فيما أعلن مجلس الأمن الدولي دعمه للعراق في حربه ضد داعش، بحثت الولايات المتحدة وايران هذا الاسبوع التصدي للجهاديين، وذلك على هامش المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني.


واشنطن: بحثت الولايات المتحدة وايران هذا الاسبوع التصدي لجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، وذلك على هامش المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، كما اعلنت الدبلوماسية الاميركية الجمعة.

واعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جيف رثكي ان "المباحثات حول التهديد (الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية) جرت على هامش المحادثات" حول البرنامج النووي الايراني التي جرت الاربعاء والخميس في نيويورك بين الدول الست الكبرى وطهران.

واوضح الدبلوماسي ان هذه المحادثات بين واشنطن وطهران حول العراق والتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية "منفصلة" عن المداولات بشان النووي، علما بانها حصلت سابقا اثناء جولة مفاوضات في فيينا.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اكد بنفسه الاثنين في باريس معارضته اي "تنسيق عسكري" مع ايران، وهي عدوة تنظيم الدولة الاسلامية ايضا، لكنه يؤيد مواصلة "المحادثات الدبلوماسية" مع الجمهورية الاسلامية حول هذا الملف.

ويبدو ان اطار المفاوضات حول النووي يناسب الدولتين لبحث المعركة ضد الجهاديين المتشددين السنة الذين يعيثون في العراق وسوريا فسادا.

ومن غير الوارد لدى الاميركيين اعتبار الايرانيين بمثابة اعضاء في التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الاسلامية بسبب دعم ايران العسكري للنظام السوري.

ولا تقيم الولايات المتحدة وايران علاقات دبوماسية منذ 1980، لكن البلدين يتقاربان منذ سنة في اطار الملف النووي.

مجلس الامن الدولي يدعم بغداد
دعا مجلس الامن الدولي الجمعة الى دعم بغداد في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك في بيان تبناه اجتماع وزاري برئاسة وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وحض البيان "المجتمع الدولي (...) على تعزيز وتوسيع عملية دعم الحكومة العراقية في تصديها للدولة الاسلامية والمجموعات المسلحة المرتبطة بها". وندد المجلس "بقوة بالهجمات التي تشنها تنظيمات ارهابية بينها ما ينشط تحت اسم +الدولة الاسلامية في العراق والشام+ في العراق وسوريا ولبنان"، مشددا على "ان هذا الهجوم الواسع النطاق يشكل تهديدا كبيرا للمنطقة".

واكد ايضا "ضرورة ان تشارك كل فئات المجتمع العراقي في العملية السياسية (في العراق) واجراء حوار سياسي". ويشارك في الاجتماع الوزاري ثلاثون وزيرا ووزير خارجية بينهم وزراء خارجية ايران والعراق وفرنسا فضلا عن اخرين يمثلون الدول التي انضمت الى تحالف واشنطن ضد التنظيم المتطرف (بريطانيا وكندا واستراليا وقطر والاردن والمانيا والامارات العربية المتحدة وتركيا ومصر).

وقال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري امام المجلس ان "المساعدة العسكرية والاقتصادية والمالية للعراق يجب ان تستمر لدعم الهجوم العراقي المضاد ضد الدولة الاسلامية". واضاف ان "مقاتلة هؤلاء الارهابيين في العراق ومنعهم من نشر الشرور هما في مصلحة العالم اجمع". واكد كيري "اقتناعه التام باننا نستطيع التغلب على تهديد الدولة الاسلامية عبر حملة عالمية"، مضيفا ان "تمثيل هذا العدد الكبير من البلدان هنا يثبت ضرورة ان ندعم جميعا الحكومة العراقية الجديدة وان نضع حدا للهمجية المطلقة التي تمثلها الدولة الاسلامية".

واذ عدد التزامات اعضاء التحالف، اوضح كيري ان "هناك دورا لكل البلدان تقريبا بما فيها ايران"، ملاحظا مشاركة نظيره الايراني في اجتماع المجلس. وكان اسم ظريف مدرجا على لائحة المتكلمين ولكن حل محله نائبه عباس عرقجي، الذي قال ان تنظيم الدولة الاسلامية "ليس اسلاميا، ولا دولة، ولكن منظمة ارهابية"، ونسب ايضا تصاعد قوة الدولة الاسلامية الى "مغامرات عسكرية"- اشارة الى الحرب في العراق- والى "دعم بعض الاطراف في المنطقة"، في اشارة الى دول الخليج. واضاف ان الدولة الاسلامية "تحولت الى غول يهدد من اوجده".

وتعتبر طهران ان اي هجوم على الجهاديين يجب ان يحترم الشرعية الدولية، وان يتم بالتعاون مع السلطات المحلية. وقال عراقجي ايضا ان "اي استراتيجية تضعف هذه السلطات بمن فيها الحكومة السورية مصيرها الفشل". واكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "داعش لا تتمتع بشرعية دولة ولا تمثل الاسلام"، داعيا الى "التصدي لقتلة داعش والحاق الهزيمة بهم".

واذ لفت الى ان فرنسا "تحملت مسؤولياتها" عبر شنها الجمعة ضربات جوية في العراق ضد الجهاديين، ذكر بمعارضة باريس للحرب في العراق التي شنها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش العام 2003. وقال فابيوس "في العام 2003، التحرك ضد العراق ادى الى تقسيم هذا المجلس. في العام 2014، التحرك من اجل العراق وضد ارهابيي داعش هو واجب علينا جميعا".

تدريب المعارضة السورية سيستغرق أشهرا

في سياق متصل، اعلن البيت الابيض الجمعة ان تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة للتصدي لجهاديي الدولة الاسلامية سيستغرقان "اشهرا"، وذلك غداة موافقة الكونغرس على هذا الامر.

وقالت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس باراك اوباما "سنتحرك في اسرع وقت ممكن بالشراكة مع الدول التي ستستضيف مراكز التدريب".

واضافت "انها عملية ستستغرق اشهرا. هذا لن يتم بين ليلة وضحاها".

وتابعت رايس "انه برنامج تدريب جدي ونريد ان نكون واثقين باجراء عمليات التحقق الضرورية في ما يتعلق بالناس الذين سندربهم ونسلحهم".

وقالت ايضا "ليست هذه عملية يتوقع ان تؤتي ثمارا على الفور"، مؤكدة انها لا تستطيع تحديد جدول زمني لها.

وتلحظ الخطة التي وافق عليها الكونغرس الاميركي مساء الخميس تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة بهدف محاربة مقاتلي الدولة الاسلامية في سوريا، وخصوصا بعد تاكيد اوباما انه لن يرسل جنودا اميركيين الى ميدان القتال سواء في العراق او سوريا.