يتحضر النظام القضائي الألماني لخوض معارك قانونية ومواجهات تحديات فريدة من نوعها خلال محاكمة ألمان عائدين من الجهاد في سوريا، ضمن صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.


القاهرة: بعد عودة عدد من الإسلاميين المتشددين مرة أخرى إلى ألمانيا، عقب مشاركتهم في الجهاد الذي يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، يتحضر النظام القضائي الألماني لخوض معارك قانونية وعدد لا يحصي من التحديات خلال الفترة المقبلة.

رأسًا على عقب

استهلت مجلة دير شبيغل الألمانية تقريرًا مطولًا لها بقصة الشاب المسلم الذي يدعى كريشنيك بي، الذي كان يلعب في أحد أندية كرة القدم& في دوري القسم الثاني بألمانيا، ويمتلكه رجل أعمال يهودي، ولم يكن لديه أدنى مشكلة في ارتداء قميص الفريق وعليه بعض الحروف العبرية ونجمة داوود، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب، فيقرر بعد مرور 3 أعوام له في النادي أن يبتعد عن كرة القدم وملاعبها، ويتجه إلى المشاركة في الأنشطة الجهادية بساحات القتال.

وبالفعل سافر ليلتحق بتنظيم الدولة الإسلامية كي يشارك في أعمال قتالية في إطار ما يتم الترويج له على أنه جهاد في سبيل إقامة خلافة إسلامية بالشرق الأوسط.

ليست الأولى

تحولت فترة الأشهر الخمسة التي قضاها كريشنيك ( 20عامًا) في سوريا للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية إلى موضوع قضية، بدأ ينظرها القضاء في فرانكفورت الاثنين الماضي.

وظهر كريشنيك في القفص ليواجه اتهامات متعلقة بانضمامه لمنظمة إرهابية وبالتحضير للقيام بعمل تخريبي عنيف. وعلقت على ذلك دير شبيغل بقولها إن محاكمته تعد الأولى التي يظهر فيها مقاتل منتمي لتنظيم الدولة الإسلامية أمام إحدى المحاكم في ألمانيا.

وأضافت المجلة أن تلك المحاكمة لن تكون الأخيرة، لأن الجهاديين الذين غادروا البلاد متجهين لسوريا ومؤيدي الدولة الإسلامية في ألمانيا يزيد عددهم عما كان وقت الحرب بأفغانستان.

الحرب المقدسة

وأضافت المجلة أن هناك ما يقرب من 140 تحقيقًا تتابعها السلطات في ألمانيا بخصوص مقاتلي الدولة الإسلامية أو أتباعهم. واللافت أن هذا العدد آخذ في التزايد، ما يعني أن القضايا التي ستنظر أمام القضاء الألماني خلال الفترة المقبلة ستكون كثيرة وعديدة.

في غضون ذلك، يفكر الساسة في بعض الطرق التي يمكنهم الاستعانة بها لمنع الجهاديين ووسائلهم الدعائية الجريئة على نحو متزايد من الترويج لفكرة "الحرب المقدسة".

وكان كريشنيك بي قد بعث بخطاب إلى شقيقته أثناء رحلته الجهادية في سوريا قال فيه: "لا يهمني في الواقع أي الجماعات التي انتهي بي الحال للقتال معها، فأكثر ما يعنيني هو أني أقاتل من أجل الشريعة، وبات بوسعي القيام بالعديد من الأشياء في سبيل الله".

تحديات فريدة

وعن تلك التحديات التي تجابهها ألمانيا بهذا الخصوص، نقلت المجلة عن مسؤولين من مكتب المدعي العام الفيدرالي قولهم إن كثيرًا من تلك القضايا تستمر لأكثر من عام، وهو ما يجعلها تمثل "تحديات فريدة من نوعها في ما يتعلق بإجراء التحقيقات الجنائية".

وقالت المجلة إن المدعين الفيدراليين سبق لهم أن حذروا اخيرًا بشكل غير رسمي، أنه في حالة زيادة عدد هذه القضايا، ستحدث حالة من الإرباك عاجلًا أم آجلًا داخل مكتب المدعي العام.

كما يواجه الساسة وصناع القرار في ألمانيا تحديًا آخر، يتمثل في أنهم لا يعلمون ما الذي كان يفعله في سوريا كل شخص من 120 شخصًا عادوا إلى ألمانيا حتى الآن، حيث لا تتوافر لديهم معلومات بشأن ما إذا كانوا يقاتلون هناك أم لا، ومع مَن كانوا يقاتلون.