مع ارتفاع معدلات التطرف في منطقة الشرق الأوسط، وسيطرة الدولة الإسلامية على مدن وبلدات في العراق وسوريا، تزداد التحذيرات والجهود الدبلوماسية والعسكرية لوضع حد للارهاب، وتجري الولايات المتحدة والعديد من الدول العربية والأوروبية مشاورات حول السبل الأفضل لتحقيق ذلك.


ابو ظبي: في مقال له نشر في صحيفة الصاندي تليغراف، دعا يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، إلى تعاون الشعوب لوقف مخاطر ما وصفه بـ"التطرف الإسلامي".
&
وكتب السفير الإماراتي بالانجليزية تحت عنوان "لابد أن تتعاون شعوبنا لوقف هذا السرطان بكل اشكاله"، يقول إن التطرف الإسلامي "كان مشكلة معقدة في الشرق الاوسط لمدة طويلة أما الآن فقد أصبح أزمة كبيرة تواجه العالم بأكمله".
&
ويعتبر العتيبة أن الأسابيع الفائتة عرفت تداعيًا دوليًا كبيرًا للقيام بعمل موحد ضد خطر "التطرف"، الذي يمثل أكبر تهديد على استقرار العالم منذ سقوط الفاشية، على حد تعبيره.
&
ويضيف العتيبة: "من ليبيا الى الفرات ومن العراق الى اليمن، التطرف الاسلامي العنيف يتزايد ويكتسب مزيدًا من القوة ويهدد المعتدلين والمتسامحين".&
&
ويكمل: "لعلها ليست حربًا عالمية حتى الآن لكنها حرب شرسة لأفكار عالمية متصارعة".
&
ويشرح فكرته قائلا إن "العراق يشهد على جرائم ما يسميه التطرف الاسلامي، حيث تم سبي الفتيات اليزيديات، وفي سوريا يتم قتل "الكفار" في الشوارع، بينما في مصر يقوم "الجهاديون" بذبح المنتمين للشرطة".
&
ويمضي قائلاً: "في ليبيا يقود "المتطرفون" البلاد الى الفوضى، وفي نيجيريا بوكو حرام تختطف 200 تلميذة، وفي بريطانيا طلاب الجامعات يتم ضمهم للمشاركة في الجهاد"
&
ويشير العتيبة إلى أن "التطرف الاسلامي" اصبح يشكل خطرًا على كل دول العالم المتحضر من الولايات المتحدة الى آسيا، معتبرًا أن الوقت قد حان للقيام بعمل عسكري لإنهاء هذا "السرطان العابر للقارات".
&
وقال السفير الإماراتي: "وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال إن التطرف سينهزم إلا عندما تتعاون الدول المعنية ضده...ونحن نتفق معه وعلى أتم الاستعداد للانضمام الى الجهود الدولية للمواجهة".
&
ويختم العتيبة مقاله، داعيًا الغرب الى توسيع المواجهة، بحيث لا تقتصر فقط على تنظيم الدولة الاسلامية أو على المظاهر المسلحة "للتطرف"، بل تصل الى الفكر الذي يتسبب في كل ذلك، وتجفيف المنابع المالية التي تمول هذه الجماعات لانها مصدر القوة الحقيقي لها.
&
تأكيد في مجلس الأمن
&
وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، على لسان وزير خارجيتها، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، دعم الجهود الدولية الرامية إلى محاربة الإرهاب، مشددة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، على أن ذلك يتم في إطار إيمانها بأن هذه الحرب لن تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية، أو تفتيت مكونات الشعب العراقي، أو تدخّل قوى خارجية بأجندات تخريبية، حيث دعا الوزير إلى التحرك الفوري لمنع تنظيم داعش من إنشاء ملاذ آمن للمتطرفين.
&
وأدلى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ببيان أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي، الذي ترأسه وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الليلة قبل الماضية، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بحضور وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري، ووزراء خارجية 35 دولة من داخل وخارج إطار عضوية المجلس.
&
وأعرب الوزير الاماراتي عن امتنانه لعقد هذه الجلسة المهمة في هذا الوقت الحساس، الذي يتطلب الاستجابة والتنسيق العاجل للجهود الدولية الكفيلة بمواجهة الخطر الذي يشكله «داعش».
&
وجدد دعم الإمارات لأمن واستقرار ووحدة العراق وسلامة أراضيه، معرباً عن ترحيبه بـ «التشكيل الأخير لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي»، والتي أشار إلى أنها «تستحق الدعم الكامل من المجتمع الدولي».
&
ونوّه بـ «ضرورة رفض السياسات الطائفية والإقصائية التي تسببت في اندلاع الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالعراق».
&
وأكد وقوف دولة الإمارات بـ «حزم ضد جميع من يحاول الإخلال بأمن واستقرار العراق، وأيضاً على دعمها للجهود الدولية لمكافحة إرهاب داعش، على غرار مواقفها المتكررة التي أعلنت عنها خلال انعقاد قمة الناتو في ويلز، ودعمها لقرار الجامعة العربية رقم 7816، وفي اجتماع جدة الذي عقد مع وزير الخارجية الأميركي، وكذلك في مؤتمر باريس حول الأمن والسلام في العراق».
&