال حاليًا من المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان والعرب والاكراد والشيعة والسنة في عمليات تطهير عرقي وديني بشعة، إضافة إلى الآلاف من المواطنين في المدن التي يسيطر عليها، ويتخذهم رهائن تحت محاكمه "الشرعية".

وأضاف معصوم قائلاً "اننا امام خطر حقيقي وندعو إلى سرعة اتخاذ مواقف حاسمة لكسر شوكة الإرهاب من خلال ضربات سريعة لداعش والاستمرار بضربات جوية منتظمة لقواعده، واماكن تواجد مسلحيه وعدم السماح لعناصره باللجوء إلى أي ملاذ امن وملاحقتهم من خلال تجفيف مواردهم ومحاصرتهم بالقوانين، ومنعهم من تجنيد الإرهابيين في مختلف دول العالم، ومساعدة النازحين ووضع خطط لإعادتهم إلى اماكن سكناهم، وتعمير ما هدمه الإرهاب.

وينعقد المؤتمر الدولي للامن والسلام في العراق لبحث الاجراءات الواجب اتخاذها لدعم هذا البلد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتقديم المساعدات الانسانية لنازحيه الذين يقترب عددهم من المليونين، فيما دعا وزير خارجيته الجعفري العالم إلى رد فعل قوي يوازي التحدي الذي يشكله التنظيم.

وينعقد المؤتمر في العاصمة الفرنسية بمشاركة وزراء 30 دولة، لبحث خطة دولية لمواجهة داعش، واجراءات تجفيف الموارد المالية للتنظيم، ومساعدة العراق على مواجهته، والاحتياجات الانسانية لحوالي مليون و&800 الف عراقي هجروا مدنهم التي سيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية. وسيلقي الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفرنسي فرانسوا هولاند كلمتين يفتتحان بهما المؤتمر الذي سيعكف على تنسيق الجهود الدولية من أجل مواجهة "داعش" والمحافظة على وحدة أراضي العراق.

العراق يدعو لرد فعل قوي ضد الدولة الاسلامية يوازي خطرها

ومن جهته، دعا وزير الخارجية العراقي العالم إلى رد فعل قوي ضد الدولة الاسلامية يوازي التحدي الذي يشكله التنظيم، وقال إن "داعش" لم يبدأ في العراق ولن ينتهي فيه.

وقال الجعفري في بيان صحافي، تسلمت "ايلاف" نسخة منه، لدى وصوله إلى باريس الليلة الماضية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم للمشاركة في مؤتمر باريس، "ليس طموحنا أن تشترك الدول فقط في مؤتمر باريس لدعم السلام والأمن في العراق المزمَع عقده الاثنين، لأن داعش ظاهرة عالمية وتشكل تحدياً عالمياً لكل دول العالم إنما طموحنا أن يكون رد فعلنا قوياً يواجـِه هذا التحدي".

وأضاف أن "داعش اليوم طفحت على السطح العراقي وهذا التنظيم لم يبدأ في العراق ولن ينتهي فيه"، داعياً دول العالم إلى أن "تصطف جميعاً وتبكر من الآن، وكأمن وقائي، لتعبر عن قلقها المشروع واستعدادها لمواجهة داعش فهو ليس ظاهرة عراقية ولا آسيوية، إنما هو ظاهرة عالمية، لذا جاء حرصنا على أن تشارك دول المنطقة الملتهبة بنيران داعش (العراق، ودول الجوار الجغرافي، ودول المنطقة) في المؤتمر ويتسع رد الفعل لمواجهة شرور داعش".

وشدد الجعفري على أنه "ينبغي أن يشهد العالم تظاهرة حقيقية تصدح بصوت السلم والمحبة والثقة ومد الجسور والوشائج بين أبناء الشعوب والأمم كافة كمعادل لثقافة داعش، التي تعمل على تمزيق وتفتيت الشعوب ووحدتها".

المؤتمر يناقش ثلاثة موضوعات

وقال مصدر رسمي عراقي إن جدول اعمال المؤتمر يتضمن مناقشة ثلاثة مواضيع هي: الدعم السياسي الواجب تقديمه إلى الحكومة العراقية الجديدة، مكافحة النشاط الإرهابي في العراق.. والجهود الانسانية ومشاريع اعادة الاعمار المطلوب القيام بها. وقال إن المؤتمر سيضم الشركاء الدوليين والاقليميين الذين يلتزمون هذا الهدف، ويساهمون في تحقيقه.

وبحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فإن هذا المؤتمر سيسمح بإتخاذ سلسلة من الاجراءات في المجالات الاستخبارية والعسكرية واتخاذ تدابير لتجفيف موارد تنظيم الدولة الاسلامية. ومع الاعتراف بأن هذه المجموعة تتصرف وكأنها "دولة حقيقية" في المناطق التي تسيطر عليها، اعتبر الوزير الفرنسي أنه من الضروري "القيام بعمل لوقف اشكال الدعم" التي يمكن أن يكون تنظيم الدولة الاسلامية يستفيد منها في صفوف السكان.

ومن جهته، اوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المؤتمر "سيجمع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن". وأضاف أن ثلاثة مواضيع ستكون على جدول اعمال هذا المؤتمر الذي يأتي بعد ايام على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى العراق الجمعة، وهي "الدعم السياسي الواجب تقديمه إلى الحكومة العراقية الجديدة، مكافحة النشاط الإرهابي في العراق، والجهود الانسانية وفي مجال اعادة الاعمار" المطلوب القيام بها.&&