تأسف وزير الخارجية العراقي في حوار مع "إيلاف" لعدم حضور إيران المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق، الذي عقد في العاصمة الفرنسية، وذلك على الرغم من الجهود العراقية التي ارتطمت& بمعارضة دول لم يرد أن يسميها.


خاص بإيلاف من باريس: أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري لـ"إيلاف" عدم وجود أي تنسيق آلي وميداني بين الحكومة العراقية والنظام السوري لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشيرًا إلى أن داعش لم تبدأ في العراق إنما أتت من سوريا.

نذكر هنا أن فرنسا أرادت عبر مؤتمر السلام والأمن في العراق أن تحشد الدعم السياسي الدولي للحكومة العراقية التي تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد بدأت طائرات استطلاع فرنسية تجوب الأجواء العراقية، منطلقة من القاعدة الفرنسية المتواجدة في دولة الإمارات، على أن يحدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الأيام القادمة حجم وطبيعة المشاركة الفرنسية في العمليات العسكرية فوق الأجواء العراقية ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية، مع العلم أن السلطات الفرنسية تدرس أيضاً إمكانية توجيه ضربات عسكرية ضد معاقل التنظيم المتطرف في سوريا إلى جانب الولايات المتحدة.

في ما يأتي حوار إيلاف مع الجعفري:

في وقت تقاتل فيه القوات العراقية في شمال وغربي العراق مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، عُقد المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق في العاصمة الفرنسية باريس، مؤتمر خصص بالأساس لبلورة الدور الذي ستضطلع به كل دولة ستشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فهل ما خرج به المؤتمر كان على مستوى توقعات الحكومة العراقية؟

مؤتمر باريس خصص بالأساس لدعم الحكومة العراقية على كافة المستويات سياسيًا وعسكريًا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

ونشدد هنا على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بمكافحة الإرهاب التي تنص خاصة على قطع التمويل والتجنيد عن هذه المنظمات المتطرفة.

المؤتمر بحث خاصة ما تحتاجه الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية من عتاد عسكري وتنسيق لوجستي، وهنا أؤكد أن ما طالب به العراق هو تأمين غطاء جوي عسكري يمكَن القوات العراقية مع القوات الكردية البشمركة من استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

لقد ناقشنا في مؤتمر باريس طبيعة المساعدة العسكرية التي تحتاجها الحكومة العراقية التي ستقرر في ما بعد متى يبدأ التحالف الدولي عملياته العسكرية فوق أجوائها.

داعش لم تبدأ في العراق ولكن في سوريا

تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ظهر فجأة، واستطاع خلال فترة زمنية قصيرة تحقيق إنجازات عسكرية، من يتحمل مسؤولية القوة التي غدا عليها هذا التنظيم؟

هذه منظمات إرهابية، هي نزعة عبر التاريخ تظهر بين فترة و أخرى.

هل كانت الأزمة السورية العامل الأساس لظهور تنظيم الدولة الإسلامية؟
&
لا يمكن الفصل بين المشاكل والتداعيات بين دولة ودولة، ولا تحتاج هذه التنظيمات المتطرفة إلى تأشيرة دخول ولكنها تدخل بشكل طبيعي.

وهذا ما حصل في سوريا وكنا نتوقع أنه عندما لا تحل الأزمة السورية ويتم تدويل الأزمة وتصبح أزمة إقليمية، فسترمي بتداعياتها على دول الجوار.

داعش لم تبدأ في العراق ولكن في سوريا، ثم انتقلت بعد ذلك إلى العراق، طبيعة هذه الأشياء تنتقل من بلد إلى آخر وهي حقيقة لا يمكن نكرانها.

وهنا أشير إلى أنه لم يتم الحديث عن أي عمليات عسكرية في سوريا ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في مؤتمر باريس ولا نتوقع نحن كحكومة عراقية ممارسة عمليات عسكرية في سوريا ضد داعش إذا لم تكن هناك إرادة سورية إيجابية لعمليات مماثلة.

هل هناك تنسيق اليوم بين الحكومة العراقية والنظام السوري عسكريًا واستخباراتيًا لمواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة أنها آفة تهدد البلدين؟

لا يوجد تنسيق ألي آو ميداني بين الحكومة العراقية والنظام السوري، ولكن نحن نواجه خطرًا مشتركًا، فهم يعانون ونحن نعاني، مع الإختلاف في طبيعة البلدين،
نعاني سوية من ظلم تنظيم الدولة الإسلامية، هو تنظيم إرهابي يسعى الى إقامة دولة إسلامية والإسلام منه بريء.

نتأسف لغياب إيران...

غياب أو تغييب إيران عن مؤتمر باريس، هل يُمكن أن تكون له انعكاسات سلبية على الداخل العراقي؟

نتمنى ألا يترك أثرًا سلبيًا، ولكن بالنسبة لنا كانت رسالة خاطئة وغير صحيحة، وقد بذلنا جهودًا مكثفة قبل عقد المؤتمر من أجل معالجة ذلك، ولكن لم ننجح للأسف الشديد.

نأسف لغياب إيران عن مؤتمر باريس، ونعتقد أن كل دول العالم معنية بخطر الإرهاب، وإيران دولة مجاورة، وكان بودنا أن تشارك في مؤتمر السلام والأمن في العراق.

بماذا ارتطمت الجهود العراقية؟ هل بالرفض الأميركي أم برفض خليجي سعودي تحديدًا لحضور إيران؟

ارتطمت بمعارضة دولة أو أكثر من دولة، وهذا ما سبب هذا التقاطع وأعتذر عن ذكر أي إسم لأي دولة عارضت حضور إيران مؤتمر باريس.