في مواقف متناغمة مع الرفض الإيراني للتحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية"، أعلنت قوى عراقية تدعمها طهران سياسيًا وماليًا وعسكريًا وقوفها ضد أي تدخل أميركي في العراق لمواجهة التنظيم مهددة بالانسحاب من التصدي له ومواجهة القوات الأميركية بدلا من ذلك.

لندن: إضافة إلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وزعيم منظمة بدر هادي العامري، أكدت فصائل وميليشيات شيعية عراقية من بينها كتائب حزب الله وسرايا السلام وعصائب اهل الحق رفضها لاي تدخل عسكري أميركي في العراق وتأكيدها بمواجهته. ولاحظ مراقبون طروحات هذه القوى تتطابق والمواقف ذاتها التي عبر عنها المسؤولون الإيرانيون وتشابهها في لغة الرفض للتحالف الدولي ضد داعش وتبريراته.&

كتائب حزب الله

فقد حذرت كتائب حزب الله العراقي مما قالت انه مشروع أميركي لإعادة الاحتلال من جديد عبر مزاعم الحرب على الارهاب ومواجهة "داعش".

وقالت الكتائب في بيان إن "الاستعانة بأميركا الشر والخراب انما هو مصادرة لجهود ابناء الشعب العراقي الذين وقفوا بوجه الإرهاب وقدموا الشهداء وتحملوا العناء في سبيل حفظ العراق والعراقيين ومقدساتهم، لاسيما عندما تكاتفوا بعضهم البعض استجابة لنداء الوطن وفتوى المرجعية الدينية في النجف الاشرف وعليه فاننا نرى أن المستهدف بهذا التدخل هو الشعب العراقي في موقفه ومرجعيته".

وعبرت الكتائب عن استغرابها الشديد من "ادارة عمليات القوات المسلحة العراقية المشتركة من قبل ضباط الاحتلال الأميركي وفيها من الكفاءات العراقية الشريفة ومن جميع الاختصاصات وخاصة من القوة الجوية وطيران الجيش الذين لم يدخروا جهدا او وقتا وكانوا مجاهدين بحق سواء بالتصدي للارهاب ام ايصال المساعدات للمحاصرين وخاصة في سنجار و امرلي او انقاذ هؤلاء اللاجئين من الصحاري والوديان والجبال".

&وحذرت من أن "ما تحشد له أميركا هو مقدمة لمشروع احتلال جديد من نوع آخر".. ودعت المسؤولين والحكومة العراقية إلى التصدي لذلك.. محذرة بالقول ان عليهم " ان لا يجبرونا للجوء إلى خيارات تنسجم مع عقيدتنا وتاريخنا فقد قطعا على انفسنا عندما نكون نحن وأميركا في مكان واحد فلابد ان نكون في حالة قتال ولا تعاون والإسلام معها لذا لم يبق امامنا الا ان نتوجه للخيار الصعب الا وهو ترك قواطع العمليات التي يتصدى فيها ابناء كتائب حزب الله لهجمات التكفيريين والقتلة وخاصة في آمرلي وبلد والدجيل وجرف الصخر وغرب بغداد وهذا القرار سيتضرر منه أبناء تلك المناطق بسبب الهجمات البربرية التي ستزداد عليهم بمجرد انسحابنا من مناطقهم".
&
عصائب أهل الحق وكتلة الوفاء للمقاومة

ومن جهتها وصفت حركة عصائب اهل الحق المؤتمر الدولي الخاص بالسلام والامن في العراق الذي عقد في باريس الاثنين بالبائس وغير المجدي. وقال الناطق الرسمي باسم الحركة نعيم العبودي ان العراقيين قادرون على الدفاع عن بلادهم وتحرير مناطقهم واراضيهم المغتصبة من قبل تنظيم داعش الارهابي& ولايحتاجون لتدخل اجنبي في هذا الجانب. وأضاف العبودي في تصريح اليوم ان جميع الفصائل وكتائب المقاومة الإسلامية ترفض رفضاً قاطعاً اي وجود عسكري اجنبي في العراق ولايمكن القبول به.

ومن جانبه هدد فالح الخزعلي النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة عدنان الشحماني بانسحاب كتائب سيد الشهداء وفصائل المقاومة من ساحات القتال في حال تدخل القوات الأميركية وقال إن الأميركيين يريدون خطف ثمار انتصار القوات الامنية والحشد الشعبي بعد تحرير ناحية امرلي وبعض مناطق صلاح الدين وديإلى. وحذر الخزعلي من أن كتائب سيد الشهداء وفصائل المقاومة ستنسحب من ساحات القتال في حال تدخل القوات الأميركية في المحاور التي تقاتل فيها. وقال "ليس لدينا أي اعتراض على المشاركة الجوية للقوات الأميركية بشرط ان يكون هذا بإشراف عراقي".&

منظمة بدر

أما منظمة بدر فقد اعتبرت ان المشروع الأميركي الجديد من خلال التحالف الدولي فإنه يسعى الان إلى الالتفاف على انتصارات القوات الامنية والحشد الشعبي.

