صبري عبد الحفيظ من القاهرة:&قال تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" إن 72% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاجون إلى 32 مليون دولار مساعدات إنسانية للتغلب على آثار الهجوم الإسرائيلي الأخير على سكان القطاع.

&
وأوضح التقرير أن "كل رجل وامرأة وطفل في قطاع غزة، أي ما يقرب من 1.8 مليون شخص، قد تأثروا بشكل مباشر من التصعيد الأخير في الصراع ويحتاجون إلى بعض من المساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أن "هذا هو الصراع الثالث من نوعه منذ ست سنوات والأكثر تدميرًا منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، فخلال سبعة أسابيع من العنف الشديد، من 7 يوليو وحتى 26 أغسطس، قتل أكثر من 2100 فلسطيني (70 في المئة منهم من المدنيين)، وفرّ ما يقرب من 500 ألف من ديارهم. ما يقرب من 110 آلاف ما زالوا مشردين وتقريبًا جميع السكان يفتقرون &إلى الحصول على ما يكفي من المياه النظيفة والرعاية الصحية والكهرباء".
&
وأضاف التقرير الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، عبر مكتب المنظمة في القاهرة: "تشير تقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية إلى أن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي تصل إلى 550 مليون دولار أميركي، أي ما يقرب من ضعف الخسائر لعملية "الرصاص المصبوب" في 2009. والأسر التي تعتمد على سبل العيش الزراعية - بما في ذلك 24 ألف عائلة من المزارعين والرعاة والصيادين - عانت من الأضرار والخسائر المنهكة. وهذا يشمل تقريبًا جميع الأصول اللازمة لكسب لقمة العيش من الزراعة وإمداد الأسواق بالأغذية المحلية، مثل الأراضي الزراعية والدفيئات والآبار وقطعان الماشية وحظائر الحيوانات والقوارب ومعدات الصيد ومصانع &تجهيز الأغذية".
ووفقاً للتقرير الأممي، فإن "الغالبية العظمى من الناس في غزة لم تكن تستطيع أن توفر ما يكفي من الغذاء لنفسها قبل الأزمة (رغم أن الطعام كان متوفرًا في الأسواق، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على تحمل سعره). وكان نحو 72 % من الأسر يعانون من انعدام الأمن الغذائي أو عرضة لانعدام الأمن الغذائي، و 66 % كانوا يحصلون على المساعدات الغذائية ، ويعيش 70 % على أقل من 2 دولار أميركي يوميًا و45 في المئة يعانون من البطالة (صعودًا من 28 في المئة في العام السابق). نتيجة للصراع، فالأسر في غزة تواجه احتمالات هائلة - بما في ذلك تدمير منازلهم وفقدان الأصول الإنتاجية - وتحتاج الدعم الفوري لاستعادة سبل عيشهم في بيئة صعبة للغاية".
&
وأشار التقرير إلى أنه "حتى الآن، قامت المنظمة باستهداف 3700 من الرعاة لتوزيع 2600 طن من العلف لـ 58000 من الأغنام والماعز، وكذلك 2500 من الرعاة لتوزيع خزانات المياه. وتوزيع هذه المدخلات لا يزال جاريًا، وسوف تغذي تلك الإمدادات كل الأغنام والماعز التي نجت من النزاع الأخير في غزة لمدة 45 يومًا".
وقالت المنظمة إنها تسعى للحصول على 32 مليون دولار أميركي "في ظل "مناشدة أزمة غزة"، لحماية واستعادة سبل كسب العيش المتضررة من النزاع بصفة عاجلة". وتابعت: "هناك حاجة ملحة إلى تمويل عاجل لمساعدة المزارعين في استصلاح أراضيهم واستئناف الزراعة، وكذلك أيضًا لإصلاح شبكات الري والآبار". وأردفت القول: "وتهدف المنظمة خاصة لإشراك المرأة في أنشطة الإنتاج الحيواني والنباتي المحلية صغيرة الحجم، حتى يمكن أن تنتج المنتجات الطازجة ومنتجات الألبان واللحوم والبيض، لسرعة زيادة دخلهم المتاح والتنوع الغذائي. كما "تسعى المنظمة أيضاً لمساعدة الصيادين إلى العودة إلى البحر من خلال إصلاح قوارب الصيد والعتاد. وسيشمل الدعم لمربي المواشي &توفير العلف الحيواني ووحدات تخزين المياه والإمدادات البيطرية، بالإضافة إلى تزويدهم مجددًا بالحيوانات وترميم أماكن إيواء الحيوانات المتضررة".
&
وقال الدكتور محمد مصطفى، أحد الأطباء المصريين المتطوعين ضمن إتحاد الأطباء العرب أثناء الهجوم الأخير على القطاع، إن آثار الدمار لا يمكن وصفها، مشيراً إلى أن جميع أهالي غزة تضرروا من الحرب عليهم. وأضاف لـ"إيلاف" أن إسرائيل استهدفت بشكل مباشر جميع مظاهر ومقومات الحياة في غزة، موضحاً أنها ضربت المدارس وقصفت المستشفيات ودمرت المزارع، وشبكة الطرق، بل إنها كانت تدك مواقف السيارات، والمجمعات السكنية. ولفت إلى أن نحو 75% من المرافق الصحية في غزة، تضرر بشكل كامل نتيجة القصف، فضلاً عن نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية، نتيجة الحصار، منوهاً بأن المساعدات الطبية التي قدمتها مصر والسعودية وبعض الدول الغربية والمنظمات لم تكفِ نحو 20% من الحاجة، لاسيما في ظل وجود نحو عشرة آلاف مصاب آخرين. وأفاد بأن قطاع غزة يحتاج إلى نحو خمس سنوات للتعافي من آثار الهجوم، خاصة أنه لم يكن قد تعافى من آثار عدوان العام 2008، ودعا إلى ضرورة الإسراع في عقد مؤتمر إعادة إعمار القطاع، لتخفيف آثار الهجوم على الأهالي.
&
&
&