أعلن في العاصمة الأردنية عمّان عن وفاة الفريق أول الركن عبد الجبار شنشل رئيس اركان الجيش العراقي السابق، اليوم السبت، عن عمر يناهز التسعين عاما، ارتبطت بإسمه سيرة الجيش العراقي لمدة ستين عاماً لأنه كان نموذجاً كبيراً للعسكري المنحاز لقضايا وطنه وأمته.


بغداد: توفي في عمان الفريق اول ركن عبدالجبار شنشل، احد أكبر وأقدم القادة العسكريين في العراق والمنطقة، بعد ان أمضى في مشفاه بعمان فترة طويلة من الزمن للعلاج، بعد أن تعرض لجلطة دماغية في العام الماضي، وسيشيّع يوم غد الأحد جثمانه في العاصمة الاردنية عمان، حيث سيوارى الثرى في مقبرة الشهداء بعمان.
&
عصامي ونزيه
ويعد شنشل من الشخصيات اللامعة في الجندية العراقية والمثيرة للانتباه، والذي طار صيته في آفاق العراقيين لعقود طويلة للصفات التي يمتلكها، والتي لفتت إليه الأنظار، لاسيما لكونه عسكريا ملتزمًا جدًا، ويتميز بعصاميته ونزاهته وانضباطه العالي، بل إن &شهرته تعدت حدود العراق، وصار اسماً يحظى بالتقدير والاحترام، لدى الجيوش العربية التي تدرب عدد كبير من ضباطها الشجعان تحت يديه، وتخرجوا من مدرسته العسكرية، وهذا ما يجده فيه الآخرون اعترافا بقدرة الرجل، ومكانته في الوجدان الشعبي والعربي، وهو العسكري الذي يستعد له كل عساكر العالم، لأن بعض العراقيين يرونه اقدم جندي ملتزم على وجه الكرة الأرضية.
&
لم ينتم لأي حزب سياسي
ويؤكد الذين عاصروه، انه لم ينتمِ في حياته لأي حزب سياسي، بل كان عراقيًا وطنيًا، ورمزا من رموز الجندية، وانه وطيلة أكثر من ستة عقود أمضاها في الخدمة العسكرية، كان جنديًا مقاتلاً في الثكنات والمعسكرات، ولم يسجل عليه أنه تهاون في واجباته، ولم يتخل عن مسؤولياته، أو لم ينافق في علاقاته، وإن أجمل ما فيه تلك اللكنة الموصلية، التي لازمته مع أنه لم يعش في الموصل غير خمس عمره، خصوصًا سنوات النشأة والصبا، وقضى سبعين عامًا في بغداد وبقية المحافظات حيث بات خبيرًا في الجغرافيا العراقية.
كما يؤكد الذين عاصروه أنه وعلى الرغم من صرامته وحزمه المشهودين به، إلا انه بسيط في تعامله مع الضباط والجنود والمراتب، حتى وهو رئيس أركان ووزير دفاع، كما يؤكدون أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي عاشها قبل ان يمنح منصب وزير الدفاع، الا أنه كان ملتزما ويؤدي واجباته دون تلكؤ او تهاون، خاصة بعد أن تسلم منصب وزير الدفاع حسين كامل.&
&
من الموصل الى عمان
وعبد الجبار خليل شنشل، الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش العراقي، ووزير دفاع لمدة طويلة قبل عام 2003 ، من مواليد مدينة الموصل، تخرج في الكلية العسكرية العراقية عام 1940 وامتدت خدمته العسكرية إلى خمس وستين عاما، ابتدأها من رتبة ملازم حتى وصل إلى فريق أول ركن. وشارك شنشل مع الجيش العراقي في جميع حروبه منذ حرب 1948 م وحتى عام 2003، كما شارك بتأسيس الكلية الحربية الأردنية، وحصل على وسام خاص من الملك الراحل الحسين بن طلال.
&
الرحلة الأخيرة&
ويعد الراحل شنشل احد مؤسسي الجيش العراقي الحديث، حيث ينسب له أنه زاد عدد الجيش العراقي من 6 فرق إلى 60 فرقة، وبذل جهده في تحديث الجيش وتقويته، له مؤلفات عديدة تناولت التدريب والقيادة والسيطرة، وأصبح رئيسا لأركان الجيش ثم وزيرا للدفاع ثم وزير الدولة للشؤون العسكرية قبل 2003.
وغادر العراق بعد مرضه و كبر سنه عام 2004 &الى الأردن لتكون هذه رحلته الاخيرة، وتولت العناية به ابنته المقيمة في عمان، حيث خضع لعلاج طويل في احد المستشفيات في عمان، وتناقلت وسائل الأعلام مرات عدة انباء تفيد بوفاته سريريا حتى وفاته اليوم السبت بمشفاه في عمان.
&
&
&