صنعاء: قتل حوالى 40 شخصا في اشتباكات دارت الخميس في الضاحية الشمالية الغربية لصنعاء بين المتمردين الحوثيين الشيعة والجيش، فيما يتابع مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر في محافظة صعدة (شمال) محادثاته مع زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي الذي قصف انصاره مساء التلفزيون الحكومي.

ومساء الخميس أعلنت سلطات الطيران اليمني ان "شركات الطيران العربية والأجنبية قررت تعليق رحلاتها إلى صنعاء لمدة 24 ساعة نظراً الى المستجدات التي تشهدها العاصمة"، بحسب ما أفادت وكالة الانباء الرسمية "سبأ".

ونقلت الوكالة عن الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد ان "شركات الطيران ستقوم بإعادة التقويم لاحقاً في استمرار التعليق أو استئناف الرحلات وفقاً لطبيعة الأجواء الأمنية في العاصمة صنعاء".

ودفع تقدم المتمردين الحوثيين في الاحياء الشمالية لصنعاء بالرئيس عبد ربه منصور هادي الى ترؤس اجتماع استثنائي للجنة العسكرية والأمنية العليا للتباحث في "التطورات الناتجة من الحشود الحوثية وتفجير الأوضاع باتجاه العاصمة صنعاء وما حولها وما يمثله ذلك من تهديد الامن والاستقرار والسكينة العامة، الأمر الذي يتنافى مع ما يتم حالياً من جهود وحوارات من أجل التسوية السياسية للأزمة الراهنة"، بحسب سبأ.

وفي صعدة، معقل الحوثيين في اقصى شمال البلاد، تابع مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر محادثاته للدفع نحو التوصل الى اتفاق تسوية يجنب البلاد الحرب الاهلية، وقد اجرى لهذه الغاية مباحثات جديدة مساء الخميس مع عبد الملك الحوثي، الا انها لم تفض الى نتائج ملموسة. وقال مصدر مطلع على المحادثات لفرانس برس "لم يتم احراز تقدم".

ميدانيا، افادت مصادر محلية وشهود عيان ان اشتباكات اندلعت بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في شارع الثلاثين، الذي يربط بين ضاحية شملان وجامعة الايمان في الضاحية الشمالية الغربية لصنعاء. وجامعة الايمان تابعة للشيخ عبدالمجيد الزنداني، وهو من قياديي التجمع اليمني للاصلاح ويمثل التيار السلفي المتشدد هذا الحزب الاسلامي، الذي يعد من اهم اعداء الحوثيين.

وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان "اكثر من 38 شخصا قتلوا، واصيب عشرات آخرون بجروح في صفوف المتقاتلين". واكدت مصادر طبية هذه الحصيلة. وسقطت غالبية القتلى، وبينهم 9 جنود، في المعارك التي اندلعت اثر كمين نصبه مسلحون قبليون لقافلة من المتمردين الشيعة في شارع الثلاثين الذي يصل بين ضاحية شملان وجامعة الايمان الاسلامية، بحسب ما اضافت المصادر نفسها.

وأضاف المصدر الامني أن "المسلحين القبليين أسروا حوالى ثلاثين من جماعة الحوثي، واستولوا على أسلحتهم وثلاث سيارات تابعة لهم". ومساء الخميس اطلق الحوثيون قذائف على مبنى التلفزيون الحكومي، كما افاد سكان. ورد الجيش المتمركز في محيط المبنى على مصادر النيران ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين حول المبنى. ولم يؤد القصف الى توقف بث التلفزيون، الذي اكد مساء الخميس ان الحوثيين لا يزالون يقصفون المبنى.

وافاد شهود عيان ان سيارات الاسعاف كانت لا تزال حتى المساء تشاهد في شارع الثلاثين. وشارع الثلاثين مغلق والحركة فيه متوقفة تماما، فيما تسجل حركة نزوح للاهالي من المنطقة بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

وكانت منطقة شملان في الضاحية الشمالية شهدت في اليومين الاخيرين معارك عنيفة بين الحوثيين والقبائل الموالية للتجمع اليمني للاصلاح والمدعومة من الجيش اسفرت عن مقتل 43 شخصا على الاقل يومي الثلاثاء والاربعاء. وشهدت منطقة شملان حركة نزوح كثيفة. واتخذ مناصرو الشيخ الزنداني تدابير مشددة داخل جامعة الايمان، حيث اقاموا المتاريس.

واتت زيارة بن عمر لصعدة على وقع توتر شديد يسود اليمن مع مواجهات بين الحوثيين وخصومهم، خصوصا في منطقة صنعاء وفي محافظة الجوف الشمالية. وينشر الحوثيون الالاف من انصارهم، بينهم مسلحون، في صنعاء ومحيطها منذ ان اطلق عبدالملك الحوثي تحركا احتجاجيا تصاعديا في 18 اب/اغسطس للمطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود.

وفشلت المساعي حتى الآن في ابرام اتفاق تسوية بدا في الايام الاخيرة وشيكا مع موافقة الرئيس عبدربه منصور هادي على تشكيل حكومة جديدة وخفض اسعار الوقود بما يؤدي الى حسم اكثر من نصف الزيادة السعرية التي اعتمدت في نهاية تموز/يوليو.
&