كييف: صادق البرلمان الاوكراني، الثلاثاء، على اتفاق الشراكة التاريخي مع الاتحاد الاوروبي، كما اعتمد قانونًا يعطي مناطق الشرق الانفصالية حكمًا ذاتيًا اوسع وينص على تنظيم انتخابات في 7 كانون الاول (ديسمبر).
ميدانيًا، اوقع قصف جديد على دونيتسك، معقل المتمردين الموالين لروسيا، اربعة قتلى، في خرق جديد لاتفاق وقف اطلاق النار الذي ابرم في 5 ايلول (سبتمبر) بين كييف والانفصاليين لإنهاء خمسة اشهر من النزاع، الذي اوقع اكثر من 2700 قتيل.
ونال اتفاق الشراكة اصوات 355 نائبًا، ولم يصوّت ضده أي من النواب الحاضرين.
وبعد التصويت، أدى البرلمانيون النشيد الوطني الاوكراني، ثم وقع الرئيس بترو بوروشنكو الاتفاق وسط تصفيق النواب.
وتم بث وقائع الجلسة مباشرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع ستراسبورغ، حيث صادق النواب الاوروبيون ايضًا على اتفاق الشراكة.

منطقة دونباس "لم يعد لديها أي رابط مع اوكرانيا"

اعلن اندريه بورغين، "نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك"، المعلنة من جانب واحد لوكالة فرانس برس الثلاثاء، أن منطقة دونباس، معقل المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، "لم يعد لديها أي رابط مع اوكرانيا". وقال "إن دونباس تخضع لإدارة حكم ذاتي بالكامل، وهذه المنطقة لم يعد لديها أي رابط مع اوكرانيا"، وذلك ردًا على اعتماد كييف قانونًا يعطي منطقتي دونيتسك ولوغانسك، معقل المتمردين شرق البلاد، حكمًا ذاتيًا اوسع.

خطوة مهمة
واعتبر الرئيس الاوكراني أن الاتفاق "يشكل خطوة اولى" مهمة نحو انضمام البلاد الى الاتحاد الاوروبي.
وتساءل الرئيس امام النواب قبل دقائق من التصويت، "من سيعارض احتمال الانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي نخطو اليوم نحوه اول خطوة مهمة؟".
وهذا الاتفاق الذي يتضمن شقين، اقتصادي وسياسي، يبقى رمزياً الى حد كبير في هذه المرحلة، لأن الاتحاد الاوروبي اعلن ارجاء دخول اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ حتى نهاية 2015 لافساح المجال امام اجراء مناقشات مع روسيا المعارضة لهذا الاتفاق.

...وتاريخي
وفي ستراسبورغ، صادق البرلمان الاوروبي ايضًا على الاتفاق في الوقت نفسه.
والاتفاق الذي وصفه رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز بأنه "تاريخي"، نال اصوات 535 نائباً مقابل 127 صوتوا ضده، فيما امتنع 35 عن التصويت.

قانون آخر
من جانب آخر، أقر البرلمان مشروعي قانون عرضهما الرئيس الاوكراني، أحدهما يتعلق بمنح "وضع خاص" لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك، والآخر ينص على اصدار عفو مشروط عن "المشاركين في احداث دونيتسك ولوغانسك" .
ويأتي ذلك بموجب خطة السلام التي وقعها في مينسك في 5 ايلول (سبتمبر) السفير الروسي لدى كييف ميخائيل زورابوف والرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشما وممثلان عن الانفصاليين وعن منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وهذه الخطة اتاحت دخول وقف اطلاق نار حيز التنفيذ رغم أنه ينتهك باستمرار. والاثنين، قتل اربعة مدنيين في قصف في دونيتسك وماكييفكا. وكان شرق البلاد شهد الاحد أفدح خسائر بشرية منذ الالتزام بوقف اطلاق النار مع مقتل ستة مدنيين.
والقانون حول منح منطقتي دونيتسك ولوغانسك "وضعاً خاصاً"، والذي يرفضه المتمردون ويطالبون باستقلال، ينص ايضاً على اجراء انتخابات محلية في 7 كانون الاول/ديسمبر على مستوى "المناطق والمجالس البلدية ومجالس القرى" في هاتين المنطقتين.
ونال النص اصوات 277 نائبًا.
ويشمل هذا القانون ايضًا تشكيل حكومة تحظى بحكم ذاتي موقت، وتتولى مهامها فور اعتماد القانون ولمدة ثلاث سنوات.
ويأتي ذلك قبل ايام من لقاء جديد يعقده الموقعون على اتفاق وقف اطلاق النار في العاصمة البيلاروسية لدفع عملية السلام قدمًا.

نظام لامركزي
وبحسب الرئاسة الاوكرانية، فإن هذه الاقتراحات تمهد الطريق امام نظام لامركزي ويضمن في الوقت نفسه "سيادة ووحدة اراضي واستقلال" اوكرانيا.
وصوت النواب من جانب آخر على قانون العفو عن "المشاركين في احداث دونيتسك ولوغانسك".
وبحسب الرئاسة، فإن مشروع القانون يعفي المقاتلين من ملاحقات ادارية وجنائية باستثناء الذين ارتكبوا "اعمال قتل واغتصاب وارهاب"، كما يستثنى من هذا العفو المسؤولون عن سقوط طائرة البوينغ التابعة للخطوط الجوية الماليزية في تموز/يوليو الذي ادى الى مقتل 298 شخصًا.
واعلنت بلدية دونيتسك الثلاثاء أن ثلاثة اشخاص قتلوا الاثنين واصيب خمسة آخرون في المدينة، فيما قتل شخص رابع الاثنين في ماكييفكا بالقرب من معقل المتمردين.
ولم يتسنَّ على الفور تحديد مصدر هذه النيران التي ادت الى مقتل مدنيين.
وقال ناطق عسكري إن المتمردين استهدفوا مواقع القوات الاوكرانية قرب المطار الخاضع لسيطرة القوات النظامية لكن بدون أن يتسبب بانسحابها.

&