دعا رئيس حكومة اقليم كردستان العراق، نجيرفان بارزاني، الحكومة العراقية لتفهم معاني الرسالة التي بعثت بها اسكتلندا، باللجوء الى الاستفتاء حول ارتباطها بالمملكة المتحدة، وقال إن ذلك يستدعي من بغداد التخلي عن فكرة كون الاكراد شريكًا مكروهًا، ودعاها الى تفهم همومهم ومطالبهم.&
&
وحول موقف الاكراد من درس الإستفتاء على إستقلال إسكتلندا، الذي جرى الخميس الماضي، قال بارزاني "إن ما يثير إنتباهي بشكل مباشر هو أن أفضل صيغة لتعايش الشعوب المختلفة في أي بلد ما، هو التعايش الإختياري، فالاتفاقية الحالية بين إسكتلندا والمملكة المتحدة مضى عليها أكثر من ثلاثمائة عام، وحتى في الديمقراطيات القديمة، مثل بريطانيا، فإن المواطنين يضعون المكونات السياسية دائماً أمام تساؤلات. واشار الى أن الحزب الوطني الإسكتلندي كان يرغب في إختبار طبيعة الديمقراطية في الدولة البريطانية، من خلال ذلك طالب بإجراء الإستفتاء، وسنحت له هذه الفرصة، وقررت الأغلبية أن تبقى ضمن البلاد.&
&
واشار بارزاني، في تصريحات وزعها مكتبه اليوم، الى أن العملية كانت في غاية الأهمية مقارنة مع العديد من الدول التي تناضل من أجل أن تبقى سويةً بشكل مشترك، فالسياسيون البريطانيون واجهوا مخاوف كبيرة في تقسيم بلادهم، ولكن خيار الديمقراطية ومستقبل بلادهم كان أقوى.&
واضاف أن إستفتاء إسكتلندا عزز من ثقتهم بالاستقلال، حتى أنهم يسألون الإسكتلنديين عن &رغباتهم وتطلعاتهم في البقاء في البلاد، أم لا؟. وهذا نموذج رفيع للعملية الديمقراطية السلمية، بعيداً عن الحرب الداخلية، والعنف والإحتلال، التي نراها في عدد من الأنحاء الأخرى من العالم، حينما يتم التعامل مع القضايا القومية.
&
وعن المشتركات بين وضع اسكتلندا واقليم كردستان العراق الشمالي، اكد بارزاني قائلاً "لا شك ينبغي علينا النظر بتعمق وبشكل جدي إلى وضعنا في كردستان، فلدينا إتفاقية فيدرالية مع العراق، نسبة أربعة من خمسة من الناخبين في جميع انحاء العراق صوتوا على الدستور الفيدرالي الذي صادقنا عليه، ومنذ ذلك الحين، ولحد الآن هنالك العديد من المواد الدستورية المهمة تنتظر التنفيذ."
&
واضاف: "نحن أجرينا إنتخابات ديمقراطية، وشعبنا ينتظر النتائج: ينبغي علينا تحسين الظروف المعيشية للمواطنين؛ يجب علينا ضمان توفير أمن إقليم كردستان، نحن بحاجة إلى قرار نهائي بخصوص المادة 140 من الدستور، ويجب أن نكون واثقين بأننا لن نكون تحت ضغوط ورغبات الساسة في بغداد، لكي نعرف متى، أو هل سنحصل على حصتنا الدستورية من الموارد أم لا؟ نحن بحاجة إلى أن نشعر أننا جزء من بلد فيه إحتياجاتنا، وأن همومنا وآمالنا &في هذا البلد تؤخذ محمل الجد".
