شنّت القوات الاميركية للمرة الاولى ضربة جوية بالقرب من بغداد ضد الدولة الاسلامية، يأتي ذلك فيما حذر مسؤول أميركي كبير نظام دمشق من استهداف الطيران الاميركي.


واشنطن: حذر مسؤول أميركي كبير الاثنين من ان القوات الأميركية ستضرب انظمة مضادات الطيران السورية في حال استهدف الجيش السوري احدى طائراتها التي ستشن غارات على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

وحسب هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فان لواشنطن فكرة محددة عن مكان تواجد المنشآت السورية المضادة للطائرات وان الطيران الأميركي سوف يرد لحماية نفسه في حال كان هدفا لاطلاق النار.

ولم يشن الطيران الأميركي اية ضربة على الاراضي السورية حتى الان. واعلن الرئيس باراك اوباما الاربعاء انه مستعد لشن ضربات جوية على الدولة الاسلامية في سوريا مع الاشارة الى استبعاده اي تعاون مع نظام دمشق الذي كما قال "فقد كل شرعية".

وردا على ذلك اعتبرت دمشق الخميس ان اي عمل عسكري أميركي على اراضيها دون موافقتها هو بمثابة "اعتداء"، بحسب تصريحات لوزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر.

وقال حيدر ان "اي عمل كان، من اي نوع كان، دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء على سوريا"، مشيرا الى انه "في القانون الدولي، لا بد من التعاون مع سوريا والتنسيق مع سوريا وموافقة سوريا على اي عمل كان، عسكري او غير عسكري، على الارض السورية".

وتابع المسؤول الأميركي الكبير انه سيكون امام الرئيس السوري بشار الاسد خيار في حال حصول ضربات جوية أميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال "اذا استخدم الاسد قدرات عسكرية للتدخل بقدرات الولايات المتحدة على ضرب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، فانه يعرض الوحدات التي تقوم بمثل هذا العمل للخطر". ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات واسعة من اراضي سوريا والعراق.

على صعيد آخر، شنت القوات الجوية الأميركية غارة ضد تنظيم الدولة الاسلامية بالقرب من بغداد، في اول هجوم من نوعه بالقرب من العاصمة العراقية، حسبما اعلن مسؤولون أميركيون الاثنين. واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان مقاتلات أميركية نفذت غارة بالقرب من بغداد واخرى بالقرب من سنجار في شمال العراق في الـ 24 ساعة الماضية.

وكانت الولايات المتحدة بدات الشهر الماضي حملة غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق، الا ان الاعلان عن ضربة بالقرب من العاصمة يشكل توسيعا لنطاق الحملة.& واعلنت القيادة الأميركية الوسطى في بيان& ان "القوات العسكرية الأميركية تواصل مهاجمة ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وشنت غارتين يومي الاحد والاثنين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غرب بغداد".

وتابع البيان ان "الغارة جنوب غرب بغداد كانت الضربة الجوية الاولى ضمن توسيع نطاق الحملة بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الانسانية بل تشمل ضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية مع انتقال القوات العراقية الى الهجوم وعملا بما نص عليه خطاب الرئيس (باراك اوباما) الاربعاء الماضي".

وادت الغارتان الى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار بالاضافة الى موقع قتالي جنوب غرب بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية. واضاف البيان ان "جميع المقاتلات عادت الى مواقعها سليمة بعد شن الغارتين".

وتابع ان "الغارتين نفذتا لحماية عاملين ومنشات للولايات المتحدة ودعم الجهود الانسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها على تنظيم الدولة الاسلامية". وبذلك يرتفع عدد الغارات الأميركية في مختلف انحاء العراق الى 162 غارة.

وتاتي الغارتان بعدما تعهد الدبلوماسيون المشاركون في مؤتمر باريس حول السلام والامن في العراق دعم الحكومة العراقية ضد تنظيم الدولة الاسلامية ب"كل السبل الممكنة" بما في ذلك "المساعدة العسكرية الملائمة".

وتسعى الاسرة الدولية الى القضاء على التنظيم المتطرف الذي استولى على مساحات واسعة من اراضي العراق وسوريا ويقارب عدد مقاتليه 31500 شخص بحسب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

العراق يرحب

أعلن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى ان الغارة الاولى التي نفذتها القوات الجوية الاميركية ضد "الدولة الاسلامية" قرب بغداد اصابت هدفا للتنظيم في منطقة صدر اليوسفية (جنوب غرب العاصمة) واصفا الضربة بانها "مهمة" ومشيرا الى تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف.

وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية لوكالة فرانس برس "نفذ الطيران الاميركي ضربات مهمة لاهداف معادية في صدر اليوسفية بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد".
وتقع منطقة صدر اليوسفية على بعد 25 كلم من مركز مدينة بغداد وهي احد اقرب معاقل تنظيم الدولة الاسلامية الى العاصمة.

وأضاف عطا "هناك تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الاميركي". واعتبر عطا ان "توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الاهداف والقضاء عليها".