وقع الحوثيون اتفاقًا مع عدد من الاحزاب اليمنية لتشكيل حكومة جديدة للبلاد. جاء الاتفاق بعدما سيطر قوات (أنصار الله) التابعة للحركة على عدد من المنشآت الحكومية في العاصمة صنعاء، وهو الامر الذي تبعته استقالة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه.


نصر المجالي: اتهم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه، في بيان صحافي، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالاخلال بقواعد الشراكة التي نصت عليها المبادرة الخليجية.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن مسلحين حوثيين مدعومين بمسلحين من أتباع حزب المؤتمر الشعبي كانوا سيطروا على مقر الحكومة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وعلى مقار حكومية وأمنية في قلب صنعاء.

نص الاتفاق هنا

وجرت مساء الأحد في دار الرئاسة بصنعاء مراسم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس مجلس النواب يحيى على الراعي، ومستشاري رئيس الجمهورية، ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم حركة الحوثيين "انصار الله".

نص كلمة هادي

والقى الرئيس اليمني كلمة في بداية مراسيم توقيع الاتفاق هذا نصها:

يا جماهير شعبنا الأبي الصابر:

أدرك جيداً كم هي قساوة الأيام التي مرت عليكم وأنتم تضعون أيديكم على قلوبكم خوفاً على الوطن وأمنه واستقراره وسلامة أبنائه ومستقبل أجياله... كما ادرك جيداً أنكم قلقون على حلمكم الذي انتظرتم تحقيقه طويلاً وضحيتم من أجل بلوغه كثيراً.

وأعي جيداً أنكم عشتم لحظات عصيبة تستحضرون معها واقعاً أليماً ومراً لإخوان وأخوات لنا في دول شقيقة أصابها العنف والدمار جراء الحروب الأهلية وغياب الحوار، وكأني أراكم تشخصون بأبصاركم صوب قيادتكم وسياسييكم وفي عيونكم الأمل بأن الحكمة لن تبرح مكانها وثقتكم بالله كبيرة بأنهم سيجتازون هذا المنعطف الخطير والأزمة الكبيرة، بما يجنب بلادنا ويلات الحرب والدمار.

اتون الانزلاق

وإنني اليوم أقول لكم بأننا لم نخيّب ظنكم أبداً وكنّا على قدر المسؤولية التاريخية لإخراج الوطن من اتون الانزلاق إلى مربع العنف والفوضى والاقتتال وحقناً للدماء الزكية التي سفكت وكادت أن تسفك وهي من أبناء اليمن، جنوداً ومدنيين، فقد توصلنا إلى اتفاقية نهائية تمكنّا من تجاوز هذه المحنة الكبيرة التي كادت أن تعصف بالوطن وأحلام ابنائه وغلبنا لغة الحكمة والتعقل والمضي قدماً في بناء اليمن الجديد، يمن الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحوار الوطني، يمن التعايش والسلام والمواطنة المتساوية، يمن الحرية والكرامة والعيش الكريم، اليمن الذي نحلم به جميعاً والقائم على العدل وسيادة القانون، اليمن الذي تسود فيه لغة الحوار وتحترم فيه ثقافة التنوع والقبول بالآخر.

ففي مساء السبت الموافق 20 سبتمبر 2014م وبعد جهود حثيثة ومضنية تم الاتفاق بين كل الأطراف السياسية على اتفاق تطوى بموجبه صفحة الأزمة الأخيرة التي كادت تعصف بوطننا الحبيب وتدفعه إلى شفا هاوية الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي.

وإنني إذ أبارك، ومعي كل القوى الوطنية المخلصة وشركائنا الإقليميين والدوليين، هذا الاتفاق التاريخي وقبلها كافة المساعي والجهود الحثيثة والمخلصة التي أخرجته إلى النور، وآخرها تلك التي بذلها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر ، فإنني أدعو الجميع إلى العمل معاً على تنفيذ ما ورد فيه من بنود، بدءاً من هذه اللحظة المباركة.. فشعبنا العظيم يحدوه أمل كبير بطي هذه الصفحة الأليمة ويتطلع للخلاص من كل ما يؤرقه ويثقل كاهله من أزمات ومشكلات فقد مل الصراعات والحروب والدماء ويصبو بكل لهفة لشروق فجر جديد ليمن جديد يسوده الأمن والآمان والاستقرار وتظلله مشاعر الأخوة والمحبة والتعاضد بين جميع أبنائه.