&
واستطرد رئيس حكومة كردستان قائلاً: "الآن، فإن أغلبية الناخبين في إسكتلندا قد قرروا البقاء ضمن وطنهم، يجب أن تسمع الحكومة في لندن &بأن جزءاً مهماً من المواطنين الإسكتلنديين همهم هو العلاقة المستقبلية مع ويست منستر، وقد شعرت بالسعادة&كثيراً عندما إستمعت إلى رئيس الوزراء السيد ديفيد كاميرون، وتعهده بحفظ السلطة لصالح القسم المختلف من بلاده، وأملي أيضاً أن استمع إلى رسالة مماثلة من بغداد، عندما يعبر المواطنون في كردستان عن همومهم بخصوص العراق، أتمنى أن أستمع من الساسة في بغداد، يقولون (يا شعب كردستان، نحن نسمع صوتكم وسنعالج همومكم، لأننا نعلم بأننا لا نستطيع إيقافكم كشريك مكروه بشكل دائمي)، فالعالم في تغيير، وينبغي علينا أن نغيّر أنفسنا أيضاً".
وفي وقت سابق، اعلن رئيس اقليم كردستان أن اكراد العراق سيتوجهون الى استفتاء حول تقرير المصير، ثم صادق برلمان الاقليم الاسبوع الماضي على تشريع بإجراء هذا الاستفتاء الهادف الى البقاء ضمن العراق أو الانفصال عنه في كيان مستقل.
ومن المنتظر أن يقوم نجيرفان بارزاني بزيارة قريبة الى بغداد، للبحث مع رئيس الحكومة الجديد حيدر العبادي امكانية حل الخلافات العالقة بين اربيل وبغداد.
&
وكان العبادي قد مهد الجمعة الماضي لإقدامه على اجراءات لحل الخلافات العالقة مع إقليم كردستان باعلانه من السليمانية اليوم أنه سيتخذ قرارات وصفها بالصعبة على هذا الطريق، داعيًا سلطات الاقليم لمثلها .. وقال في تصريح صحافي عقب اجتماعه مع اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في مدينة السليمانية الشمالية أنه "حريص جدًا على اتخاذ قرارات اساسية صعبة داعيًا ايضًا حكومة الاقليم بأن تتخذ قرارات صعبة في سبيل حلحلة المشاكل، ومنها الاتفاق حول النفط &لمصلحة الشعب العراقي برمته، ومن ضمنه ابناء شعبنا الكردي" . وقال: "قمنا اليوم بزيارة الرئيس جلال طالباني للاطمئنان على صحته وسلامته، وكذلك للاطلاع على اوضاع السليمانية عن قرب والتقينا الاخوة اعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني وتشاورنا في العديد من القضايا"، معربًا عن أمله بأن "تكون الزيارة بادرة خير للتفاهم حول العديد من القضايا وحل المشاكل بين الحكومة الاتحادية والاقليم".&
&
وكانت النتائج الرسمية لفرز الأصوات في الاستفتاء على استقلال إسكتلندا، الذي جرى الخميس الماضي، قد اظهرت فوز مؤيدي الإتحاد مع بريطانيا. وفاز معسكر الوحدويين بـ55.42% من الاصوات في مقابل 44.58% لمؤيدي الاستقلال.& رفض الاسكتلنديون الاستقلال عن بريطانيا بـ 55.3% من الاصوات بفارق كبير عن مؤيدي الاستقلال الذين حصلوا على 44.70% من الاصوات، بحسب الارقام الرسمية الصادرة صباح الجمعة بعد انتهاء عمليات فرز الاصوات في جميع الدوائر الـ32 في اسكتلندا. وحصل الوحدويون على مليونين وألف و926 صوتاً مقابل مليون و617 الفًا و989 صوتاً للاستقلاليين في الاستفتاء. وبعد حملة اثارت تعبئة كبيرة في صفوف الاستقلاليين في مناطق كثيرة من العالم، قال المسؤولون إن الاستفتاء سجل نسبة مشاركة قياسية وصلت الى 84,6%، وهي الاعلى في الانتخابات في بريطانيا حتى الآن. & &
&
&