توفي 34 طفلًا سوريًا على الأقل بسبب تلوث لقاحات الحصبة التي تلقوها في إدلب، وتتهم المعارضة النظام السوري بتلويث اللقاحات في حادث مدبر.

بيروت: في بلاد تعددت فيها أساليب الموت، توفي 34 طفلًا سوريًا حتى الساعة نتيجة لقاحات حصبة ملوثة، في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. وتتهم المعارضة مخربين من نظام الأسد بتسميم اللقاحات، في الوقت الذي يتوقع أن ترتفع فيه أعداد الضحايا.

حادث مدبر

ولقي العشرات من الأطفال في محافظة إدلب حتفهم بعد إعطائهم لقاحات ملوثة كان من المفترض أن تحميهم من الحصبة، فيما يقبع عشرات آخرون في غرف العناية المركزة في وضع حرج للغاية.

وهذه الحادثة المؤلمة أدت إلى موجة غضب هائلة في أوساط الأهالي الذين اتهموا المعارضة بسوء تخزين اللقاحات وعدم التأكد من صلاحيتها. لكن المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة أكدت أنها استلمت اللقاحات من منظمة يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية عن طريق الحكومة التركية، وأنها استخدمت الدفعة ذاتها لتلقيح 60 ألف تلميذ بنجاح خلال الأيام الأخيرة.

وأرجعت وزارة الصحة حالات الوفاة إلى حادث مدبر، فيما تعهد وزير الصحة في الحكومة الموقتة عدنان حزوري تقديم استقالته إذا أكدت التحقيقات مزاعم الإهمال. وفقًا لصحيفة غارديان البريطانية، أشارت التحقيقات الأولية إلى اختراق أمني محدود من قبل مخربين مرتبطين بالنظام، في محاولة لاستهداف القطاع الطبي الحر في سوريا من أجل نشر الفوضى.

ملوثة بمادة ما

وقال بشار كيال، وهو مسؤول صحي في المنطقة، إن الاعراض لا تشير إلى أن اللقاحات فاسدة، بل تدل على أنها ملوثة بمادة ما، مضيفًا أنه تم إرسال عينات دم إلى تركيا لتحليلها وإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة ماذا جرى بالضبط، في حين تم تعليق برنامج التلقيح.

وقال رئيس قسم إدلب الطبي منذر خليل إن الاطفال الذين تلقوا اللقاحات ليسوا في خطر، وإن اللقاحات التي أعطيت لهم ليست فاسدة، في إشارة إلى أن ما حدث للأطفال حادثة منفصلة وغير مرتبطة بنوعية اللقاح .

وأضاف: "لقد أعطينا لقاحات الحصبة لنحو 60 ألف طفل، ولم نواجه أية مشكلة، كما ان الطواقم الطبية لدينا نفذت برناج لتلقيح 252 ألف طفل من شلل الأطفال في سبع جولات، ولم يكن هناك أية مضاعفات غير طبيعية".
&