جنيف: يؤكد تزايد خطر الجهاديين في سوريا على ضرورة ان يتوصل النظام والمعارضة الى تسوية من اجل وضع حد لثلاث سنوات ونصف السنة من النزاع، حسبما اعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا لدى الامم المتحدة الثلاثاء في جنيف.
وقال باولو سيرجيو بينيرو ان "النزاع السوري لن تتم تسويته في ساحة المعركة".
وصرح بينيرو امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة "نحن في لحظة حرجة من النزاع. وبينما تدعو المعاناة الهائلة منذ مدة طويلة لعمل دبلوماسي فان نشوء تنظيم الدولة الاسلامية يعزز ضرورة ان تجد الحكومة ارضية مشتركة مع ابرز حركات المعارضة والالتزام بالقيام بتسويات من اجل حل سياسي للنزاع".
وبعد ان قال بينيرو انه "لا توجد كلمات" لوصف فظائع النزاع، ندد مجددا بعدم تحرك الاسرة الدولية "مما اتاح لاطراف النزاع الافلات من العقاب وزاد من العنف الذي امتد في كل انحاء سوريا. والمستفيد الاخير منه هو تنظيم الدولة الاسلامية".
واضاف بينيرو ان التنظيم الذي صنفه مجلس الامن الدولي في اب/اغسطس مجموعة ارهابية قام باعدام مدنيين ومقاتلين اسرى وجنود نظاميين علنا في الشهرين الماضيين، كما اعدم مئات الجنود الذين اسروا في الرقة ومئات الافراد من عشيرة الشعيطات في دير الزور.
وتابع ان "المجموعات المعارضة المسلحة ليست وحدها المسؤولة عن الدمار والقتل في سوريا. فالنظام لا يزال المسؤول عن غالبية الضحايا المدنيين فهو يتعرض كل يوم للمدنيين ويقتلهم من خلال القصف وعلى الحواجز وفي مراكز الاستجواب".
ولدعم تقريرها، رفعت لجنة التحقيق امام المجلس شهادة 12 من الضحايا تم& جمعها مؤخرا من اصل 3200 شهادة جمعتها خلال عملها.
واحدى هذه الشهادات هي لصحافي سوري معارض نجا من سجن لتنظيم الدولة الاسلامية في حلب، وتمت مقابلته في 15 اب/اغسطس الماضي.
وروى الصحافي الذي رفض الكشف عن هويته من اجل سلامته ان النظام اوقفه وعذبه ثلاث مرات في 2011 و2012 وان خمسة افراد من تنظيم الدولة الاسلامية اعتقلوه في بيته في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بسبب مقالاته المعارضة للجهاديين.
واحتجز الصحافي في مستشفى سابق في قاضي عسكر داخل زنزانة تحت الارض. وكان هناك 12 زنزانة في كل منها بين 40 و50 شخصا يعتبرون معارضين لتنظيم الدولة الاسلامية. وكان يتم اخراج المعتقلين يوميا لضربهم وهو ما تعرض له ايضا.
وقال ان عمليات الاعدام دون محاكمة كانت تتم دائما بالشكل نفسه: "يصل اثنان من التنظيم ويناديان على اسماء اشخاص يقومون بعصب اعينهم بينما يطلب من الباقين ان يستديروا لمواجهة الحائط حتى لا يروا وجوههم، ويصطحبون المحكوم عليهم الى الطابق الاول وبعدها تسمع طلقات نارية. كان هذا يحصل مرة في اليوم، كل يوم".
وفي الايام الثلاثة الاخيرة من احتجازه، كانوا 27 شخصا في الزنزانة وقتل منهم 19& في يوم واحد. وفي اليوم الاخير نودي عليه مع معتقل اخر الا ان المبنى تعرض لهجوم من مجموعة معارضة في ذلك الوقت فاعيد الى الزنزانة التي افرج عنه منها من قبل معارضين قاموا بتصوير 45 جثة تقريبا لاشخاص اعدموا برصاصة في الراس.
واطلق سراح 150 معتقلا تقريبا في ذلك اليوم المصادف السابع او الثامن من كانون الثاني/يناير 2014، ويقدر الصحافي ان عدد المعتقلين كان يتراوح بين 400 و500 شخص عند وصوله الى المعتقل.

&