بالثقة وحدها يعيش الدنماركيون، فيهنأون في حياتهم، لتكون دولتهم أكثر الدول سعادة في العالم لسنوات عديدة. فما هي الأسباب؟

دبي: لطالما ظهر الدنمارك البلد الأكثر سعادة وهناء في العالم، وفق كل الاحصاءات التي سيقت في هذا الاطار منذ سنوات عديدة. كما تصدرت هذه الدولة مقياس المفوضية الأوروبية للسعادة منذ العام 1973، فما&الذي يجعل شعبًا بهذه السعادة؟

وصفة إنسانية

ليست وصفة سحرية بمقدار ما هي وصفة إنسانية، لا علاقة لها بالدين، أي دين، ولا بالعلمانية أو الديمقراطية، إنما تتعلق بما هو طبيعي في الانسان... الثقة. فأن يثق شعب بحاكمه، أي أن يعرف أن النساء يلدن الأطفال فلا يتكلفن، وازواجهن، فلسًا في الولادة، ولا فلسًا آخر في تعليمه، حتى يصبح فتيًا قادرًا على العمل.

وإن لم يجد عملًا، وهذا نادر في دولة تتدنى فيها نسبة البطالة إلى أدنى مستويات، فإن حكومته تسعفه بما يقضي به شهره. ومتى شاخ، يعرف أن شيخوخته مضمونة، لا يتعذب فيها ولا يتعرض لذل السؤال ومهانة الطلب إذا طرأ عليه طارئ، وهو ما يحصل في أكبر الدول وأغناها موارد.

سواسية

يعمل الدنماركيون 33 ساعة أسبوعيًا، و4 بالمئة منهم فقط يعملون 40 ساعة أسبوعيًا، وهذا ما يتيح لهم المتسع من الوقت ليهتموا بأنفسهم، وبعائلاتهم، وليتمتعوا بما وهبهم إياه حظهم، بمجرد ولادتهم في هذا البلد.

وفي العمل، لا فارق بين سائق شاحنة أو طبيب في الدنمارك، فكلهم سواسية أمام مفهوم العمل، وأمام القانون، على أساس واضح، هو "لست أفضل من غيرك"، أي أن كل فرد واثق كل الثقة بأن حقه محفوظ مهما كان عمله.

لا لصوص

والثقة تمتد في المجتمع إلى الشارع، حيث يثق الدنماركي بأن لا لص سيسرق دراجته الهوائية المركونة تحت شجرة في المنتزه، بينما هو يغط في نومه العميق غير بعيد منها، وبأن لا خاطف سيخطف طفلًا في عربته، تركته والدته خارج محل تجاري لهنيهات. وهذا وحده كفيل بخفض منسوب الاجهاد البشري إلى مستويات دنيا.

إلى ذلك، لا يهتم الدنماركيون بالتكنولوجيا الحديثة، وهذا وحده كفيل بأن يدس الهدوء في النفوس.

فهل هذه وصفة سحرية للهناء؟