انعش الاستفتاء على استقلال اسكتلندا عن بريطانيا الذي لم يتكلل بالنجاح، آمال الانفصاليين في الولايات المتحدة، حيث أظهر استطلاع ان واحدا من بين كل اربعة اميركيين يؤيدون انفصال ولايتهم عن الاتحاد.&


عبد الاله مجيد من لندن: قال نحو 24 في المئة من المشمولين بالاستطلاع الذي اجرته رويترز/ابسوس خلال الفترة الممتدة من 23 آب/اغسطس الى 16 ايلول/سبتمبر انهم يؤيدون بقوة أو يميلون الى تأييد الانفصال عن الولايات المتحدة الاميركية، فيما أكد 53.3 في المئة معارضتهم القوية أو ميلهم الى معارضة الانفصال.& وشمل الاستطلاع 8952 اميركيا من ولايات وانتماءات سياسية مختلفة.

الجمهوريون الأكثر تحمسًا

وبحسب نتائج الاستطلاع فان موقف الاميركيين الذين يريدون قطع الأواصر مع واشنطن يتخطى الانتماءات الحزبية أو المناطقية رغم ان الجمهوريين وسكان الولايات الزراعية الغربية أشد تحمساً لفكرة الانفصال من الديمقراطيين وسكان الولايات الشمالية الشرقية.&

وأكد محللون ان الاستياء من طريقة الرئيس باراك اوباما في التعاطي مع قضايا مختلفة تتراوح من اصلاح نظام التأمين الصحي الى التقاعس عن مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" إلا في وقت متأخر وبإجراءات نصف جادة، يشكل أحد اسباب النزعة الانفصالية المتنامية بين الاميركيين فيما أعلن الجمهوريون الذين شاركوا في الاستطلاع بصراحة ان تذمرهم من ادارة اوباما كان له تأثير مباشر في تفكيرهم الانفصالي.&

أسباب

وقال اميركيون آخرون ان عجز الكونغرس والحكومة على السواء عن تشريع قوانين مهمة وتنفيذها أوصلهم الى قناعة بأن ولاياتهم ستكون أفضل حالا إذا انفصلت عن الاتحاد، الأمر الذي لم يحدث منذ الحرب الأهلية التي أدت الى انهاء العبودية في الجنوب الانفصالي قبل 150 عاما.

وقال روي غوستافسون من ولاية ساوث كارولاينا"ان لا شيء يُنجز في الولايات المتحدة اليوم بصرف النظر عن الحزب الذي يقود دفة الحكم". واضاف "ان ولاية ساوث كارولاينا ستكون أفضل حالا إذا أدارت شؤونها بنفسها".&

ويرى خبراء ان هبوط شعبية اوباما والاهتمام الذي لاقاه الاستفتاء الاسكتلندي في الولايات المتحدة وصعود ناشطين يتهمون الحكومة الاميركية بتجاوز سلطاتها كلها عوامل تسهم في تنامي قوة النزعة الانفصالية في الولايات المتحدة.&

أوباما عزز النزعة الانفصالية

ونقلت صحيفة الديلي ميل عن مورديكاي لي استاذ شؤون الحكم المختص بالحركات الانفصالية في جامعة ويسكونسون ان التوجهات الانفصالية "تصاعدت على ما يبدو منذ انتخاب اوباما".&

وتلاقي فكرة الانفصال تأييدا أوسع بين الجمهوريين بتأييد 29.7 في المئة ممن شملهم الاستطلاع انفصال ولاياتهم مقابل 21 في المئة بين الديمقراطيين.&

حسب الولايات !

وأظهر الاستطلاع ان فكرة الانفصال تتمتع بأقل قدر من الشعبية في ولاية نيو انغلاند مهد الثورة الاميركية من اجل الاستقلال عن بريطانيا حيث قال 17.4 في المئة فقط انهم مع انفصال الولاية وبأعلى قدر من الشعبية في الجنوب الغربي حيث قال 34.1 في المئة انهم مع الانفصال عن الولايات المتحدة.

وتشمل منطقة الجنوب الغربي ولاية تكساس الكبيرة حيث نشأت حركة قوية تطالب بطرح مسألة الانفصال للاستفتاء على مستوى الولاية.&

وقال مارك ديني انه واثق من ان ولايته تكساس قادرة على البقاء من دون الارتباط بالولايات الأخرى واضاف "أنا فقدت الثقة تماما بالحكومة الفيدرالية ومن يديرها سواء أكان جمهورياً أو ديمقراطياً او مستقلا أو أي لون آخر".