واشنطن: واجه الرئيس الاميركي باراك اوباما شكوكا متنامية في الولايات المتحدة حول رفضه ارسال قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، حتى ان البعض وصفوا هذا الخيار بانه غير مقنع وغير واقعي.

&وانتقد اعضاء جمهوريون في الكونغرس بشدة هذا الجزء من استراتيجية اوباما معتبرين ان توجيه ضربات جوية لا يكفي للتصدي ل"الجهاديين" نظرا الى غياب اي قوة معارضة قابلة للاستمرار في سوريا وضعف الجيش في العراق.
&
وانتقد مسؤولون عسكريون سابقون ايضا عرض هذا الخيار علنا لان ذلك قد يفسر على انه ضعف أكان من قبل العدو او من قبل الحلفاء.
&
وذكر جنرال البحرية المتقاعد جيمس ماتيس رئيس القيادة الاميركية المكلفة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الخميس لاعضاء في الكونغرس انه لا ينبغي "القول للاعداء مسبقا ما سنفعله".
&
واضاف ماتيس "كلما خففنا من وضع القيود (لهذه الاستراتيجية) كلما استطعنا رؤية دول اخرى تساهم فيها كليا".
&
وقد وجهت ادارة اوباما ايضا رسائل لم تكن شديدة الوضوح على الدوم حول الطريقة المقررة ل"تدمير" تنظيم الدولة الاسلامية، فيما ابدى مسؤولون في الماضي خلافاتهم حول فكرة التدخل في سوريا.
&
وتحدث اعلى مسؤول عسكري اميركي الجنرال مارتن دمبسي رئيس هيئة اركان الجيوش وبهذه الصفة المسستشار العسكري الاول لاوباما، هذا الاسبوع عن امكانية ان يشارك بعض "المستشارين" العسكريين في العراق في القتال.
&
الا ان البيت الابيض اسرع في التخفيف من هذه التصريحات مذكرا بان الاستراتيجية تقضي بتوجيه ضربات جوية اميركية وتقديم مساعدة -بدون ارسال قوات الى الارض- للقوات المسلحة العراقية.
&
وقد استقبل وزير الدفاع تشاك هيغل ووزير الخارجية جون كيري بجفاء من قبل اعضاء في الكونغرس اثناء جلسات استماع الخميس، فندد المحافظون باستراتيجية خجولة جدا فيما حذر الديمقراطيون من حرب جديدة لا يمكن كسبها في العراق.
&
وتساءل السناتور الجمهوري بوب كوركر عن كيفية ان يصبح معارضون معتدلون "غير فاعلين" في سوريا عماد الاستراتيجية الاميركية في هذا البلد، فيما اعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين ان اوباما يسيء الى مشروعه مع استبعاد امكانية ارسال جنود للقتال.
&
وقال ماكين "مع استمرار التكرار بان الولايات لن ترسل +مقاتلين الى الارض+ يوقع اوباما نفسه في الشرك".
&
ويعتبر ماكين الذي يؤيد منذ فترة طويلة فكرة التدخل في سوريا، ان استراتيجية البيت الابيض لا يمكن ان تحفز المعارضين المعتدلين في سوريا الذين يتمثل هدفهم النهائي باطاحة نظام الرئيس بشار الاسد وليس تنظيم الدولة الاسلامية.
&
واضاف ماكين "لا يمكنكم ان تطلبوا من اناس الذهاب للقتال والموت بدون ان تعدوهم بالذهاب لهزم عدوهم، وهزمه على الفور. لا يمكنكم ان تطلبوا منهم التريث حتى هزم الجهاديين في (تنظيم) الدولة الاسلامية".
&
كذلك عبر بعض حلفاء الولايات المتحدة ايضا عن القلق.
&
وقال المحلل ديفيد آرون ميلر في مجلة فورين بوليسي ان دولا عربية تتساءل ان كان بامكان المعارضين السوريين المعتدلين ان يكونوا فاعلين، وتشكك في امكانية ان يتراجع الجيش العراقي الشيعي عن ميله للتعصب كما "تتساءل حول القوة الاميركية في المكان".
&
واعتبر ميلر من مركز وودرو ويلسون الدولي &للابحاث انه رغم ان بعض العمليات الاميركية يمكن ان "تزعزع" تنظيم الدولة الاسلامية فان بروز الجهاديين يجد جذوره في انقسامات سياسية ودينية لا يمكن حلها سوى بتحركات خارجية.
&
واضاف ان اي ائتلاف دولي لن يتمكن من تدمير تنظيم الدولة الاسلامية "وحدهم السوريون والعراقيون يمكنهم فعل ذلك".
&
ويرى انطوني كوردستمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي قدم النصح للبنتاغون انه لا يوجد اي خيارات خالية من المخاطر نظرا الى السياسة الطائفية المتبعة في العراق التي تخرج عن سيطرة الولايات المتحدة.
&
والجدل السياسي الدائر في واشنطن "مبسط" جدا في نظره. وقال لوكالة فرانس برس في هذا الصدد "ان الجميع يود ان يفعل ذلك مع قوة قرار حقيقية" لكن "ذلك غير ممكن عمليا".