قالت بريطانيا إن تأسيس ما يُسمى خلافة متطرفة يشكل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة، ولأمن الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها المملكة المتحدة.


نصر المجالي: في كلمة أمام مجلس الأمن، رحب وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية، توباياس إلوود، بمبادرة مجلس الأمن لعقد "هذه الجلسة المهمة حول العراق".

ووجه الوزير البريطاني الشكر للممثل الخاص للأمين العام ملادينوف ولوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري على كلمات الإيجاز التي قدماها.

كما وجه التهنئة لرئيس الوزراء حيدر العبادي لتشكيله الحكومة العراقية الجديدة، ورحب بالتزامه بأن تكون الحكومة العراقية ممثلة للجميع يمكنها العمل مع بعضها لتوحيد وتأمين العراق في كفاحه ضد الإرهاب وسعيه لإحلال السلام وتحقيق الازدهار.

وقال إلوود إن تشكيل الحكومة العراقية خطوة حاسمة بالنسبة للعراق لمعالجة التحديات الأمنية والسياسية والإنسانية الكبيرة التي يواجهها العراق.

كما رحب باسم المملكة المتحدة ببرنامج الحكومة الجديدة الشامل، وخصوصا التزامها باللامركزية وإصلاح القوات المسلحة العراقية وتفكيك الميليشيات المسلحة، وتوفير خدمات وبنية تحتية أفضل للشعب العراقي.

وقال إلوود: لا بد للمجتمع الدولي الا أن يساعد الحكومة في الإيفاء بهذه الوعود. كما أن على الحكومة العراقية إبداء التزامها الراسخ بتحقيق هذه الإصلاحات.

وأضاف أنه من الضروري الآن أن تعمل كافة الكتل السياسية مع بعضها للتغلب على هذه التحديات، بما في ذلك التهديد الآتي من داعش. كما أن من الضروري على الدول المجاورة للعراق التي يهددها ظهور تنظيم داعش أن تضع اختلافاتها جانبا وتتعاون مع بعضها لمواجهة هذا التهديد.

خلافة متطرفة

وقال الوزير البريطاني إن تأسيس ما يُسمى خلافة متطرفة يشكل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المنطقة، ولأمن الدول الأخرى الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها المملكة المتحدة. حيث يسعى تنظيم داعش، بتأسيسه لدولته المتطرفة، إلى استغلال الأراضي الواقعة تحت سيطرته لشن هجمات ضد الغرب، بما في ذلك المملكة المتحدة. وهو يساهم بكل وضوح في زعزعة أمن المنطقة.

واستطرد إلوود: إننا ندين أفعال داعش البربرية، بما في ذلك أعمال القتل المستهدف والإجبار على تغيير الدين وعمليات الاختطاف وتهريب الأفراد والعنف الجنسي والعبودية الجنسية. وجريمة القتل الوحشية الشائنة قبل بضعة أيام التي راح ضحيتها موظف الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، بعد جريمتين مماثلتين بفظاعتهما راح ضحيتهما صحافيان أميركيان، تؤكد قسوة إرهابيي داعش واستعدادهم للجوء للترهيب للحفاظ على قوتهم وسطوتهم.

وقال انه مع اتحاد مجلس الأمن في إدانته لـ(داعش) وكل ما يرمز إليه، فإن المملكة المتحدة مستعدة لاتخاذ أي خطوات تلزم لمواجهة هذا التهديد والحفاظ على أمن بلدنا "وسوف نعمل عن قرب مع حلفائنا ومع الحكومة العراقية لحشد التأييد الدولي خلال اجتماعات الأسبوع المقبل".

القرار 2170

ونوه الوزير البريطاني إلى أن تبني مجلس الأمن قراره رقم 2170 وجه رسالة سياسية واضحة لإرهابيي داعش وجبهة النصرة وغيرهم من الإرهابيين الذين يستقون إلهامهم من تنظيم القاعدة، واتخذ خطوات عملية لمكافحة التهديد الذي يشكلونه.

وقال ان بريطانيا تؤيد بقوة النهج الذي حدده الرئيس أوباما الأسبوع الماضي& بالبناء على تحالف دولي قوي، والعمل مع حكومات المنطقة، والعمل مع آخرين لهزيمة التهديد الذي يشكله داعش. وعلينا أن نتعاون معا لدحر وتفكيك وبالنهاية تدمير تنظيم داعش وكل ما يرمز إليه.

كما يتعين علينا استغلال كل السبل المتاحة لدينا - الإنسانية والسياسية والدبلوماسية والعسكرية& للقضاء على إرهابيي داعش. وعلينا أيضا التصدي لتواجدهم في كل من العراق وسورية، وسنواصل دعم القوات المعتدلة التي تقاتلهم.

وأشار الى انه بناء على طلب من الحكومة العراقية، أرسلنا أسلحة رشاشة ثقيلة وذخائر ونقلنا معدات أخرى حيوية لمساعدة قوات البشمركة الكردية في الدفاع على الخط الأمامي وحماية المدنيين ودحر مقاتلي داعش.

المعاناة الإنسانية

وأكد إلوود أن لندن ستواصل إعطاء الأولوية لتخفيف المعاناة الإنسانية للعراقيين الذين يستهدفهم إرهابيو داعش. وقد قدمت المملكة المتحدة بالفعل 37 مليون دولار من المساعدات الفورية لتوفير الماء النظيف والأدوية الضرورية وتمويل المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية.

وأثناء الصراع الدائر في سوريا قدمنا مليار دولار من المساعدات الإنسانية تصل لكافة المحتاجين إليها في سورية، بمن فيهم الأكثر عرضة لخطر داعش.

وقال هنالك حاجة لنهج شامل ومنسق، يكون في طليعته حلفاؤنا في المنطقة، للتصدي لإرهابيي داعش، وفي هذا الصدد، ستواصل المملكة المتحدة دعمها الثابت للعراق، ومساهمتها الفعالة في الجهود الدولية والإقليمية لإضعاف وهزيمة داعش وتخليص العالم من هذا التنظيم المقيت.

وختم الوزير البريطاني كلمته بالقول: كما أشار آخرون اليوم، فإن الحل المستدام لهذه الأزمة يكمن في حوكمة ديموقراطية ذات سيادة وتشمل الجميع. وعراق موحّد، بوجود حكومة تحظى بتأييد كافة طوائف العراق، هو وحده الكفيل بتخليص الأراضي العراقية من داعش وفكره العنيف.