وقال زعيم المنظمة هادي العامري "بعد الانتصارات التي تحققت على أيدي أبطالنا من أبناء القوات المسلحة والمدعومة من قبل قوات الحشد الشعبي من مختلف فصائل المقاومة الإسلامية المجاهدة التي لبت نداء المرجعية الرشيدة وتواجدت في ساحات القتال وحققت انتصارات كبيرة ومهمة في أطراف بغداد وسامراء وتكريت وديإلى والعظيم وامرلي وسليمان بيك، وبدأت ملامح النصر المؤزر على داعش واضحة جلية وبدأ هؤلاء المجرمون يذوقون مرارة الانكسار والهرب من أغلب المناطق، برز المشروع الاميركي الجديد وهو يحاول جاهدا الالتفاف على ما حققته هذه القوات البطلة".

وحذر العامري العراقيين من ان هذا المشروع يحمل مخاطر كبيرة على مستقبل العراق وأمنه.. معتبرا ان داعش وجميع المنظمات الإرهابية كالقاعدة وجبهة النصرة هي نتاجات طبيعية وسيئة للسياسات الأميركية الخاطئة.

وقال إن المتضرر الوحيد في المشروع هو الشعب العراقي الذي سيدفع ثمنه من ثرواته ودماء أبنائه. وطالب الشعب العراقي برفض المشروع الأميركي بشكل كامل وتساءل قائلا "أين كان المشروع الأميركي حينما احتلت داعش الانبار والفلوجة ونينوى وتكريت وقتلت المدنيين العزل وهجرت مئات الالاف من أهلها ولماذا بقيت الولايات الأميركية تتفرج على قتل وذبح العراقيين لعدة أشهر".&

ومن جهته قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاثنين ان الولايات المتحدة قررت اعادة هجماتها على العراق بعد ندمها على الانسحاب الصوري الاولي الذي قامت به اخر عام 2011 ودعا انصاره إلى الانسحاب من قتال تنظيم "داعش" في حال تدخل القوات الأميركية في العمليات العسكرية.

وطالب الصدر "الحكومة العراقية بعدم الاستعانة بالمحتل ايا كان ولو بحجة داعش فلا وجود لها الا في المخيلة بل هي صنيعة الاميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية". وأضاف "على المجاهدين في اي منطقة من مناطق العراق المغتصبة في حال تدخل القوات الأميركية او غيرها برا او بحرا بالمباشر او غير المباشر الانسحاب من تلك المناطق بأسرع وقت ممكن فالاستعانة بالظالم ولو على الظالم حرام".

واشنطن وطهران.. تعارض حول التحالف الدولي ضد داعش

وكانت إيران عبرت الاثنين عن رفضها التعاون مع واشنطن في محاربة "الدولة الإسلامية"& لانها تعتبر التحالف الدولي ضد هذا التنظيم غير شرعي وهدفه الفعلي يبقى الاطاحة بالنظام السوري بحسب طهران.

وقال المرشد الإيراني الاعلى اية الله علي خامنئي ان بلاده رفضت طلبا أميركيا للتعاون في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف انه منذ الايام الاولى لهجوم المتطرفين الإسلاميين "دعا السفير الأميركي في بغداد في طلب قدمه لسفيرنا لعقد اجتماع بين إيران وأميركا للبحث والتنسيق بشأن قضية داعش".

وأكد أن "سفيرنا في العراق نقل هذا الموضوع إلى الداخل، حيث لم يعارض بعض المسؤولين عقد مثل هذا الاجتماع الا انني عارضت وقلت اننا لن نواكب الأميركيين في هذه القضية لان لهم نوايا وايادي ملوثة فكيف يمكن ان نتعاون معهم في مثل هذه الظروف". وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري "وجه ايضا طلبا في هذا الصدد إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف بان تعالوا وتعاونوا معنا في قضية داعش الا انه رفض طلبه".&

وأشار إلى أن الأميركيين يسعون وراء ذريعة ما ليكرروا في العراق وسوريا ما يقومون به في باكستان& اذ يخترقون اجواءها رغم وجود حكومة مستقرة وجيش قوي ويقصفون مختلف نقاطها جوا. وأكد ان "هدف أميركا من مشروع محاربة داعش هو التواجد العسكري في المنطقة".
&
&لكن الولايات المتحدة ترفض اي تنسيق مع دمشق بخصوص ضربات جوية في سوريا كما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعا الاثنين المشاركين في مؤتمر باريس إلى دعم قوى المعارضة الديمقراطية في سوريا.