تسرد مارغو ووليك العاملة في مقر الزعيم النازي أدولف هتلر، أسرار عملها وما كانت تشعر به عند تأدية وظيفتها المتمثلة بتذوق طعام هتلر للتأكد من أنه خال من السم. وكان "فريق المتذوقات" يضم الى جانب ووليك 15 امرأة أخرى.


بيروت: بعد 96 عاماً، قررت مارغو ووليك أن تكشف أسرار وجودها في مقر الزعيم النازي أدولف هتلر، وخوفه الدائم من التعرض للاغتيال بدس السم في طعامه، فتشرح كيف أرغمت على الانضمام مع 15 امرأة أخرى الى "فريق المتذوقات" لتناول طعام هتلر قبل أن يقدَّم اليه.
&
على الرغم من أنها لم تره بعينيها إطلاقاً، تقول مارغو ووليك إنها خاطرت بحياتها من أجله كل يوم، ورغماً عنها. خلال وظيفتها القسرية هذه، كانت تواجه احتمال الموت كل يوم، كما انها اطلعت على الكثير من أسراره وقررت ان تكسر صمتها الطويل وتكشف عن بعض ما عايشته في مقر إقامة الزعيم النازي.
&
مارغو هي الناجية الوحيدة من تجربة "تذوق الطعام"، التي كانت ترغم عليها قبل ساعة بالضبط من موعد أكل هتلر، لكي يعرف المسؤول الشخصي عن حمايته ما إذا كان الطعام مسموماً أم لا. &كما أن هتلر كان نباتياً واقتصر طعامه على البقول والمعكرونة والأرز والخضار.&
يشار إلى أن ووليك كانت واحدة من بين 15 فتاة يعملن في حراسة مشددة بخدمة هتلر في المقر الخاص به أثناء الحرب العالمية الثانية، وهي الوحيدة من بين زميلاتها التي ظلت على قيد الحياة بعد ان تم إعدامهن رمياً بالرصاص على يد الجيش الأحمر عام 1945.
&
بكاء بعد كل طبق
"مع كل وجبة أكلتها... كنت أشعر بأنها الأخيرة في حياتي"، تقول مارغو لصحيفة الـ "تليغراف"، مشيرة إلى أنها كانت ترغم على إنهاء طبقها ثم الانتظار ساعة كاملة وهي تنتظر الموت حتى تكتشف بعدها ان الطعام غير مسموم وبالتالي يمكن تقديمه لهتلر.
وأضافت: "كنا عرضة للموت في كل دقيقة نقضيها في خدمته. كنت في الخامسة والعشرين من عمري حينها وأتذكر أننا كنا ننفجر بالدموع ونبكي مثل الكلاب لأننا ما زلنا على قيد الحياة".
&
عملت رغما عنها
ولدت وورليك في مدينة برلين عام 1917، وهي ابنة موظف في السكك الحديدية الألمانية، لكنها أرغمت مع وصول النازيين إلى السلطة في عام 1933 على الانتقال إلى مقر هتلر المعروف بـ "وكر الذئب" حيث عاشت أقسى أيام حياتها.&
وعملت ووليك بتلك الوظيفة رغماً عنها بعد أن تركت منزل زوجها عقب تجنيده في الجيش وانتقلت إلى بلدة والدتها، فأجبرها رئيس البلدية على العمل تحت إجراءات أمنية مشددة، إلى أن هربت بمساعدة ضابط صديق لها استطاع &وضعها على أحد القطارات المتوجهة إلى برلين.
&
بعد هروبها بقيت مارغو على وفائها لزوجها الذي عاد بعد سنوات. لكن الأهوال والفظائع التي عايشها كل منهما تركت في نفسيهما آثارا بالغة أدت في النهاية إلى انفصالهما. واليوم تعيش مارغو وحيدة مع ذكرياتها وما زالت الكوابيس تلاحقها كلما غفت، في حين توفي زوجها قبل 24 عاماً.
&
&
&