مع اعتبار وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أن خطر (داعش) عابر للقارات، ومؤكدًا على أهمية ضرب معاقله، حذر تقرير نشر في لندن من فشل التحالف الدولي بدون مشاركة السعودية وتركيا.

نصر المجالي: على هامش مؤتمر الأمن والسلام الذي عقد في باريس، الاثنين، قال الأمير سعود الفيصل إن الالتزام بحرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لابد أن يمتد لعشر سنوات "حتى نضمن بإذن الله زوال هذه الظاهرة البغيضة".

وأضاف الفيصل: "كما أن الارهاب لم يتوقف بالقضاء على بن لادن ودحر القاعدة، فإن نهايته لن تكون محسومة بالقضاء على داعش، ومن هذا المنطلق فإننا نرى بضرورة أن يستمر هيكل التنظيم، المزمع إقامته لمحاربة داعش،& على الأقل عشر سنوات".

وأضاف بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية: "التهديد الذي يمثله تنظيم داعش قد تجاوز في جغرافية العراق والشام، وبات يشكل خطراً يهددنا جميعاً ويستدعي منا محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي دولنا مخاطرة نتائجه، وحيث أن هذا التنظيم قد وجد في أرض سوريا بحكم طبيعة نظام الأسد أرضاً خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط، فلابد لأي استراتيجية لضرب داعش من أن تشمل أماكن تواجده على الأرض السورية."

واعتبر وزير الخارجية السعودية أن "تحدي داعش الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلاً من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات، والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا، والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منهم وأفكارهم وأفعالهم".

ونشرت صورة على نطاق عالمي وبشكل لافت للأمير سعود الفيصل، وهو يتوسط الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، على هامش مشاركتهم بمؤتمر باريس الذي غابت عنه إيران وسوريا.

تحذير من فشل

وإلى ذلك، حذر تقرير نشر في لندن، الثلاثاء، من احتمال فشل التحالف الذي تسعى دول غربية بقيادة الولايات المتحدة لتشكيله لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وعبرت صحيفة (التايمز) البريطانية في افتتاحية بعنوان "جبهة موحدة"، عن اعتقادها بصواب موقف الغرب في قيادة القتال ضد التنظيم. غير أنها قالت إنه في حالة عدم مشاركة قوى إقليمية بفعالية، فإن التحالف المرتقب سيكون محكوماً عليه بالفشل.

وأشارت إلى أنه "سيكون من الصعب على تركيا أن تلقي بثقلها وراء حملة يمكن أن تفيد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الأقل في المدى القصير". وقالت: الحال نفسه بالنسبة للسعودية، تقول التايمز التي ترى أنه "يصعب على الرياض مهاجمة المتطرفين السنة، ما يؤدي إلى استفادة نظامي العراق وإيران، الشيعيين، استراتيجيًا".

وتخلص إلى أنه من دون دعم هاتين القوتين الإقليميتين، سيكون مآل التحالف الذي تقوده أميركا الفشل. وتشير التايمز إلى احتمال تضرر تركيا، التي تسعى إلى الاستفادة من تعهد حلف الناتو بالأمن الجماعي لدوله الاعضاء، في حالة عدم سماحها باستخدام قواعدها الجوية في شن هجمات على تنظيم الدولة.

وبالنسبة للسعودية ، تقول (التايمز) إنها عرضة لتهديد مباشر من التنظيم باعتبارها تضم أقدس الأماكن عند المسلمين. وتشير الافتتاحية في الختام إلى أنه حان وقت انخراط الدولتين بفاعلية في الحملة ضد&تنظيم "الدولة الإسلامية".