إن هذه الوثيقة تمثل عبوراً نحو تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتجاوز كافة العقبات والتحديات، الأمر الذي يستوجب ضرورة تطبيقها بصورة دقيقة من قبل الجميع مع الحرص على البدء فوراً في وقف إطلاق النار سواء في العاصمة صنعاء أو بقية المحافظات والمناطق.

بوركتم جميعاً يا أبناء شعبنا العظيم الصابر المصابر وبارك الله وطننا الغالي وحفظه دوماً من كل شر ومكروه والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

كلمة بن عمر

كما تحدث مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر بكلمة بارك فيها للشعب اليمني التوقيع على هذه الاتفاقية الهامة، التي تمت بين كل القوى السياسية، بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل .. معتبرًا هذا الاتفاق بأنه وثيقة مهمة لإنهاء الأزمة وإيقاف الصراع.

وأشار المبعوث الأممي إلى أن الامم المتحدة تتطلع إلى استمرار العمل والتعاون مع الرئيس هادي وكافة الأطراف السياسية اليمنية لانجاح الخطوات المتبقية للعملية الانتقالية بما يكفل وضع اللبنات القوية لبناء اليمن الجديد.. مشدداً على ضرورة التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاق والبدء بوقف إطلاق النار فوراً، ووقف نزيف الدم اليمني.

موقعو الاتفاق

وعقب ذلك جرى التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية من قبل ممثلي الأطراف السياسية، وهم: الدكتور عبد الكريم الإرياني ـ المؤتمر الشعبي العام، عبد الوهاب الآنسي ـ التجمع اليمني للإصلاح، يحيى منصور أبو أصبع ـ الحزب الاشتراكي اليمني، الدكتور عبد الله نعمان ـ التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري (( لم يوقع))، الدكتور محمد موسى العامري ـ حزب الرشاد، محمد أبو لحوم ـ حزب العدالة والبناء، ياسين مكاوي ـ الحراك الجنوبي السلمي، حسن زيد ـ حزب الحق،& محمد الرباعي ـ اتحاد القوة الشعبية، الدكتور قاسم سلام ـ احزاب التحالف الديمقراطي الوطني، الدكتور عبد الله عوبل منذوق ـ التجمع الوحدوي اليمني، محمد الزبيري ـ& حزب البعث، حسين العزي ومهدي المشاط ـ أنصار الله.

استلام المقار

وفي وقت متأخر من مساء الأحد، بدأت الشرطة العسكرية اليمينة بإجراءات استلام كافة المباني الحكومية التي وصل اليها وسيطر عليها ممثلو "أنصار الله"، خلال الاحداث التي شهدتها أمانة العاصمة اليوم، وذلك بناء على طلب " أنصار الله " وبما يكفل الحفاظ على كافة محتويات تلك المباني وضمان عدم تعرضها للعبث أو التلف أو النهب.

وجرت عملية الاستلام والتسليم بين الشرطة العسكرية وأنصار الله تحت إشراف ومتابعة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد.

بيان وزارة الدفاع

ومن جانبها، أصدرت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليمينة مساء الأحد البيان التالي:

بعد أن تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية من جميع الأطراف السياسية وبرعاية أممية.. نأمل من جميع القوى السياسية والاجتماعية تغليب مصلحة الوطن العليا على كل شيء، والتسامي فوق الجراح، والرؤية بمسؤولية وطنية إلى الغد الأفضل بإذن الله.

وعلى منتسبي القوات المسلحة - قادة وضباطاً وضباط صفّ، وجنوداً - أن يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في هذه اللحظة الفارقة من حياة الشعب اليمني.. وأن يلتزموا بالانضباط العسكري والقوانين العسكرية وواجباتهم الوطنية في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وفي التصدي لأي عبث أو تخريب.. وعليهم أن يتواجدوا في وحداتهم العسكرية وأن يحافظوا على الممتلكات العامة، وعلى موارد وإمكانيات وحداتهم العسكرية، والعهد المقيدة على كل وحدة عسكرية، وعدم إهدارها أو التفريط بها كونها من المكتسبات الوطنية التي يجب صيانتها والحفاظ عليها.

وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تؤكد أنها ستعمل جاهدة بما يتوفر لديها من إمكانيات على معالجة الاختلالات الناتجة عن تراكمات الماضي لبناء جيش، ولاؤه لله والوطن ويجسد الوحدة الوطنية ويسهم في تهيئة المناخات المناسبة والآمنة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
&