قضت محكمة إيرانية بالسجن لمدد ما بين 6 أشهر وعام واحد مع الجلد على ستة إيرانيين بتهمة الظهور في مقطع فيديو يرقصون على أغنية "هابي"، حيث كان الشريط اثار ضجة في الجمهورية الإسلامية.


نصر المجالي: قال محامي الستة الذين ظهروا في مقطع الفيديو وهم ثلاثة شباب وثلاث فتيات إن الحكم معلق لمدة ثلاث سنوات، مما يعني أنهم لن يسجنوا إلا إذا كرروا المخالفة.

وكان الستة ظهروا في شريط (هابي - Happy) يرقصون في شوارع طهران وعلى أسطح المباني بينما الفتيات لا يرتدين الحجاب، وفي خلال ستة أشهر، حقق الفيديو أكثر من مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.

وحكم على معظم من ظهروا في مقطع الفيديو بالسجن لمدة ستة أشهر، كما حكم على أحدهم بالسجن لمدة عام.

وكانت السلطات السلطات الإيرانية علمت بوجود الفيديو في مايو (آيار) الماضي، بعد تحقيقه أكثر من 150 ألف مشاهدة. وألقي القبض على المشاركين في الفيديو تباعا لخرقهم الشريعة الإسلامية الحاكمة للبلاد، والتي تمنع الرقص المشترك للجنسين، وظهور النساء بدون حجاب.

وظهر المشاركون في الفيديو لاحقا في محطة تليفزيونية تابعة للدولة، وقالوا إنهم ممثلون، خدعوا لعمل الفيديو كجزء من تجربة أداء.

وتسبب القبض على المشاركين في المقطع في موجة من الاستياء الدولي من المجموعات الحقوقية، وانطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإطلاق سراحهم.

كما احتج المغني فاريل ويليامز، صاحب الأغنية التي فازت بجائزة الأوسكار هذا العام، على قرار الاعتقال. وكتب عبر صفحته على فيسبوك "من المؤسف جدا أن يعتقل هؤلاء الشباب لمحاولتهم نشر السعادة".

متابعة إيلاف

وإلى ذلك، فإن (إيلاف) كانت تابعت في مايو (أيار) الماضي قضية اعتقال الإيرانيين الستة والشريط الذي زج بالرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني في مواجهة جديدة مع الجناح المتشدد بسبب اعتقال الراقصين الذين كان تم الإفراج عنهم لاحقاً.

وكانت إحدى الفتيات المفرج عنهن، وهي مصورة الأزياء ريحان تارافاتي نشرت صورة لها على موقع انستغرام، وعليها رسالة تقول "مرحبا... لقد عدت". وذكرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران أن الراقصين جميعهم قد تم الإفراج عنهم.

وحينها، قالت الحملة على موقع (تويتر)، حسب ما نقلت وكالة (يونايتد برس انترناشينال): "تم إطلاق سراح كل الذين صنعوا فيديو (هابي) اليوم عدا مخرج المقطع بحسب مصدر قريب من الأسر".

مواجهة روحاني

وزجت القضية حينها، بالرئيس روحاني الى معترك خلاف جديد مع الجناح المتشدد في القيادة الإيرانية الذي دأب على رصد كل مواقف روحاني منذ انتخابه في الصيف الماضي. ويرى المتشددون في إيران أن البهجة حرام".

وكان روحاني اعرب في تغريدات له عن بعض المساندة للمعتقلين من الشباب، وقال: "السعادة حق شعبنا. لا يجب أن نقسو على التصرفات التي تسببها البهجة".

واعتقلت الشرطة الإيرانية االراقصين الستة بتهمة "خدش الحياء العام"، ويظهر الفيديو المنشور على موقع (يوتيوب) ثلاثة شباب وثلاث فتيات غير محجبات يغنون ويرقصون في الشوارع وعلى أسطح مبانٍ في طهران على موسيقى أغنية (Happy) التي تلقى رواجاً كبيراً حول العالم، وتم نشر عدد كبير من التسجيلات المصورة التي استخدمت فيها هذه الأغنية في بلدان عدة.

إلا أن هذا التسجيل المصور أثار احتجاجاً في أوساط المحافظين الإيرانيين، الذين اعتبروا أن هذا النوع من التسجيلات يجسد انحرافاً عن القيم الإسلامية خصوصاً لدى الشبان لصالح أسلوب حياة غربي الطابع.

وحينها، أكد قائد شرطة طهران حسين ساجدينيا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلبة (إيسنا) أنه "بعد نشر مقطع فاحش تسبب بخدش الحياء العام على الإنترنت، قررت الشرطة تحديد هوية المشاركين في هذا المقطع" وأضاف أن التحقيق أوكل إلى الشرطة ووزارة الاستخبارات التي تعمل بالتنسيق مع السلطة القضائية.