بينما يؤيد فريق لبناني الإنخراط التام للبنان ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش، يرفض فريق آخر هذا الإنخراط متمسكًا بأسباب عدة تمنعه من الدخول ضمن تحالفات ومحاور في المنطقة.


بيروت: رغم تأييد الإنخراط الضمني للبنان ضمن التحالف الدولي ضد داعش، يرفض فريق متمثل بحزب الله وبعض قوى 8 آذار هذا الانخراط لأسباب عدة فما هي هذه الأسباب؟

يعتبر النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان يجب أن ينخرط ضمن التحالف الدولي ضد داعش، لأنه معني مباشرة بهذا الموضوع، بالمقابل نشهد معارضة داخلية للموضوع، ونتفاجأ لماذا يرفضه حزب الله، وقد يكون الجواب واضحًا من خلال دفاع الحزب عن النظام السوري، فالأميركيون والتحالف رفضوا انضمام إيران وسوريا اليهم، وبالتالي حزب الله تهمه المصلحة السورية أكثر من اللبنانية، فأخذ موقفًا مبهمًا، رغم أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله قد حذّر في الفترة الأخيرة من التطرّف الداعشي، وقال أنه يجب أن يواجهه بكل الطرق.

أما النائب السابق إسماعيل سكرية (الوفاء للمقاومة) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن لبنان يجب ألا ينخرط كطرف في التحالف الدولي الذي استثنى إيران وسوريا وروسيا وقوى أخرى، وبالتالي لبنان منقسم سياسيًا بسبب سياسة النأي بالنفس، ويجب أن يستمر بهذه السياسة كما تركيا.

دور لبنان
عن دور لبنان في هذا الخصوص يرى طعمة أنه &من الضروري المحافظة على مؤسساته وانتخاب رئيس للجمهورية، ومجلس نيابي وأن تبقى الحكومة الحالية متماسكة، كي تستطيع تقديم الدعم لهذا التحالف في حال طلبه. بالطبع لن يطلب من لبنان السلاح لمحاربة داعش، ولكن على الأقل لدينا جيش نفتخر به ويستطيع أن يحارب الإرهاب، فقد قام بذلك في السابق في نهر البارد وعرسال، ولديه مناقبية كبيرة يجب أن يحافظ عليها من خلال مؤسسات الدولة.
&
رؤية الحكومة
وردًا على سؤال هل للحكومة اللبنانية رؤيتها الاستراتيجية المتضامنة حيال المشاركة في هذا التحالف الدولي؟
يقول طعمة إن هناك طرفًا داخل الحكومة يصنع قراره من الخارج ضد هذا التحالف، ما ينعكس سلبًا على قرارات الحكومة، وقد شاهدنا كيف انقسم لبنان سابقًا حول المحكمة الدولية، لا يستطيع لبنان اليوم ان يتنصل من الإرهاب بسبب مواقف البعض.

ويلفت طعمة إلى ان لبنان أمام امتحان عسير حاليًا، فإما يدخل ضمن التحالف لمحاربة الإرهاب وإما يسقط امام هذا الامتحان الخطير.
كما يعتبر سكرية أن الحكومة اللبنانية لم تكن يومًا موحدة أمام استراتيجية، وهي كذلك منقسمة اليوم بخصوص داعش.
&
مشاركة لبنان
وعن مشاركة لبنان في التحالف الدولي يقول طعمة قد يكون ذلك على الأقل من خلال تسليح الجيش اللبناني كي يقوم بكشف كل الخلايا النائمة لمنع الإرهاب من التنقل وقد بدأ الجيش فعليًا بكشف كل تلك الخلايا، وكذلك حماية الحدود.

ويقول سكرية إن مشاركة لبنان في هذا التحالف قد تكون أقرب إلى الشكل المعنوي الدبلوماسي من خلال مواجهة داعش في عرسال من قبل القوى الأمنية.
&
النأي بالنفس
كيف سيتم التوفيق بين سياسة النأي بالنفس وبين الانخراط في التحالف الدولي؟ يجيب طعمة: "ليس الأمر نأيًا بالنفس بل دفاعًا عن النفس لأن الإرهاب وصل إلى الداخل اللبناني ولم يعد في سوريا والعراق فقط.
أما سكرية فيقول "لا يستطيع لبنان أن ينخرط فعليًا في التحالف وهو يعتمد سياسة النأي بالنفس".

ويضيف "هناك خطاب موحد في العلن ضج داعش، ولكن هناك شريحة تتعاطف ضمنيًا مع هذا التنظيم".
&
&