في نداء عاطفي يفيض بالمشاعر الجياشة وغالبته الدموع، حضّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاسكتلنديين على التصويت بـ(لا) للانفصال عن المملكة المتحدة، في الاستفتاء الذي يجري الخميس، والذي قد يتمخض عن تفكك المملكة.


نصر المجالي: قال كاميرون في مدينة أبردين الاسكتلندية: "إذا صوتت اسكتلندا بنعم فستتفكك المملكة المتحدة وسيسلك كل منّا طريقًا غير الآخر إلى الأبد"، واقترن نداؤه بتحذير مفاده أن الإنفصال سيكون مؤلمًا.
وقال: "الاستقلال لن يكون مجرد تجربة للانفصال بل سيكون طلاقًا مؤلمًا." وأضاف أن الاقتراع بمعارضة الاستقلال سيتمخض عن أيلولة سلطات إلى اسكتلندا على نحو لم يسبقه مثيل.
وحض كاميرون الناخبين الاسكتلنديين على عدم التصويت لصالح الانفصال عن المملكة المتحدة، مضيفًا أن التصويت بنعم في الاستفتاء "لا يمكن التراجع عنه"، في حين حضّ رئيس الحكومة المحلية في اسكتلندا، أليكس سالموند، الناخبين على التصويت بنعم.
وذكَّر كاميرون الاسكتلنديين بأنهم إذا صوتوا لصالح الانفصال عن بريطانيا، فإنهم لن يتمكنوا مستقبلاً من استخدام الجنيه الاسترليني عملة لهم.
وأضاف رئيس الوزراء قائلاً إن قرارهم (إذا صوتوا بنعم) لن يقتصر أثره على أوضاعهم وإنما سيتمد لأبنائهم وأحفادهم، كما أن أي انفصال سيكون "طلاقًا مؤلمًا".
وتعهد كاميرون بمنح صلاحيات أوسع في ما يخص فرض الضرائب والإنفاق إذا صوتوا بلا (أي البقاء ضمن المملكة المتحدة).
واختتم كاميرون مناشدته بحض الاسكتلنديين على عدم السماح لأي كان بأن يقول لهم إنهم لا يمكن أن يكونوا "اسكتلنديين عظاماً" أو "بريطانيين عظامًا" في الوقت ذاته.

الملكة تكسر الصمت

وإلى ذلك، فإنه للمرة الاولى&منذ بدء الحديث عن الاستفتاء بشأن انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، المنتظر إجراؤه الخميس، تكسر ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية صمتها بشأن الاستفتاء.
ونُقل عن الملكة إليزابيث قولها بعيد خروجها من كنيسة في بالمورال: "آمل أن يفكر الناس بحرص شديد حول المستقبل"، حسب ما ذكر موقع سكاي نيوز.
وكانت الملكة البريطانية أصرت الأسبوع الماضي على أنها لا ترغب في التأثير على الاقتراع على انفصال اسكتلندا، وقالت إن المسألة تتعلق بالاسكتلنديين أنفسهم.
ودعا مؤيدو الوحدة والرافضون للانفصال إلى القيام بمسيرة لدعوة الملكة إلى التدخل في أعقاب تقارير بتنامي "قلق الملكة" بشأن احتمال انفصال اسكتلندا.
غير أن قصر باكنغهام نفى في وقت لاحق أن تكون الملكة قد عبّرت بأي شكل من الأشكال عن تأييدها لأي طرف في ما يخص الاستفتاء على الانفصال.

فوق السياسة

وقال القصر في بيان إن العائلة الملكية "تسمو فوق السياسة، وأن الموجودين في المكتب السياسي عليهم ضمان أن يبقى الأمر كذلك".
ووصف البيان أي اقتراح أو تلميح بأن الملكة ترغب في التأثير على نتائج الاستفتاء والحملتين المترافقتين معه للمؤيدين والمعارضين بأنه "خاطئ"، وشدد على أن الملكة مصرة على أن القضية تخص الاسكتلنديين وحدهم.
وكان استطلاع للرأي، نشرته صحيفة "صنداي إكسبريس" البريطانية، الأحد، كشف أن نحو 70 بالمئة من الإنكليز، الذين لا يحق لهم الاستفتاء بشأن انفصال اسكتلندا، يرفضون الانفصال، فيما أيّده 20 بالمئة فقط.
كما رفض 51 بالمئة من الإنكليز تدخل ملكة بريطانيا في الجدل الدائر بشأن القضية، بينما أيد 29 بالمئة تدخل الملكة، وشددت الغالبية العظمى من أفراد العينة على أهمية بقاء إليزابيث الثانية ملكة لاسكتلندا، حتى بعد الانفصال.