نصر المجالي: وقع قادة الأحزاب الرئيسة الثلاثة في بريطانيا على تعهد بنقل مزيد من الصلاحيات لاسكتلندا إذا اختار أهلها البقاء ضمن المملكة المتحدة، ووجه الرئيس الأميركي نداء للمحافظة على وحدة الحليفة بريطانيا.&
&
ووقع التعهد كل من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال البريطاني إد مليباند ونائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيك كليغ.
&
ويتألف التعهد الذي نشر على الصفحة الأولى لصحيفة (Daily Record - ديلي ريكورد ) من 3 أجزاء، ويعد الجزء الأول منه بإعطاء "صلاحيات جديدة واسعة" للبرلمان الاسكتلندي وذلك بموجب جدول زمني توافق عليه الأحزاب الثلاثة في حال جاء التصويت "بلا" في الاستفتاء.
&
وينص الجزء الثاني على أن القادة البريطانيين اتفقوا على أن بريطانيا وجدت على اساس ضمان الفرص والأمن للجميع عن طريق تقاسم الموارد بشكل عادل". أما الجزء الثالث فيختص بتمويل خدمات الصحة الوطنية في اسكتلندا NHS الذي سوف يقع على عاتق الحكومة الاسكتلندية "بسبب استمرار الاعتماد على نظام بارنيت بشأن تخصيص الموارد المالية، وصلاحيات البرلمان الاسكتلندي لرفع الإيرادات".
&
يذكر أن صيغة بارنيت هي الطريقة المستخدمة لتحديد توزيع الإنفاق العام في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وكان رئيس الوزراء السابق غوردون براون اول من طرح فكرة هذه التعهدات في وقت سابق الاثنين.
&
وكان اليكس ساموند الوزير الأول في اسكتلندا التقى الاثنين مع كبار رجال الأعمال المؤيدين للاستقلال في ادنبره، بينما كان كاميرون يلقي خطابا في أبردين يعد فيه بمزيد من اللا مركزية. وقال الوزير الأول إن استقلال اسكتلندا سيكون مزدهراً وعادلاً، وانتقد "الذعر" في حملة لا للاستفتاء.
&
من جهته، قال كاميرون إنه يريد بكل جوارحه بقاء الاسكتلنديين جزءا من المملكة المتحدة، وأضاف "أتفهم الوعود حول قيام اسكتلندا مختلفة، إلا أن التغيير سيأتي بشكل أسرع مع تصويت لا.
&
فارق ضئيل&
&
ومع اقتراب موعد الاستفتاء الخميس، بات الفارق ضئيلا جدا بين المعسكرين، ولو أن الرافضين ما زالوا في الصدارة بنسبة متدنية في ثلاثة من استطلاعات الرأي الأربعة التي جرت في نهاية الأسبوع.&
&
وتوقع تحقيق أجراه معهد (أوبينيوم) وصحيفة (أوبزرفر) فوز الوحدويين بـ53 في المائة من الأصوات. ولفت معهد الاستطلاع إلى أن "المخاوف الرئيسة لأنصار رفض الاستقلال تتعلّق بقدرة حكومة اسكتلندية مستقلة على الوفاء بالتزاماتها الاقتصادية، ولا سيما على صعيد الصحة والتقاعد".
&
وحث الرئيس الأميركي باراك أوباما الناخبين، مساء الاثنين، الاسكتلنديين على عدم تحطيم "واحدة من أقرب حلفاء أميركا" في الاستفتاء المقبل يوم الخميس.&ومثل التدخل الدراماتيكي للرئيس الأميركي قبل يومين من توجه الاسكتلنديين إلى صناديق الاقتراع، سوف يثير غضب اليكس سالموند الذي يقود معركة من أجل الاستقلال.
&
وهناك نصف مليون اسكتلندي يتخوفون بشأن مستقبل مكان اسكتلندا في المنظمات الدولية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة لا تزال محل نقاش ساخن.&وقال المتحدث باسم أوباما جوش ارنست: "انا اتكلم من الخارج، لكن الولايات المتحدة لديها مصلحة عميقة في ضمان أن واحدة من أقرب حلفاء لدينا من أي وقت مضى ولا يزال قويا، قويا، موحدا وشريكا فعالا للولايات المتحدة".
&
تظاهرة&&
&
وشهدت العاصمة البريطانية تظاهرة مؤيدة لإبقاء اسكتلندا جزءا من المملكة المتحدة في وقت تتصاعد الأصوات البريطانية المختلفة مطالبة اسكتلندا بعدم الانفصال.
&
ومن شأن الاستفتاء الذي سيجري يوم الخميس المقبل أن يسفر عن تقسيم المملكة المتحدة، وعلى الرغم من أنه من المفترض أن تؤيد الملكة إليزابيث بقاء الاتحاد على ما هو عليه فقد التزمت الحرص البالغ وتجنبت الإدلاء بتصريحات علنية عن الاستفتاء.
&
وكان مصدر في قصر بكنغهام قال لـ(رويترز): إنه "أمر يتسم بالتجرد الكامل ويعزز فكرة أنه أمر من اختصاص شعب اسكتلندا". وأضاف "الملكة محايدة بحكم الدستور بعيدا عن السياسة وتقول دوما إنه أمر يخص شعب اسكتلندا".
وأيا كانت نتيجة استفتاء يوم الخميس فلا يزال من المحتمل أن تظل الملكة إليزابيث ملكة اسكتلندا لأن معظم الاسكتلنديين يحرصون على الإبقاء عليها رئيسة للدولة حتى إذا كان قرارهم الاستقلال.
&
تصريح سالموند
&
وقال رئيس الحزب القومي الاسكتلندي أليكس سالموند، الذي يتزعم الحملة من أجل الاستقلال، لـ(بي بي سي) إنه على ثقة بفوز الحملة المؤيدة للاستقلال في الاستفتاء، مشيرا إلى أن الأولوية بعد تلك الخطوة ستكون لم شمل الاسكتلنديين للعمل لصالح مستقبل البلاد.
&
وأضاف سالموند وهو رئيس الحكومة المحلية في اسكتلندا "نحن لا نهدف إلى الفوز بفارق صوت واحد بل لتحقيق أغلبية كبيرة إذا كان هذا ممكنا وأحد مرتكزات حملة تأييد الاستقلال أننا لا نعد أي منطقة جغرافية في اسكتلندا أو شريحة من المجتمع الاسكتلندي بعيدة عن متناولنا".
&
كلام راسموسن
&
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن أمس إنه لا يعتقد أن الاستفتاء على الاستقلال الذي سيجري في اسكتلندا هذا الأسبوع سيؤثر&في&مساهمة بريطانيا في الحلف بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.
&
وقال راسموسن ردا على سؤال طرح في مناسبة نظمها معهد كارنيغي يوروب للأبحاث «من دون أن أتدخل في الجدل المؤدي إلى الاستفتاء لا أرى أن أي نتيجة للاستفتاء الاسكتلندي ستؤثر&في مساهمة المملكة المتحدة في حلف شمال الأطلسي».
&
وفي حالة اختيار الاسكتلنديين الاستقلال عن بريطانيا سيكون على البلاد التقدم بطلب للانضمام إلى الحلف، ولم يذكر راسموسن الوقت الذي سيستغرقه ذلك. وأضاف "إذا أرادت دولة مستقلة جديدة أن تكون عضوا في حلف شمال الأطلسي عليها أن تقدم طلب عضوية للحلف".