انتقد خطيب جمعة طهران، آية الله أحمد جنتي، التحالف الذي يشكله الغرب لمواجه تنظيم "داعش" الإرهابي، معتبرًا أنه ليس إلا أكذوبة ومكيدة جديدة، بينما قال الرئيس الإيراني إن سقوط المقدسات خط أحمر بالنسبة إلى طهران.


نصر المجالي: كعادة الخطباء الإيرانيين، فإن جنتي، وهو أمين عام مجلس صيانة الدستور، لم ينس أن يضيف المملكة العربية السعودية إلى قائمة اتهاماته، وانتقد التحالف الغربي لمحاربة الإرهاب، متسائلًا "من قام بتأسيس داعش غير أميركا والكيان الإسرائيلي والسعودية، ومن أين لداعش هذه الأموال الطائلة؟!"، بحسب جنتي.

وأشار جنتي إلى أسبوع الدفاع المقدس ذكرى الحرب المفروضة على إيران إبان الثمانينات من القرن الماضي، معتبرًا أن نية الشباب الإيراني للدفاع عن الوطن كانت خالصة لوجه الله تعالى. وأكد أمين عام مجلس صيانة الدستور أهمية تعريف الشباب بمبادئ الدفاع المقدس، حيث إن من شأن ذلك أن يحصّن الشباب من الثقافة الغربية، مشيرًا إلى دور وسائل الإعلام بهذا الخصوص.

الجهاد الأكبر
واعتبر خطيب جمعة طهران أن المرحلة الراهنة بمثابة الجهاد الأكبر، حيث يتعيّن الحفاظ على دماء الشهداء، منوهًا بأن المرحلة الراهنة تشهد تهديدات للأعداء الذين يحاولون تشويه وتحريف عقائد المسلمين وشيوع المنكر للحد من نمو القوى الثورية في البلاد.

وأضاف إنهم شكلوا تحالفًا من 28 دولة تحت اسم محاربة "داعش"، وقال متوجهًا إليهم: لعنكم الله، من أوجد "داعش" ومن ساعدها؟، ومن لا يدري من أين تأتي أسلحتهم؟.
وتابع خطيب الجمعة في طهران يقول إنهم يقولون إنهم يريدون محاربة "داعش"، الكل يعرف بأنهم يكذبون، لكنهم لا يستحون عندما يكذبون، مضيفًا إن الاجتماع الذي عقدوه انتهى من دون نتيجة، وسيبقي بلا نتيجة حتى النهاية، وهم يفضحون أنفسهم.

وختم خطيب جمعة طهران خطبته بالتنويه بحراك حركة (أنصار الله) في اليمن، وهم الحوثيون، معتبرًا الحراك بأنه لمواجهة الاستبداد الداخلي في البلاد.

حديث روحاني
إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن عملية مكافحة الإرهاب يجب أن تتم عبر شعوب وحكومات المنطقة، مشيرًا إلى أن زمن اتخاذ القوى الكبرى القرارات بدلًا من الشعوب قد ولى، وأن إيران تعتبر سقوط المقدسات الدينية في العراق بيد الإرهابيين خطًا أحمر. وأضاف الرئيس روحاني في حديث خاص مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، ونقلت وكالة (فارس) مقتطفات منه، إن الإرهاب بأي شكل من الأشكال هو تهديد للأمن والسلام والحياة والتنمية.

وأكد ضرورة الاهتمام بجذور الإرهاب لدى محاولة التصدي له، وقال إن شعوب وحكومات المنطقة هي أدرى بعلل الإرهاب من أناس يبعدون آلاف الكيلومترات عن المنطقة، وهذا هو سبب فشل مكافحة الإرهاب.

وأوضح إنه إذا أراد الآخرون حل قضية الإرهاب عليهم المساعدة في هذا الشأن، وليس قيادة عمليات مكافحة الإرهاب، فهذا شأن شعوب وحكومات المنطقة. وأعرب روحاني عن أسفه لانتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة وتضرر الملايين من الناس بسبب الإرهابيين الذين يعيثون في المنطقة فسادًا.

ورفض الرئيس روحاني أن يكون فعل هؤلاء الإرهابيين من الإسلام بشيء، وقال إن الإسلام بريء من أفعال هؤلاء، مشددًا على أنه من وجهة نظر الإسلام، فإن قتل إنسان واحد بريء بمثابة قتل الناس جميعًا. وقال إنه لا معنى للأعمال الوحشية التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون، وإن لا هدف من ورائها إلا تحقيق أجندات الآخرين وأهداف الإرهابيين أنفسهم.

وأشار الرئيس الإيراني إلى فشل أميركا في مكافحة الإرهاب، وقال إن الخطوة الأولى على طريق مكافحة الإرهاب هي تضييق الخناق على الإرهابيين من خلال عدم السماح للآخرين بالاستفادة منهم وإفساح المجال لهم للدخول إلى المنقطة وتجفيف منابعهم.

ورفض أن تكون الضربات الجوية كافية للقضاء على الإرهاب، وقال إن هذا الإجراء لم يفعل شيئًا في أفغانستان وباكستان، وحتى لو كانت هناك ضرورة لهذا الأمر، فيجب التنسيق بشأنه من شعب وحكومة ذلك البلد. وأوضح أنه بدون هذا التنسيق حينها يمكن إطلاق لفظ العدوان على هذا العمل.

بغداد وسامراء
وتساءل روحاني عن القوة التي حالت دون سقوط بغداد وسامراء بيد "داعش"، وقال في الوقت الذي دفع الشعب العراقي شر "داعش" عن بغداد كانت أميركا تقول حينها إنها لا تريد التدخل في العراق.

وتساءل الرئيس روحاني: "الإرهابيون الذين يرتكبون الجرائم في العراق ألم يكونوا يرتكبون هذه الجرائم في سوريا؟، وهل هناك فرق بين هذه الجرائم؟، وهل تغير الجغرافيا يغير طبيعة الإرهاب؟، إن الإرهاب يجب أن يدان في كل منطقة في العالم. ووصف روحاني الائتلاف الذي تم تشكيله لمكافحة الإرهاب بالمضحك، وقال إن هذا الائتلاف يضم دولًا داعمة للإرهابيين.

وأوضح أنه من السهل جدًا معرفة الدول التي دعمت وغذت وموّلت وجندت الإرهابيين في العراق وسوريا، منوهًا بأن إيران تتخذ موقفًا مبدئيًا من الإرهاب، لأنها من أكبر ضحاياه، وأنها تنظر بعين الشك إلى الائتلاف القائم لمكافحة الإرهاب.

مستشارون عسكريون
وحول وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في العراق، قال إن إيران قدمت مساعدة طلبتها الحكومة العراقية وبالتنسيق الكامل معها. وأوضح أنه اتصل برئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالكي، فور دخول "داعش" إلى الموصل، و"قلنا له إن إيران على استعداد لتقديم أية مساعدة يطلبها العراق". وأكد أن إيران لا تسمح بسقوط بغداد أو النجف أو كربلاء بيد الإرهابيين، فهذا الأمر يعتبر خطًا أحمر بالنسبة إلى إيران.

ورفض روحاني تواجد أية قوات برية لأميركا في العراق، لأن مثل هذا التواجد لا فائدة من ورائه، وكان العراق يشهد الكثير من التفجيرات عندما كانت القوات الأميركية على أراضيه، وهذه القوات عجزت عن السيطرة على مدينة مثل الفلوجة، فكيف يمكنها الآن أن تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي وتحررها من أيدي الإرهابيين.

&