لا تريد فرنسا أن تعطي التنظيم، الذي يعرف باسم "الدولة الإسلامية"، أكبر من حجمه، لذلك قررت اعتماد كلمة داعش في الإشاره إليه، كي لا يعتقد أنصاره أنهم دولة حقيقية. وأكدت الخارجية الفرنسية أن تلك التسمية تثير لغطًا بين الإسلام والإرهاب.

دبي: أثبتت الدبلوماسية الفرنسية مجدداً أنها لا تزال الأقرب إلى صوت العقل والمنطق وإحترام "العقل العالمي"، مقارنة مع غالبية الدبلوماسيات الغربية، وهو ما تجلى في إعتماد الخارجية الفرنسية رسمياً لإستخدام كلمة "داعش" بدلاً من "الدولة الإسلامية"، على المستويين الدبلوماسي والرسمي، مراعاة لبعض الجوانب السياسية والدبلوماسية في المقام الأول، ولأسباب دينية بدرجة ما.

ليسوا دولة حقيقية

فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمام الجمعية الوطنية الفرنسية، الأسبوع الماضي، أن مصطلح الدولة الإسلامية يعطي هذه المجموعة الإرهابية خدمة كبيرة، ويجعلهم يعتقدون بأنهم دولة حقيقية لها وجود فعلي ويمكنها تهديد العالم، والوقوف في وجه الجميع.

ووافق أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية والنواب والوزراء على المنطق الذي تحدث به فابيوس، وفقاً لما أشارت إليه تقارير بثتها قناة فرانس 24.

لغط

كما ألمح فابيوس، وكذلك وسائل الإعلام الفرنسية في تفاعلها مع هذه الخطوة، إلى أن إستخدام مصطلح الدولة الإسلامية يثير لغطاً بين الإسلام والإرهاب، خاصة أن الخطاب العالمي الآن يصف هذا التنظيم بأسوأ الصفات ويتوعده بالتصفية، وهو ما لا يجب أن يختلط بالاسلام الذي لا علاقة له بالفكر الإرهابي.

وبدأت فرنسا في استخدام "داعش" بدلاً من الدولة الإسلامية، ويلاحظ صعوبة النطق نظراً لإختلاف اللغة، فينطقها الفرنسيون "دايش"، وطالب وزير خارجية فرنسا وسائل الإعلام بالسير على خطى الخارجية، واستخدام كلمة "داعش"، والتي تعني "تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وشمال العراق" بدلاً من "الدولة الإسلامية".

كما ذهبت وسائل الإعلام الفرنسية، وعلى رأسها موقع "فرانس 24"، إلى أن كلمة داعش تحمل نغمات ومعاني سلبية في الثقافة العربية، وهو أمر جيد في التعامل مع المجموعة الإرهابية التي تورطت في أعمال أثارت غضب العالم في الأسابيع الماضية، مما إستدعى تكوين تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وبعض القوى الأوروبية والغربية، وبمشاركة عربية للوقوف في وجه تنظيم "داعش" الإرهابي والقضاء عليه.