عبّرت وزارة الدفاع العراقية عن مخاوف من إعدام تنظيم الدولة الاسلامية لمجموعة من العسكريين، قالت إنهم فقدوا خلال معارك تدور منذ يومين ضد مسلحي التنظيم بمنطقة الصقلاوية شمال مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية، وسط غموض حول نتائج هذه المعارك.


لندن: قالت وزارة الدفاع العراقية إن قواتها تواصل "تطهير المناطق التي دنسها الارهابيون في مناطق السجر والصقلاوية في قاطع عمليات الانبار، وهي ماضية في تنظيف كل شبر من أرض العراق الحبيب".

وأقرّت الوزارة في بيان صحافي، تسلمت "إيلاف" نسخة منه الليلة الماضية، بأن "الاتصال فقد ببعض جنودنا الابطال اثناء عمليات التقدم والمناورة ممن جرح أو اصيب اثناء العمليات".. وفي عبارات تعبر عن مخاوف من امكانية اعدام "داعش" لهؤلاء العسكريين، كما اعتاد أن يفعل مع العسكريين الذين يقعون في قبضة مقاتليها، فقد اشارت الدفاع قائلة "اننا اذ نحذر من المساس بحياة هؤلاء الجنود وسنضرب بقوة وعنف كل الجماعات الارهابية، ومن يقف معها من الخونة، ونذكّر العصابات الارهابية بأن مثل هذه الاعمال تعتبر جرائم ضد الانسانية وسيكون عقابها شديداً".

واشارت الى أن طاقماً "من ابطال سلاح طيران الجيش بقيادة احد الطيارين الابطال يقوم بتنفيذ طلعة جوية ليلية جريئة في قاطع عمليات الانبار ويؤمن مظلة جوية واطئة الطيران لإحدى وحدات القوات البرية المندفعة للامام، والتي اشيع أنها محاصرة، حيث قام هذا الطاقم&&بهذا العمل الجريء الذي أمن وصول جميع المقاتلين الى مواقعهم بسلام، وتعتبر هذه العملية من العمليات الصعبة والنادرة التي ينفذها طيران الجيش".

ومن جهته، قال الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا إنه وبعملية أمنية مشتركة من القوات الامنية، والحشد الشعبي، وباسناد جوي اميركي فقد تمكنت القوات من الوصول الى منطقة السجر في الصقلاوية بمحافظة الانبار، التي يوجد فيها الجنود المحاصرون وفك حصار عصابات داعش الارهابية عنهم، في اشارة الى 400 عسكري عراقي يحاصرهم تنظيم الدولة الاسلامية منذ ايام. واشار عطا الى أن القوات تمكنت من دخول المنطقة وبدأت بالفعل بتطهيرها.. مؤكدًا وجود غطاء جوي أميركي للعملية التي انطلقت فجر الأحد.

وتقع منطقة السجر شمال مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ مطلع العام الحالي، وتستهدف العملية العسكرية الجارية هناك إحباط محاولات التنظيم للاستيلاء على مقر فوج للجيش صمد أمام محاولات اقتحامه خلال الأيام العشرة الأخيرة.&

دعوات&لانقاذ الجنود المصابين

وجاءت هذه المعارك لتحرير العسكريين المحاصرين، إثر ضغوط شعبية وسياسية عبرت عن مخاوف من تكرار حادث قاعدة سبايكر بمدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين الغربية، حين قام مسلحون ينتمون الى تنظيم داعش وعشائر معارضة للحكومة بإعدام اكثر من الف طالب في القوة الجوية يتدربون في القاعدة، وذلك منتصف حزيران (يونيو) الماضي.

وطالبت الاوساط السياسية والشعبية القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بالتدخل المباشر وإعادة القصف الجوي لفك الحصار عن القوة العسكرية المحاصرة في الصقلاوية، محملة القيادات الامنية مسؤولية التأخر في انقاذ الجنود المحاصرين.

وقال النائب عن كتلة بدر محمد حميدي، خلال مؤتمر صحافي بمبنى البرلمان، إن "العديد من المقاتلين محاصرون في الصقلاوية شمال الفلوجة من قبل تنظيم داعش الارهابي، وبينهم العديد من الجرحى، دون أي اجراء حكومي لفك الحصار عنهم".. مشيراً الى أن "معلومات وردت بأن طريق الرمادي الفلوجة ملغم بالكامل من قبل التنظيم الارهابي، وأن القوة المرسلة لفك الحصار تعرضت لهجوم من قبل المجاميع المسلحة".

وأضاف حميدي أن "القيادات الامنية تتحمل المسؤولية عن عملية التأخر في انقاذ الجنود المحاصرين وإيصال المؤن والاعتدة لهم، والذين يمثل اغلبهم محافظتي الديوانية وذي قار الجنوبيتين مع ضرورة توفير الدعم الجوي لهم لفك الحصار"... وقال إن "الجنود رغم الحصار مستعدون للقتال الى آخر لحظة، لو توفر لهم الدعم الجوي المطلوب لفتح الطريق من اجل عدم تكرار مجزرة أخرى"، في اشارة الى جريمة سبايكر.

وكان قائد عمليات محافظة الأنبار الغربية اللواء الركن رشيد فليح قد اعلن امس فك الحصار عن الـ 400 ضابط وجندي،& الذين يحاصرهم التنظيم، واوضح أن المحاصرين هم خمسة أفواج ضمن اللواء 30 في الفرقة الثامنة من الجيش. وقال فليج إن "العملية العسكرية مستمرة وسوف يتم الإعلان عن نتائجها بعد انتهائها".. فيما اوضحت مصادر عسكرية سقوط عدد من العناصر الامنية بين قتيل وجريح.

ويسود غموض نتائج العملية العسكرية هذه، حيث لم يصدر أي توضيح رسمي عنها بعد، فيما لم يعرف بعد في ما اذا كان العسكريون الذين وقعوا أسرى بيد "داعش" هم من القوات المهاجمة أم من العسكريين المحاصرين.

وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أمر امس طيران الجيش بمساندة ودعم العسكريين المحاصرين لفك حصار "داعش" عنهم، بعد أن نفذ الغذاء والماء لديهم وقيام مسلحي التنظيم بزرع جميع الطرق المؤدية الى مكان وجود العسكريين بالعبوات الناسفة. وقد ناشد ذوو الجنود والضباط الحكومة امس الى الاسراع في مساعدة ابنائهم المحاصرين.

يشار الى أن محافظة الانبار تشهد وضعاً امنياً ساخنًا بسبب سيطرة مقاتلي داعش" على بعض المناطق، في وقت تخوض القوات الامنية معارك ضدهم لتحرير المناطق التي يسيطرون عليها.