يحتفل العراقيون، اليوم الأحد، بيوم السلام العالمي على طريقتهم الخاصة برفع أكفهم إلى الله، والدعاء بأن يزيح عن بلادهم غمة الإرهاب، وأن يحلّ السلام في ربوع العراق وينعم أهله بالأمان.


عبد الجبار العتابي من بغداد: أعرب عراقيون عن أملهم بأن تكون دول العالم صادقة في مساندة الشعب العراقي في مواجهة أشرس هجمة إرهابية يواجهها بلدهم، مشددين على ضرورة أن يكون لمنظمة الأمم المتحدة دور فاعل فعلًا في التصدي لعصابات (داعش) الإرهابية، التي قامت بانتهاكات يندى لها جبين الإنسانية، وأن تحقق الأمم المتحدة شعارها الذي رفعته هذا العام في احتفالاتها بيوم السلام العالمي، الذي هو (حق الشعوب في السلم)، موضحين أن الشعب العراقي من أكثر الشعوب حاجة إلى السلم، بعدما عانى من الحروب لعقود عديدة من الزمن.

كلمات.. وكلمات
وذكر العديد من العراقيين الذين التقتهم "إيلاف" في شارع المتنبي في مدينة بغداد، أنهم لا يتمنون حاليًا إلا السلام والأمن والأمان، ووسيلتهم الوحيدة رفع أكفهم بالدعاء لرب العالمين، وإن كان البعض يرى أن اليوم العالمي للسلام لا يحقق لهم أمنياتهم في السلام.

وأشار كثيرون بكلمات بسيطة إلى أنهم يطمحون إلى أن يعمّ السلام بغداد، التي اسمها (مدينة السلام)، فكانوا يقولون: صرنا نحلم بالسلام، أو نتمنى أن ننام ولا نسمع تفجيرات أو نشاهد دماء، أو الله يرحمنا، ويحقق لنا مرادنا بالمحبة والأمن، نحن لا نريد أكثر من أن نمشي من دون خوف أو رعب، نريد السلام وهو أحد أسماء الله الحسنى، فلينعم به علينا، نريد السلام لمدينة السلام بغداد الجميلة، فلو عمّ السلام لعاش العراقيون أجمل أيامهم، ولصار العراق أعظم دولة.

حق الشعوب في السلم
ويحتفل العالم سنويًا باليوم العالمي للسلام، الذي يوافق في 21 أيلول/ سبتمبر من كل عام، حيث خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي ما بينها، و تقرر أن يكون موضوع اليوم الدولي لهذا العام هو "’حق الشعوب في السلم"، حيث تؤكد المنظمة الدولية على أن هذه الذكرى السنوية تتيح فرصة فريدة لتأكيد التزام الأمم المتحدة بالغايات التي أنشئت لأجلها المنظمة والمبادئ التي قامت عليها، وأشار ذلك الإعلان إلى أن تعزيز السلم أمر حيوي للاستمتاع بكامل حقوق الإنسان.

في هذا اليوم تشجع المنظمة العالمية دول العالم كافة على التصدي للآثار المدمرة للحروب الحديثة، باستعادة الجرأة والاستثمار بشكل أكبر في دعائم السلام المستدام، ألا وهي: احترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والقيم الديمقراطية ومواجهة الخطابات الداعية للكراهية التي تسعى إلى تحريض الثقافات ضد بعضها البعض، مع التأكيد على أهمية تناول مفهوم السلام بمختلف أجزائه.. حيث ينقسم مفهوم السلام إلى أربعة أركان رئيسة: (إقرار السلام، وصنع السلام، وحفظ السلام، وبناء السلام).

يحتاجون الأمان
وتمنت الحاجة أم كريم (76 عامًا) أن يستجيب الله لدعائها، وأن يجعل السلام يسود أرض العراق، وقالت: لا أعرف شيئًا عن يوم السلام العالمي ولا كيف يحتفل العالم به، ولكنني أعرف أن العراقيين يحتاجون الأمان والسلام بعدما أتعبتهم التفجيرات والقتل والدمار، وصار الموت لا يفارق أرضهم، لكنني أدعو الله، صباح ومساء كل يوم، أن يزيح هذه الغمة عن هذه الأمة وعن العراق، وأن يعيد النازحين إلى بيوتهم، وأن يرحم الشهداء.

وأضافت: منذ أن وعيت على الدنيا والعراق كله حروب وموت، والناس يعانون، جئنا بها من حرب إلى حرب حتى كرهنا الحياة، لذلك ليس لدينا سوى الدعاء لله بأن يفرجها على العراقيين، ويطهر أرضهم من داعش، وكل إنسان طائفي مفتر وظالم.

أما عبد الحميد حمدي، جندي، فقد أكد أنه يتمنى ألا يشعر بالخوف في يوم ما، وقال: أريد أن أدعو الله بهذا اليوم عسى أن يستجيب لدعائي، فأقول: اللهم ربي بحق هذا اليوم الذي أتمنى أن تجعله مباركًا إذا صدقت الأمم المتحدة فيه، وبحق دم الأبرياء الذين قتلوا من دون ذنب وسالت دماؤهم من دون سبب، وبحق كل جريح يدعو الله أن يشفى، وبحق كل سيارة مفخخة وحزام ناسف وعبوة ناسفة أن يخلصنا من شر الأشرار والطائفيين والإرهابيين أينما كانوا.

وأضاف: لا أعرف كيف سأحتفل بهذا اليوم، وبصراحة الخوف يرافقني دائمًا في عملي خوفًا من غدر الإرهابيين، لكنني سأدعو الله من أجل أن يتحقق لنا الأمان والسلام.

التآزر في المحبة للسلام
من جانبه، أعرب الكاتب والصحافي عمار السوداني عن أمله بأن يتآزر الشعب العراقي بمحبته ليتحقق له السلام، وقال: اليوم العالمي للسلام الذي يحتفل به العالم يسعى إلى تحقيق أهداف الأمم المتحدة في الأمن والسلم الدوليين، كما إنه يهدف إلى نبذ العنف وإلى نزع السلاح النووي ومنع انتشاره، وكذلك الحد من سباق التسلح الذي يعوق التنمية الإنسانية حول العالم، فضلًا عن تعزيز المثل العليا للتعايش السلمي بين الأمم والشعوب عن طريق التعليم ونشر الوعي والتثقيف، مع التأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان.

وأضاف: العراق واحد من الدول التي ابتليت بالإرهاب والعنف، ولم يتذوّق طعم السلام بشكل حقيقي ولأمد طويل، على الرغم من أنه يستحق السلام الآن ليستريح شعبه، ولكن السياسة دائمًا تحمله ما لا طاقة له عليه، وتحاول تمزيق نسيجه الاجتماعي من خلال إثارة الفتنة الطائفية والقومية، وأعتقد أن وراء ذلك أجندات خارجية لا تريد للعراق وأهله السلام والأمان.

وتابع: يمكنني أن أحتفل بيوم السلام العالمي بإشعال شمعة أو توجيه كلمة إلى الشعب العراقي بأن يتآزر في محبته، ولا يسمح لأحد بإثارة الفتن، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وليعلم أن مصلحته والأمن والسلام يكمن في وحدته وقوته.

&