حذّرت مرجعية المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني من استغلال الدعم الخارجي للعراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية للهيمنة الخارجية والمساس باستقلال وسيادة العراق&ودعت الوزراء الجدد إلى العمل على مكافحة الفساد والتخلص من حزبيتهم لصالح البلاد ومواطنيها.&



لندن: دعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) اليوم، القادة السياسيين في العراق الى أن يكونوا على مستوى اليقظة والحذر، للوقوف بوجه محاولات استغلال المساعدة الخارجية التي تقدم للبلاد لمحاربة "داعش" للمساس باستقلال القرار السياسي والعسكري للعراق، وان لا يتخذ التنسيق والتعاون مع هذا الجهد الدولي ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي على مجريات الأحداث، خصوصًا العسكرية والميدانية . وأشار إلى انه برغم حاجة العراق لمساعدة الاشقاء والاصدقاء في محاربة ما يواجهه من الإرهاب الا ان الحفاظ على سيادته واستقلال قراره يحظى باهمية بالغة يجب الحفاظ عليها.
&
واشار إلى أن الحاجة إلى التعاون الدولي لمحاربة داعش لا تعني عدم قدرة ابناء العراق وقواته على مواجهة هذا التنظيم، فقد اثبتت الشهور الماضية أن ابناء هذا البلد قادرون& على الوقوف بوجهه &ودحره وان طالت المعركة. وطالب قوات الجيش وطيرانه إلى دعم ابناء الضلوعية قرب بغداد "والوقوف إلى جانبهم في محاربة هذه العصابات التكفيرية وفك الحصار عن مدينتهم".
&
وقال إن الجهد العسكري وإن كان مؤثراً في الحد من الإرهاب، إلا انه لوحده ليس كافيًا للقضاء عليه ولذلك لا بد من معالجة الجذور الأساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في عدة دول... موضحا ان الفكر المتطرف الذي يقصي الآخر ولا يقبل بالتعايش السلمي جرى الترويج له ودعمه عن طريق الآلاف من المؤسسات والدعاة خلال عقود مضت وهو العامل الاساس لما ابتليت به المنطقة والعالم من الإرهاب .
وأشار إلى خطورة تمدد رقعة هذا التنظيم إلى اكثر من دولة وبشاعة جرائمه ووحشيتها وانتهاكاته لجميع القيم الانسانية والدينية وعدم استثنائه& احدًا من اعماله المخزية ولا سيما الاقليات الدينية وامكانية امتداده إلى دول ومناطق اخرى.
&
وشدد معتمد السيستاني على ضرورة العمل من اجل معالجة المناشئ الفكرية والثقافية لهذه الظاهرة الخطيرة بالإضافة إلى مواجهة ما يمتلكه المتطرفون من وسائل اعلامية عالمية وتجفيف منابع الاموال الطائلة التي تدعم انشطتهم وذلك حتى يمكنَ ايقاف هذه الظاهرة وتأثيراتها الخطيرة على دول المنطقة والعالم. كما دعا الأجهزة الأمنية المكلفة إلى وضع الخطط المناسبة لمواجهة العمليات الإرهابية وان لا يقتصر اهتمامها على المدن الساخنة وانما إلى المدن الاخرى وخاصة المقدسة منها المعرضة ايضا لهذه الاعمال الإرهابية. &
وكان اجتماع عقده الرئيس العراقي فؤاد معصوم للرئاسات الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة &ضم نوابه ورئيس الوزراء ونوابه ورئيس البرلمان ونائبيه قد اكد امس على ضرورة عدم تأثير الدعم الدولي للعراق لمواجهة داعش على سيادة البلاد ووحدتها وبالإتفاق مع الحكومة العراقية ولا يربط العراق بتكتلات سياسية، إقليمية أو دولية.
&
دعوة الوزراء الجدد لمكافحة الفساد والتخلص من حزبيتهم لصالح الوطن
وحول مباشرة وزراء حكومة حيدر العبادي الجديدة مهامهم، فقد دعاهم معتمد المرجعية إلى معالجة &الاخفاقات السابقة التي حصلت في العديد من الوزارات ودراسة اسبابها وتقويم النجاحات التي حصلت في بعضها الآخر والاستفادة منها وتطويرها.&
&
كما طالب هؤلاء الوزراء الجدد بالجدية في مكافحة الفساد بكل أشكاله، ومحاسبة المقصرين وعدم المجاملة في ذلك لمجرد انتماء الوزير لكتلة معينة او حزب بعينه وفي الوقت نفسه مكافأة وتشجيع المتميزين والمبدعين والمخلصين في عملهم. وأكد ضرورة الاستعانة بأهل الاختصاص والخبرة والكفاءة والاخلاص ومنحهم الصلاحيات وتكليفهم إدارة المواقع المهمة .. وشدد على اهمية ان لا يكون المعيار في اختيار الاشخاص لمواقع المسؤولية المهمة هو اتنماءاتهم السياسية او المناطقية وانما اعتبار الخبرة وحسن الادارة والشجاعة في اتخاذ القرار .. واشار إلى قيام بعض الوزراء السابقين باستبدال اصحاب الكفاءة ممن يشغلون مواقع ادارية مهمة بأشخاص آخرين لمجرد انتمائهم للحزب او الكتلة او المنطقة او العشيرة التي ينتمي اليها الوزير. وطالب الوزراء الجدد ايضا بالتواجد الميداني المستمر والاطلاع على معوقات العمل ومعايشة الموظفين في مهامهم وعملهم والانفتاح على المواطنين للاطلاع عن كثب على احتياجاتهم ومشاكلهم.&
&
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعهد لدى اعلان حكومته في الثامن من الشهر الحالي بالعمل على القضاء على الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة كواحد من اهم الملفات والركائز التي سيعتمدها خلال الفترة المقبلة.
&
&