أبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الولايات المتحدة، والأردن ودول الخليج أن بلاده تريد دعمًا حقيقيًا والوقوف معها، في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وعدم الاكتفاء بالكلام، وحذّر من أن التنظيم يقوم في كل يوم بتجنيد مجاميع إرهابية جديدة من الشباب، وانتقد الولايات المتحدة الأميركية لعدم التنسيق مع القوات العراقية في تنفيذ ضرباتها الجوية على مواقع داعش .


لندن: جاء ذلك خلال اجتماع شارك فيه العبادي في نيويورك، الليلة الماضية، مع الرئيس الأميركي باراك اوباما وملك الأردن عبد الله بن الحسين، ووزراء خارجية العراق ودول الخليج، تركز حول دعم العراق والتأكيد على سيادته ووحدة اراضيه والوقوف معه في حربه ضد تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الاخرى. كما ناقش الإجتماع، التواجد الارهابي على الاراضي السورية والتصدي له.
&
وشدد العبادي على ضرورة أن يقدّم المجتمع الدولي مساعدة فعلية للعراق في حربه ضد تنظيم "داعش"، وقال: "إننا نريد تطبيقاً عملياً لهذا الدعم وعدم الاكتفاء بالكلام." واشار الى أن تنظيم "داعش" مع كل يوم يمر يقوم بتجنيد مجاميع ارهابية جديدة من الشباب، وأن العراق غير مستعد للانتظار حتى يأتي الدعم، اذ أن مقاتلينا يبذلون قصارى جهدهم ويقدمون التضحيات الكبيرة لتحقيق النصر على داعش والحفاظ على وحدة العراق وسيادة اراضيه"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".
&
واوضح العبادي أن المنطقة تعيش حالة من الاستقطاب، وهو ما ادى الى نشوء هذه الجماعات الارهابية التي تهدد المنطقة والعالم، والعراق هو من يدفع ثمنه: "ونحن لا نريد أن ننحاز الى أي طرف في هذا &الاستقطاب وانما ننحاز الى شعبنا". واكد حرص العراق على بناء علاقات حسن الجوار مع الدول .. وقال إن هذا "ما اكدنا عليه في اول اجتماع لمجلس الوزراء، حيث تم الإيعاز لوزير الخارجية بالقيام بجولة لفتح صفحة جديدة من العلاقات الإيجابية، لأن رؤيتنا هي أن المنطقة لا يمكن أن تتطور وتنهض وتتمكن من القضاء على المخاطر، الا بتضامننا وحرصنا على مصالح شعوبنا، فالعلاقات المتميزة ستؤدي بالمنطقة الى رفاه اقتصادي كبير يؤثر ايجابًا على شعوبها".
&
وعلى الصعيد نفسه، انتقد العبادي الولايات المتحدة الأميركية لعدم التنسيق مع القوات الأمنية العراقية في تنفيذ ضرباتها الجوية على مواقع داعش الارهابية. وقال خلال تصريحات صحافية في نيويورك إن "الخطأ الوحيد الذي ارتكبته القوات الأميركية في الهجمات على داعش في العراق، هو عدم التنسيق مع القوات العراقية على الأرض، "فقواتنا تسير للأمام وعندما تسير للأمام تحتاج إلى غطاء جوي وهذا الغطاء غير متوفر حاليًا". &لكن العبادي عبّر "عن سعادته بالغارات الأميركية على داعش في سوريا طالما كانت الغارات تحقق أهدافها المرجوة". وقال إن "العراق دفع ثمنا باهظًا لقاء حالة عدم الاستقرار التي تعيشها سوريا، مؤكداً أن مقاتلي داعش تسببوا بالألم والمعاناة للناس بعد انتقالهم للعراق".
&
وعن مشاركة دول عربية في تنفيذ غارات جوية ضد داعش في سوريا، قال رئيس الوزراء العراقي "من الجيد أن تشارك دول عربية في الحملة العسكرية على داعش "ولكن كان من المفترض أن يتم اتخاذ خطوة ضد التنظيم قبل الآن، فلطالما حذرنا من أن نهاية هذا الأمر ستتسبب في إسالة الكثير من الدماء،&ولكن للأسف لم يسمع أحد".
&
وحول الأوضاع الحالية في العراق بعد تسلمه رئاسة الحكومة الجديدة، فقد اكد العبادي عن "عدم رغبته بوجود ميليشيا مسلحة في العراق"،.. وشدد على ضرورة أن "تنضوي جميع القوات المسلحة تحت مظلة الدولة". واضاف أن العراق "وطننا وفي حال لم نعمل سوية فلن نستحق هذا الوطن"، مؤكدا انه&"مستعد لإصدار قرارات صارمة وحاسمة" متوقعاً من الآخرين الالتزام بها.
&
ويسعى القادة العراقيون لاستغلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك بمشاركة 169 دولة من اجل تحشيد المجتمع الدولي لمزيد من المساعدات العسكرية والانسانية لبلدهم في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، الذي يحتل ربع أراضيه، حيث وصلها الرئيس معصوم ورئيس وزرائه العبادي ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري، لإجراء مباحثات مع مختلف القادة يتقدمهم الرئيس الاميركي باراك اوباما.&
&
&